في روايته "أنسباي.. حكاية أنس بن مصري" أورد الروائي أيمن رجب طاهر، الفائز بجائزة الدولة التشجيعية، الكثير عن فظائع الاحتلال العثماني من خلال حكاية أنس الولد المصري الذي يتربى في بيت مملوكي، وحين يعرف حقيقة الأمر يعود إلى منشأه، وتطرق "طاهر" لذكر العديد من مفردات هذا العصر في أسلوب شيق فكأنما ينقل القارئ إلى هذا العصر بكل ما فيه.. "البوابة نيوز" التقت أيمن رجب طاهر وكان هذا الحوار:
- حكاية أنس من الحكايات التي تبدو حقيقية، وكتابتك لها جعلها شخصية حية، خاصة وأن العصر المملوكي كله اعتمد على سرقة الأطفال؟
اخترت شخصية أنس وهو ابن لمواطن مصري قتله المماليك وما حدث له من خطف وتنشئة في قصر واحد من هؤلاء الماليك وبحث جده لأمه عنه حتى استرده وعاد لأصله بعد معاناة في حرب ضد الغزو العثماني الغاشم لمصر، فصدقها من صدق هذه الشخصية المصرية التي مهما طمستها أوحال كاذبة إلا أنه في النهاية يعود لمصريته الأصيلة، فرسم الشخصية بكل ما يحيط بها من جوانب كان شغلي الشاغل واعتمدت فعلا على عادة اختطاف الصغار وتربيتهم على فنون الحرب والقتال ليكونوا مماليك لأحد الأمراء.
- نقل رخام المساجد ونهب البيوت وتدنيس المقامات.. ومع كل هذا كان يطلق على العثمانيين خلافة بمعنى أنها تمتد للرسول.. كيف ترى هذا؟
ما تم إفراده من نهب وسرقة من جانب العثمانيين لقصور ومساجد وتكايا القاهرة هو قليل من كثير قاموا به بعد أن اعتبر سليم العثماني مصر كلها غنيمة يجب سلب خيراتها فاستباحها لنفسه وجنده، وقد تعمد سليم بن بايزيد العثماني تغطية جرائمه في مصر وغيرها من البلاد بمبررات منها أنه أصبح هو الخليفة وأجبر الخليفة العباسي الذي كان يقيم بمصر على الرحيل معه وسلب منه لقب الخلافة.
- حدثنا عن واقعة شنق طومان باي على باب زويلة.. أكان الغرض منه إهانة أكثر من مجرد قتل؟
رغم استمرار جند ابن عثمان في إعدام المماليك حتى لو عرضوا عليهم الظهور بأمان إلا أن سليم بن عثمان أبقى عنده السلطان طومانباي وكان سينفيه خارج مصر لكنه قرر في النهاية قتله بهذا الشكل ليراه المصريون فيرهبونه وتنتهي مقاومتهم للأبد.
- حادث دفن المصحف العثماني على رأس قنصوه الغوري.. هل أردت التأكيد على ضياع المصحف أم القول بأن قنصوة الغوري استحق هذا لتشييده العديد من المآذن واهتمامه بالقرآن؟
ذُكر أن السلطان قنصوه الغوري اصطحب معه المصحف العثماني أثناء محنة مرج دابق فأردت أن أقدم سببا لضياع المصحف بأن دفنه السقاء معه في قبره، حتى لا يقع في أيدي العثمانيين وربما ليكون مع جسد السلطان بدلا من رأسه التي ألقيت في بئر(هذا من تدبير السقاء كما في سياق الرواية)
- يهتم أيمن رجب طاهر بالتاريخ وأورد هذا في العديد من كتبه.. كيف تختار الحدث الذي تكتب عنه؟
التاريخ في كافة أحقابه محشود بزخم من الأحداث والوقعات التي تستوقف ليس المهتم بقراءة التاريخ فقط بل والمتناول تلك الأحداث في قالب روائي فينظر إليه بعين التأمل والتدقيق وإعادة النظر في علل وأسباب الأحداث وما يترتب عليها وعلى أفعال شخوص ذلك العصر من نتائج وعقبات تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر في مصائر بلادهم؛ لذا أختار الحدث بناء على أهمية هذا الحدث في تقرير مصير هذه الفترة وتأثيرها على شخوص الرواية الذي عاشوا حياتهم في هذا الزمن.