الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

وكان بينهم أطفال

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كنت أقولها بصدق "لا أستطيع أن أغمض عيني وأنام مطمئنة، ففي مصر الآن مقاتلون دفاعا عن حقوق الإنسان، فلن يقدر نظام مهما بلغ استبداده وقمعه أن يفلت بجرائمه دون عقاب، فقد استقرت منظومة حقوقية خلفها شرفاء يدافعون عنها وعنا".
كنت أقولها دائما خصوصًا في مواسم الهجوم على المنظمات الحقوقية في زمن حكم حسني مبارك. وكنت في ردي الصادق مسنودة على سنوات عمر شاركت فيها البعض في مواجهة أنور السادات وحسني مبارك، وواجهنا معًا الاستبداد والفساد والقهر. شاركنا في المعتقلات والملاحقات الأمنية وضيق العيش، وتقاسمنا الحلم بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، والبعض الآخر ممن انضموا إلى كتيبة المدافعين عن حقوق الإنسان كانوا في مكانة الإخوة الصغار وربما الأبناء، تابعتهم وازددت ثقة بهم بجيل بدأ البناء وجيل التحق مواصلا البناء.
معذرة فقد طالت المقدمة فهل أهرب بالكلمات من السؤال. حقيقة أقولها بوجع الخذلان من مقاتلي الأمس دفاعا عن حقوق الإنسان.
فلم نسمع لهم صوتا بعد المذبحة البشعة الخسيسة التي وقعت لسبعة أقباط في ليبيا، لأنهم مصريون.. لم يسمعوا أصوات الإرهابيين وهم يقتحمون كالحيوانات المفترسة بيوت المصريين صارخين: "فين النصارى اللي هنا".
فالجرائم التي يرتكبها الإرهابيون ضد الأقباط في ليبيا مقصود بها إهانة مصر. إهانة وصلت حد التعذيب حرقا لإزالة الصليب من على أكفهم ومعاصمهم.
وهم يبخون غل قلوبهم في وجوه الضحايا ويهددونهم بالقتل إن لم ينطقوا بالشهادة ويصرح حقراء دود الأرض المسمين بأنصار الشريعة ويهددون: "سوف نقتلهم تقربا إلى الله إذا لم ينطقوا الشهادتين".
مصريون أقباط، كان من بينهم أطفال أعمارهم ما بين الخامسة عشرة والسادسة عشرة غادروا بيوتهم وبلدهم وحضن أمهاتهم من أجل توفير نفقات المدارس، وبلّ ريق أسرهم بجنيهات، لم يعودوا بها وعادوا جثثا في نعوش.
ورغم الكارثة لم يتمهل المتحدث باسم الخارجية المصرية حتى يعرف ملابسات الجريمة، وانبرى مصرحا أن الجريمة جنائية بسبب خلافات بين الضحايا وسماسرة الهجرة غير الشرعية. لم يبذل المسئول المجهود المفروض بذله ليعرف أن الشهداء يعملون في ليبيا منذ سنوات بعد أن ضاق عليهم الوطن وضن عليهم بالعيش والحياة الكريمة.
ولم يتمهل المتحدث باسم الخارجية قبل أن يتحدث ليسترجع أحداثا سابقة، حرق الإرهاب فيها المطرانية القبطية في بنغازي، واختطفوا الأنبا بولا وعذبوه، ولم يكن الشهداء السبعة هم أول الضحايا، سبقهم شهداء قدموا أرواحهم قربانا لتخلف وظلمة عقول الإرهابيين الذين أرادوا إهانة مصر والانتقام من المصريين الذين أطاحوا وثاروا على حكم البنا وأحفاده.
القضية إذن واضحة والشهداء الذين سقطوا لهم حقوق شهداء الثورة ولأسرهم الحق في مواصلة الحياة الكريمة، فهل سنسمع قريبا من الحكومة ما يمكن أن نعتبره ثأرا لأرواح شهدائنا في ليبيا ورعاية وحماية لأسرهم في مصر؟ وهل سنرى موقفا مدافعا عن هذه الحقوق التي هي من أسس قيم حقوق الإنسان؟