الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

رجال الإسعاف كتائب الإنقاذ.. أشرف عادل: كورونا أصعب فترة مرت علينا.. ودرويش: نتعرض للمخاطر والعدوى

محررة البوابة مع
محررة البوابة مع رجال الإسعاف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تعتبر الإسعافات الأولية، من الأشياء المهمة التي تساعد في إنقاذ المرضى، وبسببها يتم إنقاذ العديد من المرضى، من مضاعفات خطيرة لإصاباتهم، وتقديرًا للدور البطولي، الذي يقوم به رجال الإسعاف في كل لحظة في عملهم.. "البوابة" انتقلت إلى فرع إسعاف الإسماعيلية، حيث نستعرض لكم في هذا التقرير أبرز المشاهد الصعبة التي يتعرض لها رجال الإسعاف.
في البداية؛ يقول الدكتور حسن درويش، مدير هيئة الإسعاف بمحافظة الإسماعيلية، إن رجال الإسعاف دائما مايتعرضون للمخاطر والعدوى، ولم يكن انتشار فيروس كورنا والتعامل مع المرضى بشكل مباشر أولى المخاطر، التي يتعرض لها رجال الإسعاف، فجميع الأمراض التي تتعلق بالجهاز التنفسي، تنقل بالعدوى.
ويستدرك "درويش" قائلا: لكن رجال الإسعاف يتلقون تدريبات مستمرة ليتأهلوا على أساليب الحماية من العدوى ونوفر لهم كافة الأدوات لحمايتهم هذا بالإضافة للتعقيم الدائم والمكثف بعد كل حالة لمكافحة العدوى وبناء على توجيهات الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة تلقت كل أطقم الإسعاف لقاح كورونا لحمايتهم من الفيروس.


وأضاف مدير هيئة الإسعاف بمحافظة الإسماعيلية، أنه منذ انتشار الموجة الأولى لفيروس كورونا، وهناك ضغط شديد على الإسعاف؛ حيث يقوم الإسعاف بنقل مرضى كورونا إلى المستشفيات للعزل، في الحالات التي تحتاج إلى رعاية طبية فائقة، ويساعد كبار السن وذوي الهمم في توصيلهم إلى مراكز تلقى لقاح كورونا، بالإضافة إلى تعاملهم مع الحوادث اليومية.
وكشف "درويش"، عن أن هيئة الإسعاف تتضافر جهودها بكل المحافظات، للتعامل مع أي طوارئ، وسرعة الاستجابة للبلاغ، وكان أبرز الحوادث التي تعامل معها إسعاف الإسماعيلية حادث أتوبيس شرق الدلتا، منذ أسبوعين تقريبا، والذي أسفر عن مصرع وإصابة ٣٨ شخصًا، حيث تم الانتقال إليهم في زمن قياسي، وفرز جميع الحالات بموقع الحدث، وتصنيفهم، ونقل المصابين إلى المستشفيات لتلقى العلاج، وكذلك حادث انسكاب الزيت بطريق الإسماعيلية القاهرة، وحادث أتوبيس العين السخنة، وغيرها من الحوادث التي يتعامل معها رجال الإسعاف.
ولفت، إلى أن هناك خطة حالية لتطوير فروع الإسعاف والمراكز العامة، وتعمل الإسعاف ضمن الشبكة الموحدة، حيث تحمل سيارات الإسعاف أجهزة حديثة لتصوير الحادث، ومتابعة وضعه الصحي، لتجهيز المستشفى لاستقباله، كما تم تجهيز غرف عمليات الإسعاف، لمتابعة سير البلاغ، وزيادة عدد فروع الإسعاف في المناطق التي كان يصعب الوصول إليها، وتزويدها بسيارات الإسعاف، والأطقم المعاونة، وننتظر افتتاح عدد من الفروع ضمن مبادرة "حياة كريمة"، في القنطرة شرق بالإسماعيلية.
وأوضح "درويش"، أن قوة الإسعاف في الإسماعيلية تبلغ ١٠١ سيارة و٣٦٠ مقدم خدمة طبية ما بين مسعفين وسائقين ومشرفين يعملون على مدى الساعة.
ويضيف أشرف عادل، مشرف إسعاف، أنه يعمل بالإسعاف منذ ١٣ عامًا، حيث تخرج في كلية الزراعة، وتقدم لشغل وظيفة مسعف، وتلقى العديد من الدورات التدريبية، في الإسعافات الأولية؛ لافتا إلى أنه أثناء أحداث ٢٥ يناير، كان يخدم في مصر الجديدة، وكان شاهد عيان على الكثير من الأحداث الساخنة التي شهدتها مصر خلال تلك الفترة، مثل التفجيرات المستمرة ومهاجمة الأكمنة والمظاهرات؛ حيث كان يشغل وقتها مشرف قطاع ميدان التحرير، وكانت سيارات الإسعاف تتمركز في الشوارع المحيطة بالأحداث، لسرعة التعامل مع أي طوارئ.
وأشار إلى أن الجميع كان يعيش حالة من التشكيك في كل شيء، وكانت سيارات الإسعاف تتعرض للهجوم، أو إلقاء المولوتوف عليها، أثناء نقل المصابين، أو يتجمع أمامها مجموعة من المتظاهرين، لمنعها من مواصلها رحلتها، وكانت تردد شائعات كثيرة مثل أن سيارات الإسعاف تنقل الاسلحة أو المتفجرات، أو أنها تحمل أفراد شرطة للقبض على المتظاهرين، لكن كانت أمام أعيننا مهمة واحدة، وهي سرعه التعامل مع البلاغ، ونقل المصابين لإنقاذ حياتهم، مهما تعرضنا للخطر.
وعن التعامل مع فيروس كورونا؛ وصفها بأنها من أصعب الفترات التي مرت على رجال الإسعاف، لأنها تحتاج إلى تعقيم مستمر وشديد الدقة، لنقل المصابين؛ موضحا أن سيارة الإسعاف كان معدل نقل المصابين الطبيعي هو ٥ مصابين يوميا، وفي ذروة كورونا وصل عدد نقل السيارة الواحدة إلى ١٢ مصابًا، في اليوم الواحد، يتخللها أوقات التعقيم والتهوية التي تستغرق ٣٠ دقيقة.
ومن الحالات الصعبة في نقل المرضى التعامل مع مريض الايدز والتعامل معه يكون بحذر من خلال استخدام المسعف لأدواته لكن الصعوبة نجدها في تعامل المحيطين حيث يفر منه الجميع خوفا من العدوى وهذا مايؤثر على الحالة النفسية للمريض.
ويضيف المسعف مصطفى أحمد، الذي يعمل بالإسعاف منذ ٣ سنوات، أن أبرز الحوادث التي تعامل معها، كانت تصادم سيارة على الطريق الدائري؛ حيث تعامل مع مصاب بكسر في الجمجمة، وأغلق الدم مجرى الهواء، وعقب الوصول إلى موقع الحادث تم تثبيت المصاب، ولاحظت أن التنفس متوقف، وتعرضه لنزيف شديد، وعلى الفور تم شفط الدم، وفتح مجرى الهواء، وإنقاذ المصاب.
وعن التعامل مع مرضى كورونا؛ أكد أنه لم يعد هناك صعوبة، خاصة مع الخبرة التي اكتسبها رجال الإسعاف، والدورات التدريبية المستمرة، وتوفير كافة الأدوات التي يحتاجها المسعف للتعامل مع المريض؛ لافتا إلى أنه في بداية انتشار كورونا كان هناك تخوفات عديدة من التعامل المباشر مع المرضى.
وذكر أن بعض المرضى كان لايصدق أنه مصاب بالفيروس، ويرفض العزل في المستشفى، خوفا من العدوى، وكان دورنا هو توعيه المواطنين، والتعامل معهم لإقناعهم بالنقل إلى المستشفى.
ويقول وائل محمد، سائق في الإسعاف منذ ١١ عاما، إنه يصل إلى موقع البلاغ في غضون ٨ دقائق؛ مشيرا إلى أن سيارات الإسعاف اليوم مجهزة بأحدث الأجهزة؛ حيث تعد سيارة الإسعاف وحدة عناية مركزة متنقلة، تساعد على النقل السريع والفعال والآمن للمرضى، وبها وسائل اتصال حديثة لمتابعة الحالة مع الأطقم الطبية، ويقوم المسعف بعمل الإسعافات اللازمة للمريض قبل وصوله للمستشفى؛ حيث تحمل سيارة الإسعاف أجهزة طبية متنوعة، مثل أجهزة قياس الضغط والتنفس ورسم القلب والشفاطات واسطوانات أكسجين وجهاز قياس ضربات القلب وجهاز الصدمات الكهربائية والمونيتورز والنقالات المتحركة وأجهزة قياس السكر وجبائر متنوعة للكسور.
وأوضح "محمد"، أن وزارة الصحة توفر أدوات الحماية الكاملة للمسعف والسائق للتعامل مع جميع المرضى بشكل عام وخاصة مرضى كورونا؛ لافتا إلى أن السائق يتدخل في التعامل وإسعاف كل الحالات بداية من نقل الحالة من موقع الحادث ونقلها إلى مكان آمن وتقديم الإسعافات الأولية لها حتى وصولها للمستشفى.