الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الموجة الرابعة من كورونا.. هل اللقاح هو الحل؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لا ينتهي الحديث عن كورونا، ولا تنتهي التحذيرات التي يطلقها الأطباء، والمختصون طوال الوقت، بمثابرة ودأب يحسدون عليه. ونحن أفراد الشعب بمختلف قطاعاتنا، ومختلف وظائفنا، وثقافاتنا، وعاداتنا اليومية -نتوكل على الله و نتعامل مع الأمر و كأننا جربنا كل الحيل و فشلنا-و جميعنا في حقيقة الأمر و بصراحة شديدة نرى استهانة تصل إلى حد الإهمال. فنحن بين ملتزم بالإجراءات الاحترازية و غير ملتزم بها. و هناك من كان ملتزما بها و اصطاده الفيروس. فأصبح ملتزما وخائفا أو فاقدا لإيمانه بتلك الإجراءات التي حافظ عليها طويلا و بدقة و رغم ذلك هاجمه الفيروس بشراسة. 

على أية حال دعونا نحصر الأمر في نوعين كبيرين . أولهما الأفراد الذين  يعون الأمر جيدا و يحاولون الاستمرار في اتخاذ الاجراءات و من يعون الأمر جيدا ولا ينفذون منها أي شيء بدعوى الاتكال على الله هؤلاء هم الذين يدافعون عن موقفهم المتساهل  ساخرين  قائلين ( كل اللي عملوا الإجراءات الاحترازية من المهووسين جالهم الفيروس سيبها على الله). فهل الموجة الرابعة التي يحذرنا منها الأطباء مزحة؟ هذه الموجة التي نستطيع أن نخفف من حدتها عن طريق اللقاح الذي يعمل بشكل قوي على تخفيف الأعراض فتنقذنا من الأزمة أو تخفف من حدتها، هل نعتبرها حافزا للاسراع في التسجيل للحصول على اللقاح؟ الموجة الرابعة لفيروس كورنا المستجد تلقى الكرة  في ملعبنا نحن . ملعب الهروب من الموت . الأطباء و طواقم التمريض و الفنيين و جميع العاملين في القطاع الطبي وجهود الدولة في التصدى على أعلى درجة من الجاهزية والالتزام. فهل نكون نحن أيضا على نفس الدرجة من التزامهم و نقوم بواجبنا تجاه أنفسنا و تجاة أحبائنا و تجاه بلدنا! في حوار هاتفي مع الدكتور عمرو سمير مدير مستشفى العزل بجامعة المنصورة  أكد أن اللقاح سيخفف كثيرا من أعراض الفيروس في حالة الإصابة لا قدر الله. و أن كمية الفيروسات من حولنا عليها عامل كبير في شدة الاصابة الكمامة تعمل كفاصل بيننا و بين الفيروسات من حولنا تمنعها أو تقلل عددها  حسب جودة الكمامة وكلما قللنا من تعرضنا للفيروس كلما نجونا.و استخدام الماء و الصابون بشكل دائم  يجب ان يستمر وعدم ملامسة الوجه  باليدين أيضا مهما كان الأمر عليه عامل كبير في الوقاية من الفيروس.و أضاف أن مصابي كورونا يجب أن يحصلوا على اللقاح في المدة المحددة لذلك و أن هناك  مرونة في التعامل مع المواطنين الأكثر عرضة للإصابة من ذوي الأمراض المزمنة و المناعية. و أن خدمة الخط التليفوني 15335 متاحة و ترد على المكالمات و تجيب على أسئلة المواطنين و أن علينا أن لا نهمل في حق أنفسنا و حقوق من حولنا من عائلاتنا و جيراننا و المجتمع . عرفت من الدكتور عمرو سمير أيضا أن  الأوبئة ليست لعبة سهلة  و لنا في تاريخها عبرة . و الفيروسات أخطر لأنها ليست كالبكتريا نظرا لطبيعة الفيروس في التحورات المتوالية. ليس للفيروسات صيغة أو بصمة وراثية ثابتة إن صح التعبير طبيا- و التعبير لي و ليس له -  لقد مررنا  قبل ذلك بأزمة أنفلونزا الخنازير و انفلونزا الطيور و لم تصل إلى حد الوباء لأنهما لا ينتقلان من البشر إلى البشر بل من الحيوان أو الطائر إلى الانسان الذي يتعامل معه فما بالنا بمتحور قاتل شرس ينتقل من إنسان لآخر في سرعة ودهاء يخطف الأرواح و يقهر العالم.

 إن العالم سيتم التأريخ له فيما أعتقد بعد زوال الغمة بما قبل كورونا و ما بعد كورنا. لقد آن الأوان أن تستفيق اقرعوا الأجراس ولا تتهاونوا  في التعامل مع فيروس كورنا المستبد- بكسر الباء-  و توكلوا على الله حق توكله باتخاذ الاجراءات و ليس بالتهاون الذي نراه في كل مكان- فاعقلها و توكل. و تذكر أن هناك من يموت نتيجة إهمالك أنت، فإذا هنت علي نفسك لا تتسبب في قتل الآخرين. وقانا الله شر كورونا و شر إهمالنا وحفظكم الله  و أحبابكم  و حفظ مصر و العالم كل العالم من كل شر هذا الوباء.. آمين.