الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

«البوابة نيوز» تُرشّح لك 6 كتب تستمتع بها في إجازة الصيف

أعمال تجوب عوالم متنوعة من الواقع والخيال

كتب الصيف
كتب الصيف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يستغل الكثيرون فترة الإجازة الصيفية في الاسترخاء والابتعاد عن كل ما يُثير الأعصاب، وينتهز البعض هذه الأيام في الابتعاد والسفر، بينما يُقرر البعض قضاء الوقت في المنزل تماشيًا مع الإجراءات الاحترازية تفاديًا للموجة الثانية من فيروس كورونا المستجد.
لكل من يسعون لقضاء وقت مميز، «البوابة» تُرشّح لكم مجموعة من الكتابات الأدبية الممتعة التي يُمكن قراءتها خلال أيام الصيف، والتي برزت خلال الدورة 52 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، والتي انقضت منتصف يوليو الجاري.
 «جريمة أبى».. ماذا لو ولدت حاملًا إرثًا من الجريمة؟
 

غلاف رواية «جريمة أبي» والمؤلف

ضمن سلسلة «كتب مختلفة» التي تصدرها العربي للنشر والتوزيع، جاءت الترجمة العربية لرواية «جريمة أبى» للكاتب هاكان جنيد، والتي ترجمتها عن اللغة التركية رانيا الرباط؛ والتي نُشرت تحت عنوان «المزيد» فى عام 2013، ونالت جائزة «ميديسيس» الفرنسية لأفضل رواية مترجمة فى عام 2015، وهي من أرفع الجوائز الأدبية في فرنسا.
«جنيد» هو روائي وكاتب مسرحي تركي؛ وهو حفيد فايق جنيد، النائب التركي السابق. ولد في جزيرة رودس اليونانية عام 1976. أنهى تعليمه الابتدائي في بروكسل، وبعدها التحق بمدرسة «توفيق فكرت» الثانوية فى أنقرة، ثم درس بكلية الآداب، جامعة هاسيتيب، وأتبعها بدراسة العلوم السياسية في جامعة بروكسل الحرة وجامعة أنقرة. نشر روايته الأولى «كيناس وكايرا» فى عام 2000. وصدرت له 7 روايات.
فى الرواية، التي تتجاوز مائة وخمسين صفحة من القطع المتوسط، يُتابع القارئ صراعًا نفسيًا صاغه جنيد بأسلوب فريد ومختلف، يخوضه بطله الصغير، والذي لم يتجاوز سن التاسعة، بعد أن يكتشف عن طريق الصدفة أن والده يعمل في أحد أخطر الأنشطة الإجرامية، وهي «تجارة البشر»؛ وهى مهنة إجرامية انتشرت بشكل كبير في تركيا في العقد الأخير، بعد اشتعال الشرق الأوسط بعدة حروب ونزاعات، لتصير تركيا واحدة من أكبر بوابات الدخول غير الشرعي إلى أوروبا.
يكتشف البطل أن والده ليس سوى مجرد مجرم يساعد في عمليات تهريب اللاجئين التي تتسم بانعدام الآدمية لدى من يمارسون هذه المهنة، حيث يتكدس اللاجئون، الغارقون في أحلامهم بالحياة بعيدًا عن جحيم الحروب في بلادهم، في قبو تحت الأرض لأوقات طويلة، ويتركهم المهربون بلا طعام أو أي ظروف آدمية، ويكسدونهم بالعشرات في ذلك المكان الضيق الذي يقبعون فيه في صمت، حتى ينتقلوا عبر مراكب ضعيفة يوازي خطر التنقل بها خطر الحرب نفسها، من المناطق المُشتعلة في سوريا وأفغانستان وبعض الدول الآسيوية نحو تركيا واليونان، ساعين للانتقال منها إلى باقي أوروبا بطرق غير شرعية.
يخوض البطل في مفاجآته الأليمة، عندما يُفاجأ أن أبيه لا يُشارك فقط في تهريب اللاجئين عبر الحدود المشتركة، بل تعدى الأمر عمليات التهريب إلى بيع أعضائهم، أو الاتجار بهم، وفي بعض الأحيان يقوم بقتلهم، إذا لم يتمكن أحدهم من دفع الأموال مقابل نقلهم. لكن عندها، وهو لا يزال ابن التاسعة، يعرف أن عليه أن يرث تلك المهنة الآثمة، وأن يكون ضمن الجيل القادم من المهربين. لذا، في تلك السن الصغيرة، يتورط معه في ذلك العالم الأسود المليء بالقتل وتجارة البشر غير المشروعة؛ بينما يكبر وهو يُعاني من الافتقاد الأسري والشعور بالأمان والعيش في ظروف اجتماعية مستقرة، بينما يحاول الخروج من هذا الإرث الدموي الذي امتد عبر أجيال.
 

«كتاب الحياة».. ما بين قسوة القرية وزحام المدينة

غلاف رواية «كتاب الحياة»

تجسد رواية «كتاب الحياة» للأديب الصيني لى باى فو، تركيبًا محكمًا لعناصر العمل الروائي الثلاثة الرئيسية، الشخصيات والزمان والمكان، وهي من أهم الأعمال الروائية التي تقدم سردًا بانوراميًا لذلك التناقض بين القرية والمدينة وما بينهما من تفاعلات وطموحات وأحلام، شكلت الأحداث وتفاعلات شخصياتها.
الرواية التي حاز عنها لي باي فو على جائزة ماودون للأدب، وهي أرفع جائزة أدبية في الصين، وقدمت الترجمة العربية لها، المترجمة آلاء إبراهيم، تتناول جوانب قاسية في الشخصية الإنسانية، أبرزها المكاسب في مقابل الخسائر، والمادة في مقابل الروح، غير أنها، في النهاية، تنتصر لنسيج الروح الذي صمد في وجه الاختبارات والاضطرابات العنيفة. 
جاء كل هذا وسط العديد من الألعاب السردية؛ مثل أن يكتشف القارئ مصائر بعض الشخصيات في أول الرواية لا في نهايتها، وعلى الرغم من أن ذلك يعد -عادةً- قتلًا لعنصر التشويق بالرواية، لكنه صار أحد عوامل التشويق في البناء السردي، فلم يعد القارئ منشغلا بالمصير بقدر ما صار منشغلًا بكيف ستصل الشخصية إلى هذا المصير.
الرواية، التي صدرت ترجمتها العربية عن بيت الحكمة، تقع في 680 صفحة من القطع المتوسط، ليست مجرد رحلة لفتى ريفي استطاع أن يُثبّت أقدامه في المدينة، بل رحلة حياة كاملة، خرج صاحبها من أحلك المآسي حتى صار اسمًا كبيرًا في مجاله وبين محيطيه، يتفاخر به أهل قريته، واجه الكثير وعرف الأكثر.
حيث ينتقل الفتى الريفي إلى المدينة، الموضع الذي يُجسّد أحلامه، والتي كانت تملك من الوفرة والدفء ما يغنيه عن الملابس الثقيلة في ليلته الأولى الباردة، حتى أنه رأى كل مصباح في الطريق الأسفلتي المُغطى بالثلوج وكأنه منارة تُضيء طريقه نحو مستقبل أفضل. وعلى الرغم من سعيه الحثيث إلى الابتعاد عن قريته التي هي بمثابة ثلاثة آلاف فم لا تكف عن الثرثرة، وستة آلاف عين هم مجمل أهل قريته البسيطة؛ فإن هؤلاء البسطاء اعتبروه سفيرهم إلى العالم المتحضر.
وفي ربط لحياته السابقة بحياته الجديدة، يجد القارئ تشريحًا دقيقًا للمجتمع الصيني في الريف والمدن؛ عبر تقديمه شخصيات من أهل القرية أثّرت في حياة «ديو» الذي صار فيما بعد «المدير وو»، وكيف كانت تُعامل هذا الفتى اليتيم الذي صار أستاذًا جامعيًا، ثم رجل أعمال كبير.
عبر هذه الشخصيات يبرز تنظيم وتغلغل الحزب الشيوعي الصيني في أصغر وأبسط الأماكن، ومدى السلطة التي يتمتع بها المنتمون للحزب، والرهبة التي يتعامل بها الفلاحون معهم. هؤلاء الفلاحون وأهالي البلدات الصغيرة أنفسهم، ككل القرويين في أنحاء العلم، لا يُمانعون ارتكاب النقائص أو «العيب» الاجتماعي بشرط ألا يُمسكهم أحد متلبسين.
أمّا المدينة، فيقدمها لي باي فو مُبرزًا قسوتها رغم أضوائها المُبهرة ولافتاتها اللامعة، والتي عاش بطله في كل مستوياتها، بداية من جُحر حقير زاملَ فيه مجموعة من الحالمين، واضطر فيه لكتابة روايات جنسية باسم مستعار لتدر له ربحًا ضئيلًا، حتى صار رجل أعمال ودخل سوق تداول الأسهم، وهي الأعمال التي استخدم فيها أيضًا الكثير من الطرق المشروعة وغير المشروعة من أجل الحفاظ على جني الأرباح، حتى بعدما أدى هذا الطريق إلى انتحار شريكه وأقرب أصدقائه.
 

 

«ألعاب الوحدة».. فرصة أخيرة لمُتابعة الذكريات

غلاف رواية «ألعاب الوحدة»

يأتي عيد الميلاد لدى الأغلبية من البشر كمناسبة احتفالية، حيث يجتر فيه المرء أسعد ذكرياته مع محبيه ومن حوله، يستعيد انتصاراته وما حققه خلال حياته المُنصرمة، ويتحدث عن أمنياته وما يرغب في استكماله أو تحقيقه.
لكن على عكس هؤلاء، هناك من يأتي عليه ذلك اليوم ليجتر معه مجموعة من الذكريات القاسية، أو على الأقل بالنسبة لهم يوم الميلاد هو ذلك اليوم الذي يأتي كل عام ليذكرك أنك قطعت شوطًا نحو النهاية"، كما حدث لبطل رواية «ألعاب الوحدة»؛ والذي يرى أننا أحيانا تعجزنا اختبارات الحياة فنلتمس الكمال في صورة شخص آخر.
في الرواية التي صدرت مؤخرًا عن دار الهالة للنشر للكاتب أحمد غريب، والصادرة في ينتهز بطله صفحة من القطع المتوسط، عيد ميلاده باعتباره فرصة لعمل مراجعة لعامه الماضي وحياته كلها. لكنه في عيد ميلاده الأخير يُجري هذه المراجعة باعتبارها الأخيرة، وذلك ضمن استعداده للذهاب وحيدًا لإجراء عملية جراحية معقدة، وغير مضمونة النتائج في مستشفى منعزل.
فعل ذلك ولديه الرغبة في استغلال فترة الخلوة قبل العملية في إجراء مراجعة لحياته؛ عله يستفيد منها إن عاد للحياة أو على الأقل يختار شريط الذكريات التي يحب أن يراها قبل أن يفقد الوعي.
هذه المراجعة التي يعيشها البطل صاغها غريب - الضابط السابق بالمؤسسة العسكرية المصرية- ببراعة روائي مُتمكن غاص كثيرًا في النفس البشرية، ليتمكن عبر صوت الراوي العليم السائد طيلة الرواية من تشكيل خطوات بطله على مدى أعوامه التي سبقت إجراء هذه العملية الخطيرة غير المضمونة، ورسم بدقة كواليس حياته السابقة، وتلك الصراعات التي قادته إلى دخول غرفة العمليات، وهي اللحظة الفارقة بين الحياة والموت، والتي تُحددها - بخلاف القدر - براعة الطبيب الذي يمسك بمشرط الجراحة، ويجعل القارئ يرتحل معه عبر يومياته المليئة بالمفاجآت، وخلال تلك الرحلة يمتلئ القارئ بعشرات الأسئلة، حتى يصل إلى نقطة النهاية، فيعرف أين ينتهي المطاف بالبطل الذي قضى ردحًا طويلًا وحيدًا حتى وصل إلى هذه النقطة.
 

«ريجاتونى».. حكاية عن المرأة والتقاليد والقدر

غلاف رواية «ريجاتوني»

في ثاني رواياتها «ريجاتونى»، تخوض الروائية والإعلامية نهال علام، في موروث ضخم من العادات والتقاليد التي تؤثر على واقع وحياة النساء في مصر، والتي تتشابه بطبيعة الحال مع النساء كافة في العالم العربي، لتؤكد على مقولة أنه بغض النظر عن المستوى الاجتماعي أو التعليمي، فإن معظم النساء بين مطرقة العادات وسندان التقاليد سواء.
لغويًا، تأتي كلمة «ريجاتونى» باعتبارها صيغة جمع من الكلمة الإيطالية «ريجاتو»، والتي تعني «مخدد» أو «مبطن»، وترتبط بمطبخ جنوب ووسط إيطاليا، وهو شكل من أشكال المكرونة المفضلة في جنوب إيطاليا، وخاصة في صقلية، حيث تجعل حوافها التي تحمل اسمها أسطحًا لاصقة أفضل للصلصات والجبن المبشور من المعكرونة ذات الجوانب الناعمة مثل زيتي. هذا هو المعنى المُباشر، والذي يُمكنك أن تجده في قواميس اللغة كتعريف لاسم الرواية الصادرة عن منشورات إيبيدي، لكن ياليت الأمر بتلك السهولة.
الرواية الصادرة حديثًا بطلتها كل من امرأة والقدَر، اختارت صاحبتها ذلك الاسم غير المألوف «ريجاتونى»، وهو اسم يدفع شغف القارئ لفك شفرته، في الوقت نفسه هي رمز لنقطة تحول مهمة في أحداث الرواية، بينما أبطالها جاءوا من الواقع وإن صاغتهم الرؤية الدرامية، فكما قالت «نهال»: «الواقع هو ما يسطر الروايات ويصنع أصدق الحكايات، أشخاص الرواية هم محض حقيقة، تعداد سكان الكرة الارضيّة ثمانية مليار نسمة أو ويزيدوا قليلًا، كل منهم بطل قصته الخاصة؛ وهنا يأتي اجتهاد الكاتب ليبث في حروفه خيالًا مسموح وواقعًا ملموس ليوهب القارئ تفاصيل حياة لم يعشها، وتجعله يشعر بأنفاس شخوصها، ويتحد مع آلامهم وأمالهم ويغفر زلاتهم، ويستوعب براح قلوبهم وضيق عقولهم، رغم كونهم شخصيات ورقية».
 

 

«والله إنّ هذه الحكاية لحكايتي».. عبدالفتاح كيليطو يتخذ من الكتاب بطلًا

غلاف رواية «والله إنّ هذه الحكاية لحكايتي»

في روايته الجديدة «والله إنّ هذه الحكاية لحكايتي»، يبدأ الكاتب والمفكّر والناقد المغربي عبدالفتاح كيليطو بحدثٍ غريبٍ، كأنَّه تسلَّلَ من كتاب، وهو طيران نورا مع ولدَيْها، بعد ارتدائها لمعطف الريش، وانتظارها لزوجها حسن ميرو حتى يستيقظ لتُودِّعَهُ.
تُلامُ الأم بكشفِ سرِّ مكان المعطف، عن سذاجةٍ أو قصدٍ لتصرُّفها ذاك، بينما تتداخلُ الحكايةُ مع توالي الصفحات مع قصة حسن البصري، وما حدثَ له مع الجنيَّة التي تُيِّمَ بها، وسرَق لها ثوبَ الرِّيش أو بالأحرى جناحَيْها بعد أن خلعتهُما وغطست في البُحيرةِ لتستحمّ. يبدو المشهد المتشابهُ بين الواقع والمرويَّة مُتداخلًا، غامضًا، يتكرَّرُ في أكثر من قصةٍ واحدة، تمامًا كتلك القصص غير المكشوفة التي تظلُّ قابلة للتغيير.
يصفها الناشر بأنها تُشبه رحلةً سحريَّة في بلاد عجائب الكُتب؛ سفرٌ وحبٌّ ومخطوطاتٌ وآلهةٌ وجنِّياتٌ ونساءٌ فاتنات، وعودةٌ لا تكلُّ للحفرِ بحذقٍ في التراث العربي. كيف لا وبطلُ هذه الرواية كتابٌ.
كذلك جاء على ظهر الغلاف: «في الليلة الواحدة بعد الألف قرَّرت شهرزاد، وبدافع لم يُدرَك كنهه، أن تحكي قصَّة شهريار تمامًا كما وردت في بداية الكتاب»، ما يثير الاستغراب على الخصوص أنه أصغى إلى الحكاية، وكأنها تتعلَّق بشخص آخر، إلى أن أشرفت على النهاية، وإذا به ينتبه فجأة إلى أنها قصَّته هو بالذات، فصرخَ: «والله، هذه الحكاية حكايتي، وهذه القصَّة قصَّتي».
الرواية الصادرة حديثًا عن منشورات المتوسط في 144 صفحة من القطع المتوسط، تنقسم إلى خمسة فصول، هى «نورا على السطح، أبوحيَّان التوحيدي، قَدَر المفاتيح، هي أنتِ، وليست أنتِ، وخطأ القاضي ابن خَلّكان»؛ تمتزج فيها الحكايات التي يتسلل كل منهما إلى الآخر، فمثلما يتسلل الأدب إلى العلاقة بين الرسَّامة نورا وحسن ميرو وهو يشتغل على أطروحة دكتوراة موضوعُها أبو حيَّان التوحيدي وكتبهِ المفقودة أو غير المقروءة؛ تتسلل بعبقريةٍ نادرةٍ، منبعُها المرجعية الفلسفية والفكرية للكاتب والمفكّر المغربي.
كتبٌ وأسماء وحكايات تتقاطع مع التراث وتستعيدُ كتبَ الجاحظ والتوحيدي وألف ليلة وليلة وغيرها، وتحيلُ القارئ إلى أسئلة وجودية، إبداعية وإنسانية، تبدأ بتحذيرٍ مُلغَّم: «لا تفتح هذا الباب، أمنعُكَ من ذلك مع علمي أنك ستفتحه». بالطبع فإن هذا الباب كتاب لا يسلمُ القارئ من لعنتِه بمجرَّد الشروع في قراءتهِ، باعتقاد راسخٍ أنَّهُ «يوجد دائمًا من يحكي قصَّتنا».

 

«سكاكر حارة».. لحظات ما قبل اصطياد الحرية
 

غلاف المجموعة القصصية «سكاكر حارة»


تأخذ المجموعة القصصية «سكاكر حارة» الصادرة حديثا للكاتبة حنان الخولي، ركيزتها على المنطقة المتعلقة بالحرية، وكسر القيود، والسعي باستمرار لتحقيق الذات، وإدراك قيم الحب والجمال، وملامسة مناطق الضعف الإنساني.
تطرح تجربة «الخولى» مجموعة من الشخصيات المتشابهة، والكادحة في طريق التمرد والإفلات من أسر التقاليد المجتمعية الصارمة والمنغلقة، باستثناء عدد قليل جدًا من الشخصيات التي تدور في أفكار فرعية متعلقة بالجوانب الإنسانية كالنسيان المرضي، أو الزمن أو قسوة المجتمع.
تدرك شخصيات القصص أن السعي في سبيل الحرية يحتاج لثمن باهظ، فالعيش وفق رغباتنا وتفكيرنا لن يكون عن طريق المنحة أو الهدية، لكنها تُنتزع من بين أنياب قوة مسيطرة عليها ربما تكون هذه القوة هي الأم بشخصيتها التقليدية أو الزوج السادي.
من المنطقي أن تصطدم حركة الشخصية صوب حريتها بعدد لا متناهي من المعتقدات والتقاليد الصارمة التي عادة ما تنجح في كسر تمردنا وقمع انتفاضتنا، فالأم مثلا تبث في ابنتها عدد من المبادئ التي تستغربها الفتاة وبدورها تعمل ضدها، فهي لم تصدق أن عمل المرأة انتقاص من قدر الرجل، ولا أن الحب وهم ولا يتحقق إلا بعد الزواج، إلى جانب رفضها الخضوع والانكسار للزوج، وقبله فهي تحمل قدرًا كبيرًا من الكراهية تجاه حادثة الختان.
تحوي القصص صورتين من التدريب على الحرية: الأولى رد الفعل الذي يمكن وصفه بالتمرد والعناد، والثانية الأفعال الرمزية الدالة على النزوع ناحية الجموح والانطلاق ناحية الأفق الرحب.
من النماذج الأولى، رد فعل الزوجة أثناء محاولة الزوج امتهان جسدها وإذلالها، ساعتها ترسل له رسالة فحواها أنه ليس رجلا، أما رفضها تناول قهوتها المضبوط مستبدلة إياها بالسادة مؤكدة أن كل عادتها تغيرت، فاستبدال العادات القديمة يأتي كاشفًا عن رغبتها في تدشين حياة جديدة متخلصة من متعلقات الماضي، فهي لا تؤمن ولا تثق إلا بذاتها، فهي تؤكد لحبيبها أن انتقاله في قصص عشوائية محاولة منه للبحث عنها. وتواصل تمردها فتفضل الهروب من الشروط والقيود وكأنها طفلة في عمر المراهقة تفر من المدرسة لتقضي يومًا مُختلسًا، وفي الوقت نفسه لا تترك الرجل يستبيحها بل تجعل من نفسها لغزًا يصعب عليه فهمه.
الأفعال المتمردة من شخصيات القصص تأتي كمحاولة للسعي في النهاية لتحقيق ولادة جديدة، وهو ما تؤكده «الخولى» في قصة «غرفة بلا نوافذ» عندما تقول البطلة: «أغرق أرضية الغرفة بماء ولادتي من جديد.. فهو التطلع نحو حياة جديدة وولادة جديدة يمكن من بعدها العيش بسلام وحرية».
ومن نماذج الصورة الثانية، ما نجده عند بطل قصة «برواز» الذي يحرر الصور من البراويز ويتركها متناثرة، ولا يضع في حقيبة السفر غير صورته مع الجناحين، وهو ما يشير نحو التخلص من قيود البرواز وتحرير الأجنحة.
الشخصيات المتقابلة والمتناقضة صنعت حالة درامية مهمة داخل القصص، فشخصية الأم التي تبث الفزع والخوف في بنتها من الحب ومن الطلاق ومن العمل، نجد في مقابلها الأم في قصة «صوفيا» والتي تحاول بلورة فلسفة خاصة بها لتهيئة جو مناسب كي تتمكن طفلتها من النضوج بشكل متصالح مع فكرها وعقلها وجسدها، ونجد مثال الأم المستعارة التي كانت أمًا لغير طفلتها، والأم المستترة التي حاولت استرداد بنتها لكنها تفشل.
صورة الرجل أيضا متنوعة ففي «ملكية خاصة» نجد الرجل الذي يسحق زوجته ويماطل في الانفصال عنها بل ويهددها، وتنجح هي في طلب الخلع، في المقابل صورة الرجل المتحرر من الروتين والقيود، والشاب الذي يحرر صوره من البراويز.. وهكذا، فإن التقابل بين الشخصيات يعطي لبيئة القصص أنفاس الحياة ولأحداثها نوعًا من الدرامية والحركة. 
في النهاية فإن قصص حنان الخولي قدمت تجربة فنية خاصة اقتربت من مناطق الضعف الإنساني، وانتصرت لتحرر شخوصها من تقاليد المجتمع، إلى جانب رهافة الحس تجاه عاطفة الحب، القادر وحده على سحق قوة وتمرد المرأة بالأساس، كما نجحت في تأطير الشخصيات المتقابلة والمتناقضة، ومعالجة الشخصيات الحالمة التي تفتح صدرها لضوء الشمس، وتسكن الطوابق العالية، وتبحث عن النوافذ بشجاعة وجرأة.