صدر حديثا عن دار غراب للطبع والنشر والتوزيع، كتاب جديد بعنوان "مظلة الحماية الاجتماعية في مصر" دراسة تحليلية للبنية الداخلية والخارجية للباحث الدكتور مصطفى يسري عبدالغني.
ومن أجواء الكتاب يقول الباحث، إن الحكومة المصرية تبنت مؤخرًا برنامجًا طموحًا للإصلاح الاقتصادي، يستدعي أن يصاحبه برامج ومشروعات حماية اجتماعية من شأنها تخفيف الآثار السلبية المحتملة على الطبقات الفقيرة والهشة، وقد شرعت مصر في تنفيذ برنامج طموح واسع النطاق لإعادة تعريف العقد الاجتماعي.
وتابع: أن أحد مكونات هذا البرنامج يتمثل في التحول من الدعم الذي يتصف بالتعميم وقلة الكفاءة إلى شبكات حماية اجتماعية تتسم بالكفاءة واستهداف الشرائح المجتمعية الأولى بالرعاية، وبصورة عامة، استطاعت الحكومة في هذا الصدد إحراز بعض التقدم تجاه إنشاء سجل قومي موحد لتحديد الأُسر التي تعاني من الفقر.
وأضاف الباحث، أن الحماية الاجتماعية تعني مجموعة من البرامج لرعاية ومساعدة ودعم الفقراء أو الفئات الأولى بالرعاية، التي يمكن أن تتصور في مجموعة من برامج التضامن الاجتماعي الساعية إلى توسيع شبكات الحماية الاجتماعية، وهي وفقًا للأطروحات العالمية وبرامج التنمية، التي تتحدث عنها الأمم المتحدة والمنظمات التي تعمل في منظومتها: برامج التأمينات الاجتماعية والمعاشات، وهذه الحزمة من البرامج أضيف إليها في مصر برنامج تكافل وكرامه، البرنامج القومي لمد مظلة الحماية الاجتماعية: مصر بلا عوز، مساعدات نقدية مشروطة، وكذلك برامج الإدمان والتعاطي، وبرامج الشراكة مع المجتمع المدني وشركاء التنمية، وبرامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وكل هذه البرامج هدفها توسيع شبكات الحماية
وأوضح الباحث أن العلوم الاجتماعية بصفة عامة وعلم الاجتماع بصفة خاصة تهدف إلى إحداث تغيرات إيجابية على مستوى المجتمع وإنصاف الفئات الضعيفة والمهمشة في المجتمع.
تسعى هذه الدراسة إلى محاولة تحديد ووصف دور برامج التضامن الاجتماعي في توسيع شبكات الحماية الاجتماعية، مع التطبيق على منطقتي البساتين ودار السلام بالقاهرة، واللذان يعتبران من الأحياء الفقيرة العشوائية ويعيش فيها أغلبية كبيرة من الفقراء والمعوزين.
حاول الباحث أن يحدد المعوقات التي تواجه برامج التضامن الاجتماعي الهادفة إلى توسيع شبكات الحماية الاجتماعية، وكذلك وضع رؤية مستقبلية لتفعيل الدور الذي تقوم به هذه البرامج عبر الوحدات الاجتماعية في الحاضر والمستقبل، مؤكدًا عملية التحليل الكامل للبيئة الداخلية والخارجية لبرامج الحماية الاجتماعية تعد عملية أساسية لإعداد أي خطة أو إستراتيجية متوازنة وواقعية، تسمى العوامل الداخلية التي تؤثر على تنفيذ الخطة الإستراتيجية بنقاط القوة والضعف، في حين تسمى العوامل الخارجية بالفرص والتهديدات، والهدف من هذا التحليل هو إيجاد نوع من التوافق فيما بين المصادر والقدرات المتوفرة بالدولة على وجه العموم، والوزارات أو الهيئات المعنية بالحماية الاجتماعية، مثل: وزارة التضامن الاجتماعي بصفتها الجهة المسئولة أو الرئيسية عن تنفيذ برامج الحماية الاجتماعية بمختلف أنواعها، والفرص المتاحة والمتواجدة في البيئة الخارجية ومع الشركاء الذين تتعاون معهم الوزارة لتحقيق نتائج هذه الإستراتيجية .
وقد صدر للباحث مجموعة من المؤلفات المهتمة بالقضايا الاجتماعية، منها :"العنف الأسري " عن دار النيل والفرات للنشر عام 2018، "العمل القسري.. المشكلة والحل" عن المجلس الأعلى للثقافة عام 2017، "عمل المرأة في ظل التحديات الاقتصادية " عن دار النيل والفرات للنشر عام 2017، "دور المؤسسات الثقافية في مواجهة العنف ضد المرأة" عام 2015، بالإضافة إلى مجموعة من الأبحاث بالمجلات العلمية المحكمة والدوريات المصرية والعربية المختلفة.
