مرض نفسى أم كبت جنسي؟.. تساؤلات عديدة وراء دافع تحرش رجل بفتاة قد لا يعرفها من الأساس، دون الالتفات إلى أى اعتبارات أخلاقية أو دينية أو اجتماعية، تحت تأثير الشهوة الجنسية لدى الرجال، وقعت العديد من حوادث التحرش فى الشوارع، وانتقلت إلى وسائل المواصلات العامة أيضًا.
منذ بداية عام 2021 حتى الآن؛ أثارت العديد من حوادث التحرش، حالة من الجدل الكبير، والتى يكون ضحيتها أطفال أو فتيات قاصرات لا حول لهن ولا قوة، إلا أن «السوشيال ميديا» جسدت دور المُخبر البطل، الذى كشف النقاب عن هذه الحوادث، لتستجيب على الفور وزارة الداخلية، بكل يقظة، للتأكد من صحة الفيديوهات التى ترصد هذه الوقائع، ومن ثم التحرك سريعًا للقبض على المتهمين، ومن ثم عرضهم على النيابة العامة، تمهيدًا لتقديمهم للمحاكمة أمام القضاء المصرى العادل.
الردع المجتمعي
يوضح الدكتور على عبد الراضي، استشارى العلاج والتأهيل النفسي، إن ظاهرة التحرش موجودة على مستوى العالم، حيث تعد مصر والبرازيل والهند وأمريكا، من أكثر الدول الموجود بها هذه الظاهرة، وفقًا للأرقام والإحصائيات الرسمية، سواء التحرش بالأطفال أو الكبار أو السيدات.
وقال «عبدالراضي»: بدأت هذه الظاهرة تطفو للسطح، وتظهر للمجتمع، نتيجة وجود التسجيلات والكاميرات، التى ساعدت كثيرًا فى رصد هذه الوقائع، وأن يكون هناك ردع لهذه الأعمال، ومن ثم اتخاذ الإجراءات القانونية حيالها؛ مشيرًا إلى أن هناك بعض السلوكيات والأفعال التى تحتاج إلى الردع، والذى يتم مجتمعيًا، من خلال تسجيل هذه الوقائع ونشرها للمواطنين، وليس بهدف التشهير أو الفضيحة.
اضطرابات نفسية جنسية
ويشير الدكتور على عبد الراضي، استشارى العلاج والتأهيل النفسي، لـ»البوابة»، إلى أن المتحرش شخص يعانى من اضطرابات نفسية جنسية من الماضي، نتيجة سوء التربية والوعى الجنسي، فلم يحصل على القسط الكافى من التربية الجنسية السليمة من الآباء والأمهات، ولم يحصل على التعليم الكافى للتعامل مع حرمة الجسد.
ويقول «عبدالراضي»: هناك ما يسمى بـ»حيز السلوك الجسدي»، وأن يكون هناك تباعد جسدي، بينه وبين الآخر، دون شهوة أو ملامسة جسد الآخر؛ مؤكدًا أن هناك مشكلات فى التربية الجنسية، بجانب أنه خلال الفترة الأخيرة، ومع انتشار أغانى المهرجانات، التى تحمل إسفافًا كبيرًا، يتهم الآخر بأنهم غير أسوياء، سواء كان الحديث عن «الأم- الأصدقاء- الأخوات- المرتبطين» وأن كل الفتيات سيئات.
ويوضح استشارى العلاج والتأهيل النفسي، أن ما يحدث يدل على وجود أخطاء فى التفكير والوعى والثقافة، وأن هناك غياب للتربية السلمية، والثقافة الجنسية، فضلًا عن مبالغة وتهويل الأحداث، مما يسهم فى توصيل هذه الأفكار للآخرين، من مختلف الطبقات والثقافات، فيتجرأون على فعل هذه الوقائع.
ويشير «عبدالراضي»، إلى أنه نتيجة هذه الأفكار السلبية، ونشرها، يتم تعميم الخطيئة، على كل السيدات، بجانب وجود أشخاص يعانون من الاضطرابات النفسية والجنسية، بسبب تعرضه لتحرشات جنسية قديمة، ويسعى بعدها للثأر، أو رد ما حدث له إلى المجتمع؛ مناشدًا المجلس القومى للمرأة، بأن يحافظ على الوعى لدى السيدات، وتعليمهم التربية الجنسية الصحيحة.
ويطالب الخبير النفسي، بأن تكون هناك حملات قومية لهذا الأمر، وأن يتوجه كل من يعانى من اضطرابات نفسية، إلى متخصص نفسى لعلاج الآلام والتشوهات النفسية، التى تعرض لها قديمًا، وكشف هذه الوقائع، والتعامل القانونى معها، لكى يكون عبرة للآخرين، لعدم الإقدام على فعل التحرش، حتى لا يقع أمام المساءلة القانونية، أو التصوير ونشر الفيديوهات، فأصبح العالم عبارة عن «لوكاندة واحدة».
شخصية المتحرش نوعان: سيكوباتية أو حدية
ويوضح الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى بجامعة القاهرة، أن كل مرحلة عمرية لها اضطرابات نفسية معينة، وأن المتحرش شخصية مضطربة، ما بين شخصية سيكوباتية أو حدية، فالشخصية السيكوباتية تعانى من السلبية واللامبالاة وعدم الاهتمام لتوابع أفعاله أو تصرفاته، وليس لديه أى مشاعر أو أحاسيس تجاه الآخرين، أما الشخصية الحدية فتعانى من الصفات السابق ذكرها، فضلًا عن تغير المزاج الحاد سريعًا.
ولفت استشارى الطب النفسى بجامعة القاهرة، فى حديثه لـ«البوابة»، إلى أن المتحرشين من الشباب، أغلبهم من أصحاب الشخصية السيكوباتية؛ فهناك متحرش يبدأ التحرش من سن ٤٥ إلى ٥٠ عامًا، وهذا قد يعانى من سبب عضوى فى المخ، يدفعه للتحرش.
وقال «فرويز»، إن هناك متحرش يبدأ التحرش فى عمر الـ٨٠ عامًا، نتيجة إصابته بالزهايمر؛ حيث يدفعه الأمر إلى عدم السيطرة على انفعالاته وتصرفاته؛ مضيفًا أن هناك تحرش بالأطفال، وينقسم إلى نوعين؛ هما: «حب ملامسة الأطفال»، ونوع آخر وهو ممارسة الجنس بشكل كامل مع طفل أو طفلة صغيرة، مما يدمر أعضائهم التناسلية.
ويكشف الخبير النفسي، عن أن هذا اضطراب نفسي، يبدأ قبل سن الـ١٥ عامًا، وترجع أسبابه إلى أن المتحرش يشعر بالدونية أمام الفتيات، فيشعر أنهم يتجاهلونه لأسباب جنسية، مما يدفعه إلى اللجوء إلى الأطفال لملامسة أعضائهم، مما يعطيه شعور بالانتعاش والنشوة وإثبات الذات، وهناك متحرش آخر تعرض لحادث تحرش منذ الصغر، فيسعى لتكرار المشهد الذى حدث معه، مع الأطفال.
ويستكمل «فرويز»، بأن هناك تشخصيات من قبل بعض الأطباء الأجانب، تشير إلى تغيرات فى خلايا المخ لدى المتحرش، كشفه الرنين المغناطيسي، بأنه سبب علمى غير صحيح، على غرار ما حدث فيما يخص «الشذوذ الجنسي»، بأنه سلوك وليس مرضًا، وكانت هذه النتيجة خاطئة تمامًا؛ مؤكدًا أن التحرش بالأطفال، مختلف عن التحرش بالسيدات.
سلوك عدوانى ممنهج
وتقول الدكتورة رحاب العوضي، أستاذ علم النفس السلوكي، إن التحرش الجنسي، هو أحد أشكال العدوان السلبى أو البدنى على الآخر، وفرض فعل شائن ومؤذ للآخرين، للحصول على لذة مؤقتة؛ مضيفةً بأن التحرش سلوك عدوانى ممنهج، وليس سلوكًا عفويًا، أو ناتج لمرض عقلي، ولهذا فإنه يستلزم أشد العقوبة، لما يترتب عليه من إيذاء للآخرين، والتسبب لهم فى عقد نفسية، تصل لاحتقار الذات، والفشل، وأحيانًا الانتحار، وأن الضحية تدفع من حياتها ثمن انحراف الجانى وبحثه عن لذة وقتية.
وتشير «العوضي»، لـ«البوابة»، إلى أن المتحرش إنسان بالأصل عاجز جنسيًا وعاطفيًا، يبحث عن لذة وقتية، للشعور بذاته ورجولته الضائعة، بدليل عجزه عن إقامة علاقة طبيعية مع امرأة، وكذلك فإن لديه خلل فى القيم المجتمعية المكتسبة، ولأن المتحرش ضعيف فإننا نجده يبحث عن ضحية أضعف.
وتلفت أستاذ علم النفس السلوكي، إلى واقعة الطفل الصغير، البائع بالقطار، فاقد الهوية والقيم، فقام المتحرش بفعلته الدنيئة مستغلًا حاجته للمال، أو فتاة فى مواصلات عامة، يلعب على خجلها من المجتمع، أو نظرها إلى أن الموقف ينتهى بمجرد نزولها من المواصلات، ولا يفكر فى نتيجة أفعاله على نفسيتها، ولهذا فإن المتحرش ينشط بأفعاله مستغلًا ضعف الآخرين، وخوفهم من المجتمع، وتشجيعه لفكرة الستر أو التجاهل، وهذا بالطبع فكر خاطئ.
وتواصل «العوضي»، بأن اللذة الجنسية لدى المتحرش، هى لذة مؤقتة، بفعل سلوكى تملؤه الأنانية، وحب النفس المرضي، وحب المغامرة الزائفة، وهذا حال متحرشى المواصلات؛ مشيرة إلى أن السلطات المختصة أخذت حزمة من القوانين والإجراءات، تشجع من يتم التحرش بهم، سواء طفل أو فتاة، للإبلاغ حال وجود شهود، واعتماد التسجيلات كدليل على الواقعة، وإصدار أحكام سريعة وناجزة، مما يشجع المتحرش به على الإبلاغ، وأن يتراجع المتحرش عن أفعاله.
وطالبت الخبيرة بعلم النفس السلوكي، بضرورة وجود توعية، فى مختلف وسائل الإعلام والمدارس والمواصلات العامة، لتوضيح ما هى الحدود الشخصية والمادية للآخرين، وتوضيح الأفعال التى تسيء للآخرين، فإن المتحرش إنسان ضعيف الشخصية والإدراك، وليس شخصًا مرغوبا به وبأفعاله، مجتمعيًا وإنسانيًا وقانونيًا، حتى يتم القضاء على هذه الظاهرة.
شخصية المتحرش
وقالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن هناك غيابا للتعامل بشكل سليم فى عمليات التوعية السليمة، ونشر القيم والثقافة المصرية الحقيقية، لأن ارتكاب جريمة التحرش قد يأتى كنوع من التسالى بالنسبة للمتحرش، أو عملية بها نظرة متدنية للأنثى، أو قد يكون المتحرش واقعًا تحت تأثير المواد المخدرة.
وتضيف «خضر»: إلى جانب نشر فيديوهات وأفلام ومسلسلات، فى الوقت الراهن، تتضمن محتوى جنسيا، بأى شكل من الأشكال، سواء بالأفعال أو الكلمات، مقارنةً بالدراما والأفلام القديمة، التى كان محتواها الفنى راقيا ومهذبا؛ مؤكدةً أن هناك غيابا لمعالجة العملية الفكرية الإنسانية القيمية الثقافية، بشكل يؤدى إلى أن تكون الدراما «مغناطيس» للقيم، وليس لكل ما هو سيئ.
وأوضحت «خضر»، لـ«البوابة»، أن الإعلانات على التليفزيون، فى الوقت الراهن، أصبحت لا تمت بصلة للقيم والأخلاق، حيث تتناول الحديث عن العلاقات الجنسية، وقدرة الرجال، وغيرها بشكل صريح ومعلن، دون مراعاة أى اعتبارات أخلاقية، وأن هذا المحتوى المقدم، يعرض على كل الشرائح العمرية، من مختلف الطبقات، خاصةً فئة الأطفال، الذين أصبحوا على دراية كاملة، باستخدام الهواتف المحمولة، وشبكة الإنترنت، ومتابعة التليفزيون باستمرار.
وأضافت الخبيرة النفسية، أن هذه المحتويات، تلعب بضعاف الفكر والنفوس، خاصةً وأن ٦٠ ٪ من المجتمع المصري، من فئة الشباب، وأكدت أن هناك حاجة لعملية تثقيفية، بها الكثير من القيم، التى ترفع الشباب للقيم، بدلًا من النزول للمستوى الأدنى، باعتبار الإنسان حيوان اجتماعي، لكنه يمتلك الفكر والوعي، فلا بد من رفع هذا المستوى الفكري، دون النزول به إلى أدنى مستوى، وهذا يتحقق من خلال البرامج الوسطية، التى تشجع على الوعي، ونشر القيم والثقافة والتفكير الإيجابي، لكل عناصر الأسرة المصرية.
وتشدد «خضر»، على ضرورة تدشين فكر راقٍ، واستبدال التحرش الجنسى بالوعى والثقافة، ونشر الإيجابيات، والقدوة والمثل الأعلى للشباب، مثل «طه حسين ويوسف السباعي» وغيرهما، والتأكيد على احترام الأنثى، وحرمة جسدها، وحقوق المرأة والطفل، وذلك لمسح ما يكمن فى عقول المتحرشين من أفكار دنيئة وسيئة؛ معتبرة أننا بحاجة إلى إعادة التأسيس للأفكار والقيم والأخلاقيات من جديد.
تغليظ عقوبة التحرش وتحويلها لجناية
وخيرًا فعلت اللجنة التشريعية بمجلس النواب، حيث أقرت مشروع قانون، يغلظ العقوبات على التعرض للغير والتحرش الجنسي، لتتحول من جنحة إلى جناية، وتنص العقوبة فى المادة ٣٠٦ من قانون العقوبات، على ألا تقل عن سنتين سجنًا، ولا تتجاوز ٤ سنوات، مع غرامة لا تقل عن ١٠٠ ألف جنيه، ولا تزيد على ٢٠٠ ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، لكل من تعرض للغير فى مكان عام أو خاص، بإتيان أمور أو إيحاءات أو تلميحات جنسية أو إباحية، سواء بالإشارة أو بالقول أو الفعل بأية وسيلة، بما فى ذلك وسائل الاتصالات السلكية أو اللاسلكية أو الإلكترونية أو وسيلة تقنية أخرى.
وفى حال تكرر الفعل من الجاني؛ تتم مضاعفة العقوبة لتصل إلى الحبس ٧ سنوات، وغرامة لا تزيد على ٥٠٠ ألف جنيه، إذا كان المتحرش أو الجانى له سلطة وظيفية أو أسرية أو دراسية، على المجنى عليه، أو مارس عليه أى ضغط، تسمح له الظروف بممارسته عليه، أو ارتكبت الجريمة من شخصين فأكثر، أو كان أحدهم على الأقل يحمل سلاحًا، أو كان الجانى ممن نصت عليهم الفقرة الثانية من المادة ٢٦٧ من هذا القانون، فتكون العقوبة السجن مدة لا تقل عن ٧ سنوات والغرامة لا تقل عن ٣٠٠ ألف جنية، ولا تزيد على ٥٠٠ ألف جنيه.
والمادة ٢٦٧ من قانون العقوبات، تنص على أنه من واقع أنثى بغير رضاها، يُعاقب بالإعدام أو السجن المؤبد، ويُعاقب الفاعل بالإعدام إذا كانت المجنى عليها لم يبلغ سنها ١٨ سنة ميلادية كاملة، أو كان الفاعل من أصول المجنى عليها، أو من المتولين تربيتها أو ملاحظتها، أو ممن لهم سلطة عليها، أو كان خادمًا بالأجر عندها، أو عند من تقدم ذكرهم، أو تعدد الفاعلين للجريمة.
تغليظ العقوبة على المتحرش
من جانبها؛ تقول المحامية دينا المقدم، إن نساء العالم أجمع، وليس فى مصر فقط، يعانين من مرض سعار المتحرشين، بكل الطرق والأدوات والأنواع، وأصبح للجريمة أبعاد أخرى؛ مطالبة بضرورة حدوث وقفة مجتمعية، وإعادة النظر فى تربية الأبناء، والخطاب الدينى الموجه، فضلًا عن تطبيق القانون بمنتهى الحسم والقوة، فمن الجيد تغليظ العقوبة، كما تم فى الطرح الأخير للقانون، وتحول الجريمة من جنحة إلى جنائية، وأضافت أنه لا بد من وجود آلية لإثبات واقعة التحرش.
وتوضح «المقدم»، لـ«البوابة»، أن أغلب قضايا التحرش، تواجه مشكلتين أساسيتين، وهما: عدم قدرة الفتاة فى بعض الأحيان على إثبات واقعة التحرش، أما المشكلة الثانية فهى أنه بعد تحرير محضر بالواقعة، وتحويلها للنيابة، يتم الضغط على الفتاة للتصالح وإنهاء القصة.
وتلفت، إلى أن تغليظ العقوبة لن يحد من هذه الظاهرة، حيث إن أداء المتحرش تغير وتطور عما كان عليه قديمًا، فأصبح التحرش جسديًا وليس لفظيًا فقط، وأصبحت الفتيات لا تهاب من الإعلان، ونشر هذه الوقائع على «السوشيال ميديا»، والسعى القانونى لمحاسبة المتحرش، فهناك على مواقع التواصل الاجتماعي، فى الوقت الراهن، صور متداولة لفتيات مصر، حيث يقوم بتصويرها شخص ما لم يتم التعرف عليه حتى الآن.
وتواصل «المقدم»، بأن الأزمة تكمن فى غياب التربية السليمة للأطفال منذ الصغر، وتعليمهم حرمة جسد المرأة، وبالتالى لن يكون فى الجيل القادم متحرشين بهذه النسب الكبيرة، فإن التعدى ولمس جسد الآخر جريمة جنائية؛ مطالبة بضرورة مواكبة التكنولوجيا، وأن يكون هناك تطبيق متصل بالأجهزة الأمنية لتقديم بلاغ رسمى فوري، دون الانتظار إلى ضبط المتحرش، والذهاب للقسم، وإحضار شهود على الواقعة، وبعضهم قد يضغط على الفتاة للتنازل، والذهاب فى طريقها، دون أخذ حقها قانونيًا.
رصدت «البوابة»، أبرز وقائع التحرش، التى حدث معظمها داخل وسائل المواصلات العامة، وتم تصويرها ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، لتتفاعل معها على الفور وزارة الداخلية، للقبض على المتهمين، ومن ثم اتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم، والتى جاءت كالتالي:
أبرز الوقائع بالمواصلات العامة
«فتاة القطامية»
رصدت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة، مقطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، يظهر قيام سائق «توكتوك» بالتحرش بفتاه، أمام نادى شهير بمنطقة القطامية، كما تبين من خلال مقطع الفيديو، قيام السائق بملامسة مناطق من جسد الفتاة، وفى محاولة منها لتوثيق الواقعة بواسطة تصوير المتهم بهاتفها، حاول السائق أخذ الهاتف منها، وعندما فشل، ألقى الحجارة عليها وتعقبها. وعلى الفور؛ تمكن فريق بحث من تحديد هوية السائق المتهم، وتبين أنه مقيم فى مساكن الزلزال، بدائرة قسم شرطة المقطم، واتجهت مأمورية إلى مسكنه، حيث جرى القبض عليه، وبمواجهته بمقطع الفيديو أقر بارتكاب الواقعة.
«متحرش القطار»
تداول رواد موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، فيديو لواقعة تحرش، داخل إحدى قطارات الصعيد، حيث ظهر فى الفيديو المتهم مرتديا جلباب، يجلس على أحد مقاعد القطار، وبجواره طفل صغير متسول، حيث ارتكب معه فعلًا فاضحًا، وتمكن أحد الركاب من تصويره ونشره على مواقع التواصل.
وعلى الفور؛ فحصت الأجهزة الأمنية مقطع الفيديو، وتمكنت من تحديد هوية المتحرش، وجرى التوصل إلى محل إقامته، وعقب تقنين الإجراءات تم ضبطه، وبمواجهته بمقطع الفيديو اعترف بارتكاب الواقعة.
«متحرش الأتوبيس»
وخلال شهر مارس الماضي؛ انتشر فيديو على موقع التواصل «فيسبوك»، قامت بتصويره المجنى عليها، داخل أتوبيس نقل عام، بمحافظة الجيزة، يظهر فيه شاب من الركاب يقوم بفتح «سوستة بنطلونه»، أمام الفتاة، ثم ممارسة أفعال تخدش الحياء.
وعندما فحصت الأجهزة الأمنية الفيديو، تم التأكد من صحته، وتحديد هوية المتهم، وتم القبض عليه، تمهيدًا لتقديمه للمحاكمة.
«متحرش المعادي»
كشفت إحدى كاميرات المراقبة بمنطقة المعادي، واقعة تحرش شاب مطلق بطفلة صغيرة، وتكمنت إحدى السيدات من مواجهته، وإنقاذ الطفلة، بعدما شرع فى التحرش بها، داخل إحدى العمارات.
وعندما تم تداول فيديو الواقعة على «فيسبوك»، على الفور تحركت الأجهزة الأمنية، لضبط المتهم، وتقديمه للمحاكمة، حيث قضت محكمة جنايات القاهرة، بمعاقبة المتهم بالسجن المشدد ١٠ سنوات.
«متحرش المطار»
نشرت إحدى الفتيات، وتدعى «بسمة بشاي»، مقطع فيديو على صفحتها الشخصية، على موقع التواصل الاجتماعى «إنستجرام»، تروى تفاصيل الواقعة التى تعرضت لها، أثناء عودتها من السفر، وأثناء انتظار تسلمها جواز السفر الخاص بها وحقائبها، رفقة أصدقائها. وقالت الفتاة، إنها تعرضت للتحرش، من أحد الموظفين بمطار القاهرة، إذ أخبرتها إحدى صديقاتها، أن الموظف المعنى التقط لها عدة صور من الخلف، فاستعانت بالأمن، الذى تكمن من فتح هاتف المتهم، وفوجئ بالتقاطه واحتفاظه بعدد كبير من صور فتيات من الخلف، بالإضافة إلى مقطع مصور يوثق جريمته.
«متحرش المترو»
تداول مستخدمو موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، واقعة تحرش داخل محطة «قباء» بالخط الثالث «العتبة- عدلى منصور»، فى مترو الأنفاق، وهو يقوم بأفعال منافية للآداب، أثناء جلوسه أمام فتاة. وتم تحديد هويته من خلال كاميرات المراقبة، وتمكنت الأجهزة الأمنية من القبض عليه، وتقديمه للنيابة.
وقال المتهم فى تحقيقات النيابة، إنه يعانى من مرض نفسي، وقدم شهادة طبية تدلل على روايته، وبرر جريمته بقول: «معملتش حاجة غلط، اللى حصل كنت بعدل هدومي»، وقضت المحكمة بحبسه ٣ سنوات وغرامة ٢٠ ألف جنيه.
40 - 60 % من النساء تعرضن للتحرش
كشف تقرير منظمة الأمم المتحدة المعنية بشئون المرأة «UN Women» فى عام ٢٠٢٠، عن أن ٣٥٪ من نساء العالم، عانين إما من عنف جسدى أو جنسي، من قبل شركائهن فى الحياة، أو عنف جنسى من قبل أشخاص مجهولين، فى مرحلة ما من حياتهن.
ويضير التقرير إلى أن النساء حول العالم تتعرضن للتحرش اللفظى يوميًا، وأن ٤٠-٦٠٪ من النساء، خصوصًا فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يتعرضن للتحرش اللفظى فى الشوارع.
كما تشير التقديرات، إلى وجود ٦٥٠ مليون امرأة فى العالم، متزوجات قبل سن الـ١٨ عاما، بالمقابل تعرض ما لا يقل عن ٢٠٠ مليون أنثى، تتراوح أعمارهن بين ١٥ و٤٩ سنة، للختان فى مرحلة من حياتهن.