الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

عبدالجليل: أوروبا أدركت مخاطر التاريخ الدموي لجماعة الإخوان

الدكتور محمد عثمان
الدكتور محمد عثمان عبد الجليل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الدكتور محمد عثمان عبد الجليل، العميد السابق لكلية الآداب بجامعة بورسعيد، ورئيس قسم التاريخ والحضارات بكلية الدراسات الآسيوية العليا في جامعة الزقازيق، إن موقف ألمانيا بحظر استخدام شعارات جماعة الإخوان، والنمسا بوضع الجماعة على قائمة الإرهاب، يؤكد إدراك أوروبا لمخاطر التاريخ الدموي للجماعة
وأضاف: "هذا الموقف يشير إلى أن حكومات أوروبا أدركت أخيرا، أن الإرهاب يمكن أن يطول الجميع، وأنهم يتعين عليه اتخاذ إجراءات لمواجهة خطورة الفكر المتطرف، لأنهم ليسوا بعيدين عن أضراره".
وقال عبد الجليل، إن التحرك الألماني النمساوي الأخيرة، وفي هذا التوقيت الذي تعاني فيه الجماعة لتبقى على قيد الحياة، في المنطقة العربية، يمثل ضربة مؤلمة لها.
وأشار إلى أن هذه القرارات، تشير إلى أن دولتين كبيرتين بحجم ألمانيا والنمسا، لم تعد لديهما الرغبة في وجود عناصر الجماعة على أراضيها، مضيفا: "هذه إشارة إلى التوجه المزاجي للرأي العام الأوروبي، ما يشير إلى أن الجماعة بدأت فعليا في خسارة ملاذ جديد، كانت تعتبره بديلا مواتيا، لهزائمها في المنطقة العربية".
ولفت إلى أن الحوادث الإرهابية الخطيرة التي وقعت في السنوات الأخيرة، بجميع أنحاء أوروبا، كان لها تأثير كبير، في خسارة الجماعة، وما انبثق عنها من تنظيمات إرهابية، لملاذات آمنة، كانت ستؤويها حالة اضطرارها إلى الفرار من المنطقة العربية، بحيث تبقى في الوقت ذاته قريبة من الشرق الأوسط.
وأوضح عبد الجليل، أن جماعة الإخوان تسير نحو نهايتها الحقيقية، بعد أن خسرت وجودها المؤثر بمصر، ومعظم دول المنطقة، ولولا مساندة دولة أو اثنتين بالمنطقة لها، لما استطاعت أن تبقي على وجودها في تونس، أو تقاتل للبقاء في ليبيا.
وقال عبد الجليل: "يجب علينا الانتباه إلى نقطة أخرى مهمة، وهي أن الحكومة الألمانية، حظرت الشعارات التي يستخدمها الإخوان، وهو ما يعني أن المجتمع الألماني لم يعد آمنا لأي أنشطة تتعلق بالجماعة، فلم يعد من المناسب لهم تنظيم مجرد تظاهرة يحضرها ولو عدد ضئيل من عناصر الجماعة، لأن أي استخدام للشعارات المحظورة سيضعهم تحت طائلة القانون الألماني.

تجدر الإشارة إلى أن الحكومة النمساوية، أعلنت في وقت سابق، حظر عدد من التنظيمات الإرهابية، التي جاء في صدارتها جماعة الإخوان، بالإضافة إلى تنظيم داعش، وتنظيم القاعدة، وجماعة الذئاب الرمادية التركية، وحزب العمال الكردستاني، وحركة حماس الفلسطينية، وحزب الله اللبناني، بالإضافة إلى كل الجماعات الأخرى المدرجة في الأعمال القانونية للاتحاد الأوروبي، كجماعات أو شركات أو منظمات إرهابي، وأخيرا المجموعات التي تمثل منظمات فرعية، أو خلفاء، لأي من التنظيمات السابقة.
وأبدت جميع الأحزاب والكتل البرلمانية النمساوية، دعمها للإجراءات الجديدة، التي وصفها حزب "الخضر"، بأنها "رد فعل دستوري حكيم على ظاهرة الإرهاب، وضروري للوقوف في وجه من يريدون تدمير هذا المجتمع".
يأتي هذا في الوقت الذي طالب فيه حزب "الحرية الشعبوي"، بالمزيد من الإجراءات، معتبرا أن ما تم اتخاذه حتى الآن، بما فيها هذه الإجراءات الجديدة، غير كافٍ لحماية المجتمع من الإرهاب.
وفي الوقت ذاته أصدرت الحكومة الألمانية قرارا، يحظر استخدام شعارات ورموز تنظيم الإخوان، إلى جانب منع شعارات داعش، والقاعدة.
وأشارت الاستخبارات الألمانية، في تقرير قدمته إلى البرلمان، وصدر بناء عليه القانون الجديد، إلى أن تنظيم الإخوان يعد أكثر خطورة من تنظيمي داعش، والقاعدة، نظرا لتوغله في البلاد، وامتلاكه وسائل عدة للحصول على تمويلات.