الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

تقرير: دول القارة السمراء حققت تقدما في حملاتها لمكافحة كورونا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال المجمع الإقليمي للتنمية والتكامل التابع لبنك التنمية الأفريقي إن الدول الأفريقية تمكنت من تحقيق تقدم في حملاتها لمكافحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19) حيث تزايدت قدراتها على كشف الإصابات بالفيروس بعد قيامها بتطوير مختبرات للكشف عن هذه الإصابات.



وأضاف المجمع ـ في سياق تقرير له ـ أن هذا التطور يأتي على النقيض تماماً مما كان عليه الحال خلال شهر مارس عام 2020، حينما كانت أفريقيا تقف عاجزة وظهرها للحائط في مواجهة الوباء الذي ظهر في آسيا ثم انتشر بسرعة ليتفشى عبر أنحاء الكرة الأرضية، ولم تكن في قارة أفريقيا سوى دولتين فقط يمكنهما إجراء فحوصات للكشف عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وهما السنغال، التي استعانت بفرع معهد "باستير" لديها لإجراء اختبارات الفحص، وجنوب أفريقيا.

وأشار إلى أن أفريقيا آخذة في التعافي، وبدأت الدول الأفريقية في تطوير مختبرات للفحص بعد أن حصلت على دعم من بنك التنمية الأفريقي الذي قدم مساعدة طارئة قيمتها 2 مليون دولار لمساعدة منظمة الصحة العالمية بمجرد بدء تفشي الوباء حتى يمكنها تعزيز قدراتها لدعم الدول الأفريقية.

وأوضح تقرير المجمع الإقليمي للتنمية والتكامل التابع لبنك التنمية الأفريقي أنه منذ شهر مارس 2020، قام البنك بمساعدة الدول الأفريقية على مواجهة الظروف الصحية الطارئة والتداعيات الاجتماعية والاقتصادية لتفشي الوباء، حيث قدم لها مساعدات تقدر قيمتها بنحو 10 مليارات دولار، وتمكنت الدول الأفريقية في أوائل صيف عام 2020 من إعادة تأهيل معاملها التي لم تكن صالحة لإجراء الفحوصات، أو بناء معامل في حالة عدم وجودها أصلا.

وأضاف أنه مع حلول نهاية فصل الخريف أصبح بمقدور معظم الدول الأفريقية إجراء فحوصات لسكانها، وتوفر لدى بعضها مختبرات تتسم بالكفاءة لدرجة تمكنها من تحديد التسلسل الجيني لفيروس كورونا، وبعد بضعة أشهر تطور الوضع بالنسبة للدول الأفريقية التى لم يكن لديها سوى القليل من أجهزة التشخيص، حيث تمكنت من إنشاء 10 معامل أو أكثر، وذلك حسب خصائصها الجغرافية والديموغرافية .

ولفت التقرير إلى أن مصر وجنوب أفريقيا والمغرب والجزائر تميزت بسرعة من حيث عدد الفحوصات اليومية بفضل تزايد عدد معامل الفحص التى جرى تشغيلها لديها.


من جهته، قال أتسوكو تودا القائم بأعمال نائب رئيس بنك التنمية الأفريقي لشؤون التنمية الاجتماعية والبشرية والزراعية: " إن هذه التطورات ساعدت على تمكن القارة الأفريقية من تحقيق نصر كبير ضد الوباء لأن التحدي الذي تواجهه الدول الأفريقية لم يقتصر على السيطرة على الوباء فقط، بل كان يتمثل أيضا في تخفيف القيود المفروضة بسببه حتى يمكن السماح بإعادة فتح الأبواب أمام الاقتصاديات نظرا لأن إطالة أمد إجراءات احتواء الوباء من شأنها المخاطرة بالتعرض لانهيار اقتصادي واجتماعي".

وأضاف أن"الكشف المبكر عن الإصابة بالفيروس كان عاملا مساهما في الحد من تفشي الوباء، حيث ساعد الدول على اقتفاء أثر حالات الإصابة المؤكدة وعزلها ومعالجتها، فعندما جرى الإعلان عن أول حالة إصابة مؤكدة بالفيروس يوم الحادى عشر من شهر مارس عام 2020، لم يكن لدى كوت ديفوار معملا واحدا للكشف عن فيروس كورونا، أما الآن فلديها حوالي 10 معامل".

وأوضح تقرير المجمع الإقليمي للتنمية والتكامل التابع لبنك التنمية الأفريقي أن بوركينا فاسو، التي كانت تنقل في بداية الأمر عيناتها إلى داكار لفحصها هناك، زاد عدد معامل الفحص لديها إلى 18 معملا، بفضل دعم شركاء التنمية، بما فيهم بنك التنمية الأفريقي، وأصبح بالإمكان الآن الحصول على نتائج الفحوصات خلال 48 ساعة، كما تمكن المركز النيجيري لمراقبة الأمراض من إقامة مراكز فحص عبر أنحاء نيجيريا للكشف عن حالات الاصابات الفردية بالفيروس" .

وفيما يخص التطور العلمي، لفت التقرير إلى أنه بالنسبة لكينيا، فقد جرت عملية إعادة تدوير للأجهزة التي كانت مخصصة لإجراء فحوصات لكشف الإصابة بفيروسات (إتش أي في) المسبب لمرض الإيدز والسل وأنفلونزا الطيور، حتى يمكن استخدامها في إجراء فحوصات الكشف عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وذلك قبل وصول الأجهزة الجديدة التي طلبتها الحكومة" .


وتشير الإحصائيات التي جمعها المجمع الإقليمي للتنمية والتكامل التابع لبنك التنمية الأفريقي إلى أن عدد معامل التحاليل في مالاوى تزيد عشرة أضعاف، حيث ارتفع من 14 معملا إلى 164 معملا، وتم إنشاء خمسة معامل جديدة للفحص في جمهورية أفريقيا الوسطى، وكانت النتائج هائلة حيث تزايد عدد الفحوصات اليومية فى جنوب أفريقيا بمعدل سبعة أضعاف؛ ليرتفع العدد من خمسة آلاف فحص إلى 35 ألف عملية فحص يوميا، وارتفع العدد في بوركينا فاسو من 268 فحصا إلى 1160 فحصا في اليوم".

وذكر المجمع الإقليمي للتنمية والتكامل التابع لبنك التنمية الأفريقي أن الدعم الذي قدمه البنك وشركاؤه ساعد على تزايد قدرات الفحص اليومي لدى الدول الأفريقية من 13200 عملية فحص في بداية تفشي الوباء إلى 105 آلاف عملية، بالإضافة إلى تدريب مئة ألف من العاملين في مجال الرعاية الصحية وتجهيز 314 وحدة للرعاية المركزة لعلاج مرضى فيروس كورونا، مقابل خمسين وحدة فقط في بداية تفشي الوباء.

وقال أتسوكو تودا، القائم بأعمال نائب رئيس بنك التنمية الأفريقي لشؤون التنمية الاجتماعية والبشرية والزراعية، " لقد كنا في سباق مع الزمن، واعتقد أننا ربحنا السباق، وأصبح يتعين علينا الآن كسب الحرب ضد فيروس كورونا، لقد بدأنا من الصفر تقريبا، وعندما ننظر إلى التقدم الذي أحرزناه خلال بضعة أشهر، ندرك أننا قطعنا شوطاً كبيرا".