الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

وليد الدرمللي يكتب: الطبول.. مهرجان يلفظ أنفاسه

وليد الدرمللي
وليد الدرمللي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع ختام الدورة الثامنة لمهرجان الطبول مساء اليوم الجمعة، لم يكن في مخيلتي إلا سؤالا ظل يراودني على مدار أسبوع هو ماذا حدث لمهرجان الطبول ذلك الحدث الذي ولد عام 2013 تحت شعار الطبول من أجل السلام وكنت أول من دعموا الفكره من خلال عده مقالات آنذاك ،وذلك بالطبع قبل أن ينسلخ من مظله صندوق التنمية الثقافية ،لتنظمه بعد ذلك مؤسسه حوار لصاحبها ومؤسسها انتصار عبد الفتاح رئيس المهرجان .
فما حدث في حفل الافتتاح ضرب بأهداف المهرجان والقيم التي إنطلق من أجلها عرض الحائط .
وذلك عندما فوجئ الجميع بالفرقه الكولومبية ضيف الشرف وهي تستعرض فقرتها الفنيه بزي يخدش الحياء العام، ونسي أو تناسي رئيس المهرجان شعار الحدث ورسالته بل أري أنه غض البصر عن حرم المكان الذي يقام فيه وهي منطقه بئر يوسف بقلعه صلاح الدين الايوبي التي تحتضن الحدث سنويا والتي كان يجب احترامها واحترام الجمهور من قبلها .
وبالحق اقول انني اعتقدت أن المهرجان سوف ينمو سريعا وسيتفرع ويشدو في سماء الفن الجاد ،ولكن بمتابعتي له سنويا وجدت أنه يتقزم سريعا بل ويفتقر لكل ما هو جديد وباتت له سمه التكرار التي وصلت لحد الحشو عنوانا .
فالفرقة الكولومبية أصابت الجميع بصدمة ولم يراعي المهرجان الأسر التي تحملت عناء الوصول للقلعة من أجل الاستماع بفن جيد وهادف ،فهل يستطيع رئيس المهرجان أو كل من يدير هذا العمل أن يقول لنا ما علاقه استعراض الفرقه الكولومبية برساله وأهداف المهرجان ؟ وما علاقه الفن الشعبي بالطبول؟ ما علاقه الكلاكيت بالطبول؟ ما علاقة الات النفخ بالطبول؟ وغيرها الكثير من الأسئلة والفقرات التي أكدت فقر الإبداع وأنه أصبح مجرد مهرجانا ضمن اجنده المهرجانات السنويه برعايه عدد من الوزارات والبنوك ولابد من إقامته في الموعد المحدد له بأي شكل وبأي فقرات ،مستخدما كلمه السر أن الناس مبسوطه .
أما الجزء الثاني والأخطر في المهرجان بل واللافت للنظر في حفل الافتتاح أو الفعاليات هو فوضي التنظيم التي سمحت لأغلبيه الحضور من الجمهور بعدم ارتداء الكمامه أو الأخذ في الإعتبار الإجراءات الاحترازية التي اشترطتها الدوله ممثله في قرار رئيس مجلس الوزراء .
افلم يدرك أصحاب المهرجان أن ما حدث من اهمال وعدم مراعاه لانتشار فيروس كورونا يمكن أن يتسبب في كارثة ما زالت الدولة والشعب في غني عنها وأستطيع القول إن الطبول أيقظت كورونا في الوقت التي تسعي فيه الدوله جاهده لإخمادها .
اخيرا لابد من مراجعه المهرجانات التي لا تحقق مردودا ثقافيا أو عائدا ماديا الا علي أصحابها.
ويجب علي اي قطاع تابع لأي وزاره راعيه التدقيق قبل المشاركة بمهرجان الطبول بفرقه فنيه بعيده تماما عن رساله المهرجان أو بمطبوعات أو بأي دعم من اي نوع ،وعلي الرعاه البحث اولا عن القيمه الفنيه قبل البحث عن حجم اللوجو الخاص بهم ومكانه علي البوستر.
وعلي رئيس المهرجان أن يفكر من جديد في العوده الي مكانه المهرجان التي بدء بها بدلا من الحرص علي إقامته بفقرات وفرق لا تتناسب أو تتماشي مع اهداف وشكل المهرجان الذي ولد كبيرا ولكنه للأسف عاد كطفلا يحبو ويتشبث بأي شيء حوله في محاوله للوقوف دون أن يعي هذا الطفل ما هذا الشئ الذي يريد أن يتشبث به ؟وهل هو خطرا ام لا ؟وهو ما رأيناه من فرقه كولومبيه مثيره للغرائز وفوضي تنظيمه مثيره لكورونا، فمهرجان الطبول أصبح يلفظ أنفاسه.