الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

معارض إيراني لـ"البوابة نيوز": الانتخابات الرئاسية مسرحية ساخرة.. علي صفوي: خامنئي يُفضل فوز رئيسي وسيكون دميته لمزيد من القمع

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news


 

تجرى الانتخابات الرئاسية الإيرانية، الجمعة المقبلة، وسط عزوف عن المشاركة من الشعب الذي يرفض الأسماء المرشحة.

وكانت وزارة الداخلية الإيرانية قد نشرت الشهر الماضي القائمة النهائية للمرشحين في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، وضمت سبعة أسماء بعد أن استبعد مجلس صيانة الدستور ثلاثة من أبرز المرشحين؛ وهم الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد ورئيس مجلس الشورى السابق على لاريجاني والمرشح الإصلاحي إسحاق جهانغيري.

وقد أجرت "البوابة نيوز"، حوارًا مع على صفوي، المعارض الإيراني، عضو لجنة الشئون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وتحدث عن الانتخابات التي وصفها بالمسرحية الساخرة والوهمية، وإلى نص الحوار..

 

كيف ترى الانتخابات الرئاسية الإيرانية؟

في السنوات الأربعين الماضية، لم تكن انتخابات النظام تدور حول تعبير الناس عن إرادتهم الحرة وآرائهم بحرية ونزاهة. لقد كانت مسرحية ساخرة ومهزلة.

ونتيجة الانتخابات الوهمية في إيران لا يحددها الشعب بل ميزان القوى الداخلي للنظام.

ويتعين على المرشحين المرور عبر مراحل تصفية لا نهاية لها، وفي نهاية المطاف من قبل مجلس صيانة الدستور، الذي يسيطر عليه المرشد الأعلى على خامنئي، ويتحكم بقراراته.

ومن أجل التأهل للترشح، يجب على جميع المرشحين إثبات ولائهم الصادق وطاعتهم العملية لخامنئي ومبدأ ولاية الفقيه (الحكم الديني المطلق).

وهذا العام كان هناك 592 مرشحًا، وألغى مجلس صيانة الدستور جميعهم باستثناء سبعة. وينتمي العديد من الذين تم استبعادهم إلى الفصائل المتنافسة لخامنئي والذين وصفهم الغربيون بشكل خاطئ بأنهم "معتدلون" أو "إصلاحيون".

وعندما يتعلق الأمر بقرارات النظام الإستراتيجية المتعلقة بالقمع الداخلي، أو الإرهاب الإقليمي، أو التدخل في شئون الدول العربية المجاورة، أو برامج الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية، فإن كل فصائلها متحدة وتغني من نفس الأغاني.

لكن المثير للاهتمام، هذه المرة، أن عددًا من الأشخاص الذين تم استبعادهم كانوا أعضاء في الدائرة المقربة لخامنئي، مثل على لاريجاني. كان لاريجاني رئيسًا للبرلمان لمدة 12 عامًا، والرئيس السابق للإذاعة والتلفزيون الحكومي، وكان سكرتيرًا للمجلس الأعلى للأمن القومي.

لذا، من الواضح أن تصفية لاريجاني من مهزلة الانتخابات يشير إلى جنون العظمة والقلق الذي يشعر به خامنئي بشأن احتمالية اندلاع انتفاضة شعبية أخرى، مثل تلك التي حدثت في ديسمبر 2017 ونوفمبر 2019.

وسوف يرددون دعوة الشعب الإيراني إلى ضرورة أن يغير المجتمع الدولي توجهه تجاه إيران والوقوف إلى جانب الشعب الإيراني الذي يناضل من أجل الحرية وإجراء انتخابات حرة حقيقية في جمهورية ديمقراطية، كما دافعت عنها السيدة رجوي.


 

من تتوقعون أن يفوز؟

من الواضح أن خامنئي يفضل إبراهيم رئيسي ليتولى منصب الرئيس، وحقق مجلس صيانة الدستور، الذي يسيطر عليه خامنئي، عمليا فوز رئيسي في الانتخابات الصورية، والمتنافسون الستة الآخرون ليس لديهم أدنى فرصة للفوز.

وكان المنافس الجاد الوحيد المحتمل هو رئيس البرلمان السابق على لاريجاني، لكن من الواضح أنه تم استبعاده لضمان فوز رئيسي، ورئيسي مجرم ابادة جماعية وجلاد مجزرة عام 1988.

وفي التاسعة عشرة من عمره، تولى منصب المدعي العام في مدينة همدان، وليس لديه تعليم رسمي أو خلفية عملية أو حتى تعليم ديني. لمدة 41 عامًا، كل ما فعله بشكل أساسي هو إصدار أحكام بالإعدام بحق المعارضين السياسيين.

وعندما أصدر الخميني فتوى بتصفية جميع السجناء السياسيين في إيران في عام 1988، ولا سيما بحق أعضاء مجاهدي خلق، تم تعيين رئيسي كعضو رئيسي في لجنة الموت التي أعدمت أكثر من 30000 من هؤلاء السجناء.

وجميع هؤلاء السجناء السياسيين سئلوا ببساطة عن انتمائهم وإذا كانت الإجابة هي مناصرة منظمة مجاهدي خلق، كان يتم إرسالهم إلى المشنقة. وأشرف رئيسي على هذه العملية بكل جدية ودقة، وهو معروف في إيران باسم جلاد مجزرة عام 1988.

 

لو فاز رئيسي كيف ستكون إيران في ظل حكمه؟

من خلال هندسة فوز رئيسي في صناديق الاقتراع، أظهر خامنئي بوضوح سياساته المقصودة عندما يتعلق الأمر بالقضايا المحلية والقرارات الإقليمية.

مباشرة قبل أن يقضي خامنئي على الفصائل المتنافسة من الترشح، قدم عرضًا أجوفًا للقوة من خلال تقديم وكلائه كحماس والجهاد الإسلامي في فلسطين.

لذلك، إقليميا، سيلجأ إلى مزيد من الإرهاب والتدخل في شئون الدول العربية والإسلامية.

وعلى الصعيد الداخلي، يشير تعيين هذا الرجل لتكثيف وتوسيع حربه الدموية بالفعل ضد الشعب الإيراني.

ولا يأتي التهديد الوجودي لخلافة خامنئي المتطرفة من الخارج، مثل الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى ؛ إنه تهديد محلي.

وذلك لأن النظام الإيراني اغتصبوا ثورة شعبية، وأقاموا نظامًا قمعيًا متطرفًا باستغلال أسم الإسلام، ثم بدءوا في القتل والتعذيب والسجن وتصدير الإرهاب وابتزاز دول المنطقة، والقضاء على كل من وقف في طريقهم في نهب الثروة الوطنية.

لذلك، فإن الشعب الإيراني غاضب، وبلغ مستوى عدم الرضا أعلى مستوياته على الإطلاق، والناس يهتفون "اتركوا سوريا، فكروا بنا بدلًا من ذلك" أو "أيها الإصلاحي وأيها المتشدد، اللعبة انتهت". إنهم يدعون إلى الإطاحة بخامنئي.

وتكتسب وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق في جميع أنحاء إيران الأرض، وتستحوذ على قلوب وعقول السكان، وتزيد من أنشطتها لكسر جدار القمع والخوف الضخم.

لذا، فإن خامنئي ونظامه في أضعف نقطة في تاريخهم وهذا هو السبب في أن خامنئي مصاب بجنون العظمة، فهو يقضي على الفصائل المنافسة، ويتخذ قرارًا كارثيًا بتنصيب قاتل جماعي لرئاسة سلطته التنفيذية.

وشعر خامنئي بهزات الإطاحة خلال الاحتجاجات الكبرى على مستوى البلاد في 2017 و2018 و2019 و2020. في نوفمبر 2019، خشي خامنئي الإطاحة وأمر أتباعه بإطلاق النار على المتظاهرين، مما أسفر في النهاية عن مقتل ما لا يقل عن 1500 شخص من الأبرياء والعزل، بمن فيهم المراهقون.

كما أنه يعلم أن النظام في نهاية الطريق. لذلك، بالنسبة لخامنئي، فإن التمسك بالهيمنة له الأسبقية على كل شيء آخر، تمامًا كما قال الخميني قبله أن بقاء النظام له الأسبقية على كل شيء آخر، وهو أوجب من الواجبات الإسلامية كالصلاة اليومية أو الصوم.

لذلك، بعد فوز رئيسي في الانتخابات الوهمية، سيكون للنظام قاعدة قوة أضيق، وسيصبح أضعف وستكون هناك انقسامات أعمق بكثير داخل النظام الحاكم.

وسيكون هناك المزيد من الانشقاقات بين القوى القمعية للنظام لأنها محبطة وخائفة من أن يوم الحساب قادم سريعًا على النظام.

وفي الوقت نفسه، سيتصاعد الاستياء العام، وعلى الرغم من أن النظام سيحاول الحكم بقبضة من حديد من خلال دمية خامنئي، رئيسي، فإن الشعب لن يتراجع.

وأصبح الشارع الإيراني أكثر نشاطًا. حتى الآن، يتحدى الناس التعذيب ويذهبون فعليًا إلى الكاميرا ويوزعون مقاطع الفيديو الخاصة بهم التي تدعو إلى إسقاط النظام.

ويقولون، "صوتي للإطاحة بالنظام". لا يستطيع النظام تلبية المطالب الاجتماعية - الاقتصادية أو السياسية للشعب بالحد الأدنى، خاصة تلك التي تتعلف بجيل الشباب.

لذا، فإن المزيد من الاحتجاجات تلوح في الأفق بالتأكيد، وستكون أكثر شراسة وانتشارًا من الاحتجاجات السابقة.

 

هل يمكن أن تؤثر المقاطعة على تنظيم الانتخابات؟

سيكون تأثير المقاطعة أكثر انتشارًا وسيكون لها نتائج وتداعيات أبعد بما يسمى بالانتخابات نفسها.

وبكل المؤشرات، المقاطعة ستكون واسعة النطاق. حتى أن بعض المقربين من النظام والمجرمين القدامى يطالبون بمقاطعة الانتخابات.

وتنشر أمهات وعائلات الضحايا الذين قتلوا على يد النظام خلال انتفاضة نوفمبر 2019 مقاطع فيديو نارية تطالب بإسقاط النظام وتدعو الجمهور إلى مقاطعة انتخابات النظام غير الشرعية.

لذلك، من خلال مقاطعتهم الوطنية وغير المسبوقة، سيرسل الشعب الإيراني إشارة إلى دول المنطقة والمجتمع الدولي بأن هذا النظام غير شرعي تمامًا وبشكل مطلق.

ومؤخرًا، عندما فاز بشار الأسد بنسبة 95٪ من الأصوات في سوريا، أصدرت بعض الحكومات بيانات وصفت الانتخابات هناك بأنها غير شرعية.

ويجب أن يفعلوا الشيء نفسه في مواجهة انتخابات الملالي الصورية. ثانيًا، المقاطعة ستزيل أي مبرر من أي نوع للانخراط أو التفاعل مع نظام الملالي.

 

وكيف يمكن لأي مسئول عربي أو إسلامي أن يتعامل مع نظام تورط رئيسه في القتل الجماعي لعشرات الآلاف من الأبرياء من المراهقين والنساء الحوامل؟

هذا واحد من أكثر الأنظمة شرًا ومعاداة للإسلام التي شهدها العالم على الإطلاق، وعلى دول المنطقة أن تدين بشدة هذا النظام وترفض التعامل معه أو تقديم أي تنازلات.

ويجب إدانة النظام بكامل فصائله، بما في ذلك "المعتدلون" الوهميون. هذه هي صرخة جماهير الشعب الإيراني الذي سيقاطع انتخابات النظام الصورية بالكامل.

 

من تريدونه أن يفوز من المرشحين النهائيين؟

يفترض هذا السؤال أن هناك حقًا انتخابات، ليس هناك انتخابات حقيقية في إيران تحت أي معايير، في الواقع، لم تكن هناك انتخابات حقيقية في إيران خلال الـ 42 عامًا الماضية، وهو ما يفسر سبب مطالبة المقاومة الإيرانية بمقاطعة كل منها.

انتخابات النظام مهزلة وخداع، إنهم يمثلون مصالح الثيوقراطية المتطرفة وتوازن القوى ولا علاقة لهم بإرادة الشعب أو اختياره.

ويسعى الشعب الإيراني إلى جمهورية ديمقراطية علمانية وغير نووية في إيران تحترم القوانين الدولية وتختار العيش بسلام مع جيرانها.