الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

فنكوش الجيش المصري والطريق الى إفريقيا!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أقل ما توصف به الطريقة التى اتبعت للإعلان عن اختراع الجيش المصرى جهاز كشف وعلاج فيروسَى سى والإيدز "CCD" إنها رديئة ودون مستوى ما عهدناه عن بيانات القوات المسلحة المصرية، التى تتميز دائمًا بالدقة والوضوح والرزانة والصرامة.
فى هذه المرة جاء الإعلان ملتبسًا لا يجيب عن الكثير من التساؤلات، وجميعها مرتبط بالنظريات العلمية بالأساس، لكن يبقى أنه جاء واضحًا ومباشرًا فى تأكيد النتائج الإيجابية للجهاز من حيث قدرته على علاج المرضى.
المغرضون أعداء الدولة المصرية استغلوا ذلك الالتباس لإثارة اللغط والشكوك والطعن فى مصداقية المؤسسة العسكرية، وراحوا يطلقون مسميات من قبيل "فنكوش الجيش" و"مهزلة العسكر" ومانشيتات وعناوين على شاكلة "فضيحة اختراع الكفتة" و"العلماء الكفتجية".
ومع استمرار مهزلة العرض راح الشك يتسلل الى عقول البعض ممن يثقون فى قدرات جيشهم ثقة عمياء، ولهثوا وراء التساؤل عن سبب إحجام المؤسسة العسكرية عن نشر الاختراع فى إحدى الدوريات العلمية المعتبرة.
ولم ينشغل معظم المشككين بمراجعة وتأمل الحديث الجاد الذى أحاط بالاختراع وصدر عن العلماء المشاركين فى فريق البحث، وهو الحديث الذى شرح تفاصيل الاختراع بدون الإفصاح عن إحدى حلقاته لاعتبارات تتصل فى رأيي بأبعاد الأمن القومى وشركات الأدوية متعددة الجنسية، وتضمن معلومات عن اختبار الجهاز وقدرته الكشفية والعلاجية على نحو 300 شخص، ورغم نجاحه مع تلك العينة إلا إن أحد علماء فريق البحث وهو الدكتور أحمد مؤنس قال فى أكثر من تصريح إنهم يسعون للتأكد من قدرات الجهاز باختباره على المزيد من المرضى المتطوعين.
ومع ذالك ظل المتشككون يرددون أحاديث المغرضين بشأن أن الجهاز يمثل كارثة علمية لأنه لم يختبر إلا على القرود وهى معلومة مغلوطة ويغالون فى التساؤل عن سر عدم نشر تفاصل الاختراع فى الدوريات العلمية العالمية بل إن بعضهم لهث وراء سموم القردة والخنازير من عناصر وأذناب الجماعة الإرهابية والتى تطعن فى إمكانيات العلماء المصريين متجاهلين حقيقة أن الفريق العلمى الذى انكفأ على البحث مكونًا من 72 عالمًا مصريًا من مختلف التخصصات، ولم يلتفتوا إلا لما أثير من لغط حول اللواء إبراهيم عبدالعاطى الذى أوكلت إليه مهمة الإعلان عن جهاز الـ"CCD" .
لا أدرى ما إذا كانت الطريقة التى اعتمدت فى الإعلان عن هذا الاختراع مقصودة أم لا؟ لكنها كانت الأولى بالانتقاد بدلاً من أن نذهب الى اتخاذها نقطة انطلاق لتسريب الشكوك الى نفوس المصريين بشأن مصداقية جيشهم.
ربما كان من الأفضل أن توكل هذه المهمة الى العلماء من أساتذة الجامعات الذين شاركوا فى فريق البحث، لاسيما وأن عرض الدكتور أحمد مؤنس وزميله الدكتور مصطفى محمود كان الأفضل والأكثر توثيقًا والأقدر على الإقناع.
لكن يبقى أننا بصدد مجموعة من الحقائق كان ينبغى على هذه النخبة الخربة وجنرالات "إعلام الكفتة" ان ينتبهوا إليها.. أولاها: إن أقدم وأعرق مؤسسة عسكرية فى التاريخ لن تغامر بسمعتها وهى من أسقطت كل مخططات وأحلام من تسمى نفسها الدولة العظمى "أمريكا"، وثانيها: إن هذا الاختراع يمثل تهديدًا حقيقيًا لامبراطورية شركات الدواء العالمية المرتبطة حتمًا بسياسات الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبى فى العالم وهو ما يعطى مبررًا موضوعيًا ومنطقيًا لعدم نشر تفاصيل الاختراع فى إحدى الدوريات العلمية، ويكفى أن نذكر فى هذا السياق أن إحدى الشركات الأمريكية أعلنت مؤخرًا عن اختراعها لعلاج لـ"فيروس سي" تصل كلفته للشخص الواحد 100 ألف دولار، وهذه الشركة لم تفصح عن مكونات المركب الجديد.
أما الحقيقة الثالثة فهي: إن هذا الجهاز يشق الطريق أمام مصر للعبور نحو قارة أفريقيا لعلاج ملايين المرضى بفيروس نقص المناعة "الإيدز" وأنه كفيل بمعالجة ما خلفته سنوات الجفاء مع جيراننا وبني بشرتنا فى القارة السمراء.
سيكون لهذا الجهاز مفعول السحر الذي سيطغى على كل ما قدمته جمعيات التبشير الأوروبية وألاعيب ومؤامرات الأمريكيين والإسرائيليين على حكام الدول الأفريقية.
المؤكد أن الجهاز المصرى يقلق مضاجع صناع سياسات الاستغلال والقهر وتصدير الفوضى والعنف والاضطرابات الى دول العالم الثالث والمتشدقين بقيم حقوق الإنسان والتى على رأسها الحق فى الحياة، وإتاحة الدواء الرخيص أحد سبل تمكين الإنسان من هذا الحق.

أبى من أبى وكره من كره.. فنكوش الجيش هو هرم مصر الرابع.