السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

مقابر الأرقام | أزهار أبو سرور.. سنوات من محاولات تحرير جثمان ابنها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

* جهزت قبره منذ استشهاده على أمل تحرير جثمانه

* «عبد الحميد» أقدم رفات محتجز فى مقابر الأرقام منذ 2015


بين الماضى والحاضر وقفت أزهار أبو سرور تتذكر لحظات استشهاد والدها وهى تقف الآن تنظر على ما تبقى من جسد ابنها الذى حمل نفس اسم جده " عبد الحميد "، أزهار تلك التى ذاقت ألم الفراق وحلاوة الفخر مرتين، لا زالت منذ سنوات تجاهد لاستعادة جثمان ابنها من مقابر الأرقام.

تقول أبو سرور فى حديث خاص للبوابة " حين علمت بالخبر تذكرت والدى حين أستشهد فى سوريا أثر غارة إسرائيلية عام ١٩٨١ على مواقع الثورة الفلسطينية فى لبنان، كان وقع الصدمة علينا كبير رغم فخرنا بشهادته ".

لم تكن أزهار تعلم حين ولدت ابنها البكر وحملته اسم والدها أنه سيحمل أيضا نفس المصير بفروق بسيطة مختلفة، فذاك الحفيد والذى سار على درب جده استشهد إثر عملية قام بها فى عام ٢٠١٦ وتم احتجاز جثمانه فى مقابر الأرقام حتى اليوم.


تفاصيل العملية

خرج أبو سرور مودعا أهله دون أن يخبرهم بأى شىء، وتمكن من اجتياز عشرات الحواجز ونقاط التفتيش الصهيونية، والتجول فى شوارع المدينة القدس المحتلة قبل الوصول للحافلة المستهدفة، وفى مساء يوم الإثنين ١٨/٤/٢٠١٦ صعد إلى إحدى الحافلات التابعة لشركة إيجد الصهيونية، والتى تحمل الرقم "١٢"، وتمكن من زرع عبوة ناسفة محلية الصنع، فر القسم الخلفى من الحافلة.

وتسبب الانفجار فى إصابة ٢١ صهيونيًا وصفت جراح اثنين منهم بالبالغة و٧ متوسطة، كما أدى الانفجار لاحتراق الحافلة بالكامل، وإصابة حافلة أخرى ومركبة خصوصية كانتا فى المكان.

وزعمت مصادر صهيونية أن العبوة التى زرعها الاستشهادر انفجرت نتيجة خلل فنى، فيما كان من المقرر زرع العبوة ثم انسحاب الاستشهادى.


ويعتبر الشهيد عبد الحميد - ١٩ عاما - أقدم شهيد فلسطينى محتجزا بمقابر الأرقام منذ اندلاع هبة القدس فى نوفمبر عام ٢٠١٥.

بالحناء والورد اعتادت أبو سرور أن ترش قبر ابنها الذى بنته منذ سنوات على أمل اليوم الذى تنتصر فيها وتقتنص إبنها من مقابر الأرقام لتريحه فى قبره بين أفراد عائلته، طرقت أزهار ابواب كل المؤسسات المحلية والدولية وأروقة المحاكم والقضاء فى محاولات عدة لتحرير جسد ابنها ولكن حتى الآن لا فائدة كما وصفت لنا، تقول أزهار عن البدايات " منذ وقت الحادث لم نكن نعرف أى شىء عن مكان جثمانه الا بعد مرور عام أى فى ٢٠١٧ علمنا وقتها أن الجثمان نقل إلى مقابر الأرقام، وتقدمت بشكل مباشر للحصول على قرار الدفن، وهو ما حصل بعد ١٠ شهور، حيث حصلت على إشعار بالدفن مع ثلاثة شهداء آخرين".

وتابعت سرور أن التقرير الطبى الذى استطاعت الحصول عليه مدون فيه كل التفاصيل حتى رقم سيارة الإسعاف التى نقلت ابنها للمشفى بعد حدوث العملية، ووصوله إلى معهد أبو كبير أشلاء موزعة فى ثلاثة أكياس تمت مطابقتها، لتعرف وقتها أن ابنها يرقد فى مقبرة " عامى عاد ".


ورغم قرار الدفن والذى حصلت عليه فى يوليو ٢٠١٧ إلا أنه وحتى اليوم لم توافق سلطات الاحتلال على تسليمها الجثمان، وتؤكد أزهار أن المعركة وصلت لطريق مسدود، فالاحتلال لن يعيد أى جثامين لأنه يستخدها دوما كأوراق ضغط سياسية.

ورغم كل ما تعانيه أزهار فى رحلة البحث، أعدت ازهار قبرا صغيرا فارغا لابنها تزوره دوما وتعتنى به على أمل اللقاء واستلام جثمان إبنها ودفنه فى ذاك القبر الصغير، وتضيف أبو سرور: "نجد أنفسنا كل عيد نساق إلى مقبرة الشهداء فى المخيم، لنزور قبره الفارغ، وكلنا أمل بأن هذا القبر سيحتضن جسده قبل العيد القادم، وسنقيم له عرسا بزفافه شهيدا عندما يعود الغالى لوطنه لتحتضنه أرضه التى أحب، وقتل من أجلها".