الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

منير أديب يكتب: 10 دلالات وراء مقتل زعيم بوكو حرام

منير اديب
منير اديب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا شك أن إعلان مقتل زعيم تنظيم بوكو حرام في نيجيريا "أبو بكر شيكاو"، حمل عدة دلالات تتعلق بطبيعة الصراع بين التنظيم المحلي والذي أعلن مبايعته لتنظيم "داعش" في العام 2014 ثم ما لبث أن فك ارتباطه به في العام 2016، وهو ما يدفع التنظيم الأكثر خطرًا "داعش" لصدارة المشهد الجهادي في نيجيريا بدلًا من "بوكو حرام" وفي أفريقيا بعد سقوط دولة "داعش" في الرقة والموصل.
الصراع الدائر بين بوكو حرام و"داعش" عمره تعدى الخمس سنوات، وقد انتهى بمقتل زعيم بوكو حرام، وهو ما سوف تظهر انعكاساته على مشهد المواجهة لتنظيمات العنف والتطرف داخل القارة الأفريقية، ويبقى الانعكاس الأهم هو تهاوى تنظيم "بوكو حرام" بعد صراعه مع القوات النيجيرية على مدى 10 سنوات وهو ما أنتهى بالصراع الداخلي مع "داعش" وأدى لمقتل أميره.
-عانى تنظيم بوكو حرام من انقسام داخلي بدأت ملامحه في العام 2016، وهو ما أضعف التنظيم بصورة كبيرة، وهو ما أضطر "شيكاو" لإعلان انشقاقه مع مجموعة أخرى وأطلقت على نفسها جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد (المسمى القديم للتنظيم)، وجاء ذلك على خلفية تعين أمير جديد للتنظيم يسمى، مصعب برناوي، وكان أميرًا للتنظيم في ولاية غرب أفريقيا.
-زادت مساحة الخلاف بين بوكو حرام وبين "داعش" وصلت محطاته للقتال المتبادل، ونجح التنظيم في مقتل زعيم بوكو حرام بعد حصاره، وهو ما دفع الأخير لتفجير نفسه بحزام ناسف كان يرتديه حتى لا يقع في يد خصمة اللدود، الخلاف بين "داعش" وبوكو حرام وانتهى لصالح التنظيم العابر للحدود والقارات.
-الخلاف الدائر بين "داعش" و"بوكو حرام" عزز فرص مواجهة خطر التنظيم الذي تولى إمارته "شيكاو" منذ العام 2009 على حلفية مقتل أميرة السابق، محمد يوسف، في العام 2009، على يد قوات الأمن النيجيرية.
-نجحت القوات المتحالفة مع نيجيريا "الكاميرون وتشاد" في قتل زعيم بوكو حرام السابق، محمد يوسف، كما أنها نجحت في كبح جماح التنظيم في ظل وجود زعيمه الجديد والذي قتل في شهر مايو المنصرم، وهو ما يفرض دورًا خاصًا بمساعدة كلا الدولتين في حصار نشاط التنظيم خلال الفترة الحالية.
-نجح تنظيم بوكو حرام في حصد أرواح قرابة 40 ألف نيجيري بسبب تعاليمه المتشددة بخصوص التعليم الغربي، وما هنا كانت عملياته ضد الطلاب في المدارس، فضلًا عن نزوح مليون شخص بسبب العمليات التي كان يشنها ضد خصومه، خفوت التنظيم لصالح "داعش" لن يزيد الأوضاع الأمنية استقرارًا ولكنها سوف تفرض تغييرًا في التعامل الأمني مع تنظيم تبدو ملامحه مختلفة.
-وضع تنظيم بوكو حرام يبدو حرجا منذ العام 2016، صحيح أن التنظيم بقيادة "شيكاو" أعلن مبايعته لتنظيم "داعش" إلا أنه فك هذا الارتباط سريعًا، وأعلنت "داعش" تعين، مصعب برناوي، زعيما للتنظيم وأطلقت علية أمير ولاية غرب أفريقيا، ومن هنا بات الصراع عسكريًا في خضوع أين منهما للآخر حتى انتهى بمقتل زعيم بوكو حرام.
-الخلاف بين التنظيمات المتطرفة (المحلية والإقليمية) والتنظيمات الكبيرة عابرة الحدود والقارات قد يصب في خانة مواجهة بوكو حرام، وبالتالي ما سار بين بين بوكو حرام و"داعش" قد يكون دفع الأول لإعلان "شيكاو" زعيمًا لتنظيم جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد (مسمى الحركة القديم) وتنظيم داعش في الغرب أو ما إطلاق عليه ولاية غرب أفريقيا، وهو ما عقد الوضع الأمني في داخل العاصمة النيجيرية.
- الخلاف بين "داعش" وبوكو حرام انتهى بمقتل "شيكاو" وإن جاز بانتحاره عندما أدرك أن حصار "داعش" سينتهي بالقبض عليه، وتذهب أغلب الترجيحات إلا أن تنظيم "داعش" سوف يسود مشهد العنف خلال الفترة القادمة في أفريقيا، وهو يمثل خطرًا مضاعفا على الأمن في القارة السمراء.
- "شيكاو" هو بمثابة خليفة محمد يوسف، فالرجل تم تعينه في العام 2009 بعد مقتل "يوسف" مباشرة بقرار مجلس الحرب في بوكو حرام، كما تزوج من إحدى أرامله الأربعة، وصار على طريقة، وهو الذي درس علم "التوحيد"، وحارب التعليم الأجنبي كما فعل سلفه على مدى 10 سنوات من الصراع مع الحكومة في نيجيريا.
-خطر "داعش" في غرب أفريقيا يتنامى بصورة كبيرة ومرعبه، ويعزز مقتل "شيكاو" المخاوف بولادة دولة لتنظيم داعش داخل قارة أفريقيا، ويبقى أن زعيم بوكو حرام قتل على يد تنظيم "داعش"، ليوضح شكل وطبيعة الخلاف بين كلا التنظيمين في القارة السمراء، وما سوف تؤول له الأعمال الإرهابية في هذه القارة السمراء.