يعد رائد النهضة الحديثة، والمترجم التنويري البارز، أنه رفاعة رافع الطهطاوي، الذي تحل غدا ذكرى وفاته، يعود نسبه إلى "الحسين" رضي الله عنه، ولد في مدية طهطا في محافظة سوهاج يوم 18 أكتوبر سنة 1801.
تقدم باقتراح إلى الوالي محمد علي لإنشاء مدرسة عليا لتعليم اللغات الأجنبية، ونجح في إقناعه بإنشاء مدرسة للمترجمين عرفت بمدرسة "الألسن"، وافتتحت في القاهرة سنة 1835، وتولى رفاعة الطهطاوي نظارتها، وكانت تضم في أول أمرها فصولاً لتدريس اللغات الفرنسية والإنجليزية والإيطالية والتركية والفارسية، إلى جانب الهندسة والجبر والتاريخ والجغرافيا والشريعة الإسلامية، وتخرجت الدفعة الأولى من المدرسة العليا سنة 1839، وكان عددهم عشرون خريج.
تولى نظارة المدرسة الحربية في عهد الوالي "سعيد باشا"، واهتم بها الطهطاوي اهتمام خاص، وجعل دراسة اللغة العربية بها إجبارية على جميع الطلبة، وأعطى لهم حرية اختيار إحدى اللغتين الشرقيتين: التركية أو الفارسية، وإحدى اللغات الأوربية: الإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية، ثم أنشأ بها فرقة خاصة لدراسة المحاسبة.
ومن أبرز الأعمال التي قام بها رفاعة في عهد الخديو إسماعيل نظارته لقلم الترجمة الذي أنشئ
سنة 1863 لترجمة القوانين الفرنسية، وترجم تلاميذ الطهطاوي من خريجي مدرسة الألسن عبد الله السيد وصالح مجدي ومحمد قدري، القوانين الفرنسية في عدة مجلدات وطبعت في مطبعة بولاق.
ورضي محمد علي ومعظم أبنائه الولاة عن الشيخ رفاعة الطهطاوي فقد بلغت ثروته يوم وفاته 1600 ألف وستمائة فدان غير العقارات وهذه ثروته كما ذكرها علي مبارك باشا: أهداه محمد علي 250 فدان، وأهداه إبراهيم باشا 36 فدان، وأهداه الخديو سعيد 200 فدان، وأهداه الخديو إسماعيل 250 فدان، واشترى 900 فدان، فبلغ جميع ما في ملكه إلى حين وفاته 1600 فدان.