استقبلت صالات السينما المصرية وعدد منها حول العالم، الجزء التاسع من سلسلة أفلام الأكشن والحركة "Fast & Furious" للنجم فان ديزل، وذلك بعد عدة تأجيلات كادت تطيح بالفيلم خلال الأشهر الماضية، بسبب إغلاق صالات السينما جراء انتشار فيروس كورونا. وفور صدوره، وصلت ردود الفعل الأولية على الفيلم وكانت في الغالب إيجابية، حيث أشاد النقاد بالحركة المفرطة للفيلم الممزوجة بالدراما العائلية.
ومر عقدان على بدء الفيلم الأصلي "The Fast and the Furious: The Fast Saga" والآن، يدخل الامتياز الذي يركز على السيارات بمغامرة جديدة تمامًا. بدءًا من فيلم يتعامل بشكل أساسي مع ثقافة سباقات الشوارع، فقد تجاوز "Fast & Furious" جذوره وأصبح سلسلة كاملة من المغامرات والحركة مع فريق من الشخصيات المثيرة للاهتمام.
يشهد "F٩" أيضًا عودة المخرج جاستن لين إلى الامتياز بعد ثماني سنوات منذ توجيه الجزء السادس "Fast & Furious ٦". الدفعة التاسعة في الملحمة الرئيسية، والعاشرة بشكل عام، تعيد تجميع عصابة دوم (فان ديزل) لمهمة جديدة تمامًا. هذه المرة، تجتمع العائلة ضد جاكوب (جون سينا) الأخ غير الشقيق لدوم وميا، والذي يسعى للانتقام من خلافه مع أخيه الأكبر. جاكوب يتلقي الدعم هذه المرة من قبل تشيبر (تشارليز ثيرون)، الشخصية الشريرة التي ظهرت في الجزء الثامن من السلسلة، مما يجعل المواجهة أكثر خطورة. مخطط آخر مثير للاهتمام هو الظهور المفاجئ لشخصية هان، الذي افترض أنه ميت بعد تحطم سيارته بفعل مخطط ديكارد شو في طوكيو خلال أحداث الجزء السابع.
ويري النقاد أن السلسلة يتم تقديمها في الغالب على جبهات سرد مختلفة لسرد القصة، كما أثنوا على فريق الممثلين الخاص بها والذي كان محل شهرة للامتياز طوال السنوات الماضية. وكما أحدث لين – مخرج الفيلم – نقلة نوعية في تاريخ السلسلة قبل عشر سنوات، فإنه يعود لممارسة حيله المبتكرة لزيادة نسبة التشويق والإثارة فيما يتعلق بمشاهد الحركة والسيارات، لكن الأهم من ذلك هو التمسك بشكل أساسي بتيمة الصراع بين الأخوين توريتو؛ كما اتضح، ربما تم دمج جاكوب بذكاء في القصة لخلق دراما جديدة. كما ينعكس في تسويقها، يبدو أن F٩ عادت أيضًا إلى جذورها لأنها تعكس المشاعر من أفلام "The Fast Saga" السابقة.
وقال ديفيد إليريش، الناقد بموقع "إندي واير"، أن هذا الجزء هو الأكبر والأكثر وحشية والذي يتحدى الجاذبية والأكثر سرعة وغاضبًا حتى الآن، ومع ذلك فإن سيناريو لين وكايسي دانيال قادر فقط على توسيع نطاق العمل إلى مثل هذه المشاهد الهزلية لأنه يعوض ذلك من خلال التنقيب في شخصية دوم على مستوى أعمق من أي وقت مضى في الامتياز.
ويقول جون ديفور، الناقد بموقع "هوليوود ريبوتر"، أنه كما هو الحال في فيلم لين الأخير "Star Trek Beyond" المخيب للآمال "يتخذ المخرج والكاتب منهجًا مبالغة في الجودة، مما يؤدي إلى مزيد من الإثارة والحبكات الفرعية والشخصيات أكثر مما يحتاج إليه أي فيلم مع ترك المشاهد يشعر بأن شيئًا ما مفقود. إن الإستراتيجية المتطرفة تبدو أقل منطقية إذا أخذنا في الاعتبار الفكرة البسيطة في قلب هذه الحلقة: دوم لديه أخ لا يعرفه أصدقاؤه؛ فصلتهم مأساة في شبابهم؛ والآن هو رجل سيئ".
وانتقد أوين جليبرمان، الناقد بموقع "فارايتي"، الحبكة التي تم بناء الفيلم عليها "ففي بعض الأحيان يتحول الامتياز الناجح بشكل أساسي إلى سلسلة مختلفة. بمرور الوقت، أصبحت أفلام "Mission: Impossible" إلى أفلام "Bond"، وتحولت سلسلة " Fast and Furious" إلى سلسلة أفلام "Mission: Impossible"، لكن في فيلم "F٩" لم يتم إنشاؤه حول مهمة مثيرة. لقد تم بناؤه حول الصراع بين فان ديزل وجون سينا وهما يستدعيان القلق من ماضيهما. إن حبكة العائلة "تعمل" لكنها لم تكن مجدية. لم تكن هذه السلسلة بحاجة إلى المزيد من الحفر في العمق، إنها بحاجة إلى كل شخص على الشاشة للوقوف على آخر المستجدات".
