تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
تفاقمت كارثة فيروس كورونا في الهند، مع ارتفاع عدد الوفيات اليومي إلى أكثر من ٣٦٠٠ قتيل، حيث تشهد البلاد واحدة من أكثر الموجات تدميرًا، بعد أن ارتفعت معدلات الوفيات والإصابة بشكل كبير خلال شهر أبريل.
امس الخميس، أبلغت الهند عن ٣٦٤٥ حالة وفاة خلال الـ ٢٤ ساعة الماضية، بينما سجلت الحالات الجديدة المؤكدة رقما قياسيا عالميا بأكثر من ٣٧٩٠٠٠. يُعتقد على نطاق واسع أن الأرقام الرسمية أقل بكثير من الواقع.
أودى الوباء بحياة ٣.١ مليون شخص على الأقل في جميع أنحاء العالم، حيث كان نصيب الهند وحدها أكثر من ٢٠٠٠٠٠ حالة وفاة.
ستفتح الحكومة الهندية التطعيمات لجميع البالغين اعتبارًا من اليوم السبت، حيث كان لها في السابق لقاحات محدودة لمن هم فوق سن ٤٥ وبعض المجموعات الأخرى، ومع ذلك، حذرت عدة ولايات من أنها لا تملك مخزونات كافية من اللقاحات وأن الطرح الموسع مهدد بالمشاحنات الإدارية والارتباك.
سارعت دول كثيرة لمساعدة الهند، بما في ذلك الولايات المتحدة التي أعلنت يوم الأربعاء أنها سترسل أكثر من ١٠٠ مليون دولار من الإمدادات، وكان من المقرر أن تصل أول رحلة عسكرية أمريكية، تحمل ٩٦٠ ألف اختبار سريع و١٠٠ ألف كمامة للعاملين الصحيين في الخطوط الأمامية، يوم الخميس.
قالت منظمة الصحة العالمية إن متغير الفيروس الذي يخشى أن يساهم في الكارثة في الهند تم العثور عليه الآن في أكثر من اثنتي عشرة دولة، لكن لم تصل خطورة هذا المتغير إلى حد القول إنه أكثر قابلية للانتقال وأكثر فتكًا وقدرة على تفادي اللقاحات.
وأشارت المنظمة إلى إن الموجة الثالثة من كورونا القاتلة في الهند كانت ناجمة عن عاصفة من التجمعات الجماهيرية، وانخفاض معدلات التطعيم، والمزيد من المتغيرات المعدية.
في حديثه يوم الثلاثاء الماضي، والذي نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، حذر المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، طارق جاساريفيتش، من إلقاء اللوم على طفرات الفيروس باعتبارها السبب الوحيد لتسونامي الحالات التي اجتاحت الهند في الأسابيع الأخيرة، مما دفع نظام الرعاية الصحية في البلاد إلى حافة الانهيار، وقال إن سلوك الرضا عن النفس قد لعب دورا في تسونامي الإصابات الذي أغرق الهند.
يُعتقد أن أحد أنواع فيروس كورونا المنتشر في الهند، أكثر عدوى، وفقًا لبعض الأبحاث الأولية من الأطباء.
قال جاساريفيتش: "لا يزال مدى مسئولية هذه التغييرات الفيروسية عن الزيادة السريعة في الحالات في البلاد غير واضح، حيث توجد عوامل أخرى مثل التجمعات الكبيرة الأخيرة التي ربما تكون قد ساهمت في الارتفاع.
قالت منظمة الصحة العالمية أيضًا إن ضغطًا غير ضروري على نظام الرعاية الصحية في الهند من قبل الأشخاص الذين كانوا يذهبون إلى المستشفيات في حالة من الذعر عندما يتمكنون من التعافي من كورونافي المنزل له دور أيضا.
أكد جاساريفيتش أن نحو ١٥ ٪ فقط من مرضى كورونا يحتاجون إلى العلاج في المستشفى وحث على الفحص الفعال وفرز المرضى لضمان حصول الأشخاص على الرعاية التي يحتاجون إليها.
سجلت الهند يوم الثلاثاء الماضى أكثر من ٣٠٠ ألف حالة إصابة جديدة و٢٧٧١ حالة وفاة جديدة، ومع ذلك، يعتقد خبراء الصحة أن الحصيلة الرسمية أعلى بكثير، مع اتهامات للولايات المكتظة بالسكان مثل أوتار براديش وجوجارات بتقليل عدد الوفيات والحالات الناجمة عن فيروس كورونا.
تسونامي الإصابات الذي ضرب الهند دفع قادة ودول العالم للحاق بركب المساعدات الموجهة لها في محاولة للسيطرة على الوضع الذي وصفه رئيس منظمة الصحة العالمية بإنه يفطر القلب.
قال رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن المنظمة سترسل ٤٠٠٠ مركز أكسجين إلى الهند وتعيد نشر أكثر من ٢٠٠٠ خبير في الهند من أجل جهود الاستجابة للوباء. كما أكد تيدروس: أن الوضع في الهند يفطر القلوب، مشيرا إلى إن المنظمة تفعل كل ما في وسعها لمساعدة البلاد على السيطرة على الوضع الحرج.
صباح الثلاثاء، هبطت رحلة من المملكة المتحدة تحمل الإمدادات الطبية الحيوية بما في ذلك أجهزة التنفس الصناعي في دلهي، كما تم نقل ست حاويات أكسجين من دبي.
وفي محادثة هاتفية بين رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، والرئيس الأمريكي، جو بايدن، تعهد بايدن "بدعم أمريكا الثابت" للهند من خلال توفير الإمدادات المتعلقة بالأكسجين واللقاح والمواد الأولية.
كتب بايدن على تويتر: "مثلما أرسلت الهند المساعدة إلى الولايات المتحدة في الوقت الذي تعرضت فيه مستشفياتنا للتوتر في وقت مبكر من الوباء، فإننا مصممون على مساعدة الهند في وقت الحاجة".
دفعت الأزمة الجيش الألماني إلى توفير معمل كبير لإنتاج الأكسجين للهند، بينما قالت فرنسا إنها سترسل إمدادات إلى الهند عن طريق الجو والبحر، بما في ذلك ثمانية مكثفات أكسجين وحاويات من الأكسجين السائل و٢٨ جهاز تنفس.
قال الاتحاد الأوروبي إنه سيرسل الأدوية والأكسجين إلى الهند في الأيام المقبلة، حيث قالت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، على تويتر: "يقوم الاتحاد الأوروبي بتجميع الموارد للاستجابة بسرعة لطلب الهند للمساعدة".
كما جاءت تعهدات الدعم من الدنمارك والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وأستراليا وبوتان، وقالت المملكة الصغيرة المجاورة للهند إنها سترسل "بضع مئات من اللترات الاحتياطية" من الأكسجين بمجرد أن يتم إنشاء وتشغيل مصنع الأكسجين الذي تم بناؤه حديثًا.
في مارس، منحت الهند بوتان أكثر من نصف مليون لقاح أكسفورد / أسترا زينيكا، مما ساعد البلاد على تنفيذ واحدة من أسرع عمليات التطعيم في العالم، حيث لقحت ٩٣٪ من السكان الصغار في ١٦ يومًا فقط.
يخشى الكثير من أن المساعدات الدولية التي يتم إرسالها إلى الهند لن تكون كافية لسد الفجوة الحادة في إمدادات الأكسجين، والتي أثرت على المستشفيات في دلهي وأوتار براديش، على الرغم من إصرار رئيس وزراء الولاية على "عدم وجود نقص في الأكسجين"، وتهديد المستشفيات الخاصة بتهم جنائية إذا "نشرت إشاعات" حول ندرة الأوكسجين.
قالت أستراليا إنها ستعلق الرحلات الجوية المباشرة من الهند حتى ١٥ مايو على الأقل بسبب ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا، ووضعت تايلاند وبنغلاديش وسنغافورة والمملكة المتحدة بالفعل قيودًا على السفر الجوي من الهند.
في دلهي، تصاعد الدخان من عشرات المحارق المضاءة داخل موقف للسيارات تحول إلى محرقة مؤقتة للجثث.
وقال جيتندر سينغ شانتي الذي ينسق عمليات حرق نحو ١٠٠ جثة يوميا في الموقع الواقع شرقي المدينة: الناس يموتون ويموتون فقط، وإذا كان هناك المزيد من الموتي فسوف نحرق الجثث على الطريق".