الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

اغتنموا العشر الأواخر من رمضان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتصف شهر رمضان، وقارب الضيف الكريم أنّ يفارقنا، ومع ذلك فلا زالت الفرص قائمة والأبواب مُشرعة، ليستدرك المتخلف ويلتحق المحروم ويستيقظ الغافل، قبل دخول العشر الأواخر التي ميزها الله بميزات جعلتها أفضل ليالي العام، لأن فيها ليلة القدر التي هي خيرٌ من ألف شهرٍ، حيث يُعدّ العمل فيها أفضل من عمل ألف شهر فيما سواها؛ أي ما يقدّر بثلاثٍ وثمانين سنة وأربعة أشهر؛ فهل من مشمّر لاستثمار ما بقي من موسم الخيرات الوفيرة والأجور الكثيرة والفضائل العظيمة؛ فعلى الرغم من أنّ العمل في شهر رمضان مُضاعف، إلّا أنّه مُضاعف أيضًا في هذه الليلة أضعافًا كثيرةً لا يعلمها إلّا الله؛ قال تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [سورة القدر: 3]، وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه» [رواه البخاري ومسلم]، ومعنى قوله «إيمانًا واحتسابًا» أي: تصديقًا بالله وبفضل هذه اللَّيلة، وفضل العمل فيها، وبما أعد فيها من الثواب.
العشر الأواخر من رمضان وقتها قصير لا يحتمل التقصير؛ فينبغي على المسلم الجدّ والاجتهاد في العبادة، وعليه أنّ يُحسن اغتنام هذه الأوقات الفاضلة، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم؛ فقد وصفت السيدة عائشة رضي الله عنها، حال النبي في العشر الأواخر قائلةً: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر، ما لا يجتهد في غيره» [رواه مسلم]، فكان النبي إذا جاء العشر الأَواخر من رمضان، يجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها؛ فيزيد الطاعة والعبادة، والتقرب إلى الله، ويعتكف في مُصلاه، ويعتزل النساء؛ حتى يُدرك ليلة القدر التي هي خيرٌ من ألف شهرٍ، وجاء في الصحيحين عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله»، وهذا كناية عن أنه يجعل كل الاهتمام في العشر الأواخر لعبادة الله عزَّ وجلَّ، ولا يشغله شيء من أمور الحياة عن العشر الأواخر؛ فالإحياء لا يقتصر على الصلاة، بل قد يكون بعباداتٍ أخرى، كالذكر، وتلاوة القرآن، والصدقة، وغيرها، أسأل الله عزَّ وجلَّ أن يجعل هذه العشر وما بعدها أيام خير وبركة علينا وعلى جميع المسلمين، وأن يعيننا على اغتنامها على الوجه الذي يرضيه.