الصلف الإثيوبى والتعنت والسعى الدائم لمعاداة ليس فقط دول الجوار، لكن الدول الأفريقية عامة، طريقة قديمة جديدة يسعى من خلالها رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد للتغطية على فشله وسياسات العنصرية التى تعصف ببلاده وتشيع الفوضى في مختلف أرجائها.
«اصطناع عدو خارجي»، تلك السياسة التى يعول عليها آبى أحمد للتغطية على جرائمه التى يرتكبها بحق شعبه، فبعدما خدع الجميع بمعسول الكلام في بداية حكمة، وسعى لإصلاح الخلافات التى تعصف بالمجتمع والقبائل، ظهر على حقيقته عندما استخدم بعض القبائل كمخلب قط ضد القبائل الأخرى، وأشعل نارا تحرق الروابط والقيم التى كانت تسود المجتمع الإثيوبي.. ومع اشتداد المظاهرات والمسيرات المناهضة لآبى أحمد وسياساته واتجاه البلاد نحو الفوضى والحرب الأهلية بسبب سياساته العنصرية والقمع الذى يتعرض له الجميع، واستقوائه بدول خارجية لقتل شعبه، لجأ النظام الحالى للعداء مع الخارج لتوحيد الشعب الإثيوبى المنقسم، ولحشد التأييد خلف النخبة الحاكمة، ولإضعاف النخب المعارضة، التى تشكك في مصداقية وجدية النخبة الحاكمة في أديس أبابا.
«البوابة» تحاول في الحلقة الثانية من هذا الملف المفتوح تسليط الضوء على المشكلة الحقيقة التى تهدد ليس فقط إثيوبيا وحدها ولكن المنطقة بأكملها، فتطورات الأوضاع تشير إلى أن الأمور وصلت لحافة الهاوية التى تسبق نيران المدافع، ويأمل العقلاء نزع فتيل الأزمة قبل أن تحرق الجميع، وأولهم من أشعلها.
