الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مكرم محمد أحمد وحماية الوحدة الوطنية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
علاقة الأستاذ مكرم بالبابا شنودة وعودته للدير من التحفظ
رحل الكبير مكرم محمد أحمد في وقت عز فيه الكبار كثيرون سوف يكتبون عنه في مجالات مختلفة كصحفى ورجل دولة ونقيب، ولكنى اخترت أكتب عنه في دورة بحماية الوحدة الوطنية ومساندة الدائمة للأقباط وما قدمه كوسيط لعودة البابا شنودة الثالث من الدير 1985، وقد اخترت مقتطفات من حوارات معه وفى رحيل البابا شنودة قال الأستاذ مكرم:
«عرفت البابا من أربعين سنة وزرته مع حمدى الجمال عقب جلوسه على الكرسى البابوي، ودعوناه ليقول محاضرته عن فلسطين الحق الفلسطينى وعروبة القدس، وجاء إلى النقابة كزميل صحفى وقال محاضرته وكان لها أثر كبير جدا في الرأى العام المصرى والعربي، لذلك كانوا في البلدان العربية يسمونه «بابا العرب» وكتبت بعد مبادرة السلام أحييه على قراره بتأجيل زيارة الأقباط إلى القدس لحين زيارتها مع أخوتهم المسلمين، لأن هذا القرار كان قرارا حكيما وصوابا للكنيسة حينذاك، ويدل على أنه رجل عميق الحكمة لأن تأجيل الزيارة للقدس كان يعبر عن عمق حقيقى ورؤية مستقبلية لأن وقتها كانت «الفتن الطائفية» مستشرية ولذلك قرار البابا حفظ وحدة مصر الوطنية.. لا يختلف أحد أن البابا شنودة أحد المثقفين المصريين البارزين ويحفظ الشعر العربى ويعرف تاريخ الفكر الإسلامي، وكان يمتلك مسحة إنسانية راقية من السخرية ويضحك بصفاء حتى دموع عينيه، شخصية شربت من مياه النيل حتى ارتوت، قادم إلينا من عمق هذا الوطن، ولذلك امتلك هذا التكوين الثقافى الخاص، كل ذلك جعلت الديار المصرية بأكملها تحبه وتحزن عليه بعد رحيله».
ويضيف الأستاذ مكرم محمد أحمد عن مساندته وزياراته للبابا في التحفظ بدير الأنبا بيشوي:
«كانت العلاقة متوترة بين البابا والسادات منذ رفض البابا أن يكون جزءا من التطبيع مع إسرائيل بعد معاهدة السلام... وكان السادات يرى البابا شنودة زعيما، في حين كان البابا يرى نفسه فقط راعيا مسئولا عن أولاده من الأقباط... وفى سبتمبر أصدر السادات أمرا باعتقال آلاف المصريين من كل التيارات وكان من بينهم 8 أساقفة و24 كاهنا وأكثر من 100 قبطى بين سياسى وخدام بالكنائس... وأصدر أمرا بالتحفظ على البابا شنودة الثالث بالدير... وإلغاء قرار التعيين الصادر من الرئاسة باعتماد الأنبا شنودة كبطريرك للكنيسة القبطية...البابا تقبل الأمر بهدوء.. هو راهب وقضى سنوات في مغارة لا يرى وجه إنسان... وحتى بعد تجليسه كان يقضى نصف يومه بالدير... وقال البابا المقر البابوى حيثما يكون البطريرك... وكان يرعى شئون الكنيسة من داخل قلايته بدير أنبا بيشوي.
ويضيف الأستاذ مكرم محمد أحمد: «أشهد أن البابا لم يذكر السادات يوما بلفظ خارج أو حتى كلمة غاضبة وهو ما أثار دهشتى طوال زيارتى له».
«أمضى البابا شنودة في الدير أربعين شهرا ألف فيها 16 كتابا أهداها لى وفى زياراتى له كنت أراه يزرع حديقة الدير وعاش في خلوة مع الله يستمد منه القوة حتى نجحنا في أن يفرج الرئيس الراحل مبارك عنه في 1985 ليعود إلى الكرسى البابوى».
رحم الله الأستاذ والبابا وعوض الله مصر عنهما كل خير.