يتحمل الحاكم مسئولية كبيرة في صناعة نهضة وطنه، ويتحمل أيضًا مسئولية تشكيل الوعي ودعم المواطنة. وعبر التاريخ عاشت مصر مواقف عظيمة وخاصة بعد حقبة صعبة من حكم المماليك والعثمانيين وقدوم الحملة الفرنسية إلى مصر والتي كشفت عن حجم الجهل والرجعية الذي عاشته مصر إثر هذا الاحتلال، ونتج عنه موروثات بعضها يعيش حتى الآن بشكل متفاوت.
وبعد تولي محمد علي باشا الحكم عام ١٨٠٥م صنع حالة مختلفة، ونجح في إعادة مصر إلى النور، وأرسل بعثات علمية إلى فرنسا، وعادت ومعها علم وتنوير في مجالات عدة، وتولى سليمان باشا الفرنساوي وزارة دفاع مصر.
وأصبح صهرًا لمحمد علي باشا، والذي ورث أحفاده تطورا ملحوظا وصل ذروته في عصر الخديوي إسماعيل، وبعد قرابة مائتي عام من تولي الباشا كادت تحدث رِدَّة حضارية بسبب دعوات جماعات الرجعية والتخلف وخلطهم الأمور وبعد ثورة ٣٠ يونيو أدرك الرئيس عبد الفتاح السيسي أن دعم مصر يستمر بالحفاظ على هويتها وتاريخ الأجداد، ونعيش مرحلة من أهم مراحل مصر في صناعة وإعادة بناء البنية التحتية والقضاء على العشوائيات، وترسيخ منظومة حقيقية من التقدم ومواكبة العصر..
أيام فصلت بين افتتاحه مدينة الدواء وبين احتفالية عظيمة لنقل مومياوات الأجداد في مشاهد أبهرت العالم، وجددت شعبية الرئيس السيسي في الداخل والخارج، وبعدها بساعات وصلت أنباء تعنت إثيوبيا في ملف سد النهضة، ونعيش حالة من التضامن من الشعب بكل فئاته مع جيش مصر العظيم وقياداته رافضين مراوغة إثيوبيا ومن خلفها يريد ابتزاز مصر.
وهذة الحالة ليست صنيعة الإعلام أو دغدغة المشاعر، ولكن لأن الشعب رغم الأزمات الاقتصادية التي يعانيها العالم والشرق الأوسط.. نجحت مصر في استمرار مسيرتها التنموية، ومن هنا بدأ يشعر الشعب بقوة وإرادة القيادة السياسية، وخاصةً أنه يخطو خطوات ثابتة نحو عصر جديد يدعم المنظومة التي أرهقها الروتين واغتال الفساد فيها مساحة كبيرة عبر سنوات طويلة.
لقد أصبح الرئيس السيسي راعيًا فِعليًّا للتنمية والتنوير محافظًا على بنيان مصر من أي تصدُّع، وسيكتب التاريخ ملحمة مصر وصمودها ضد من أراد زعزعة استقرارها.. سيكتب التاريخ أن استقرار مصر هو استقرار لمنطقة كاملة، وأن جيش مصر وطني يحمي ولا يهدد يقاوم ولا يبتز وأن قائد مصر تعامل مع ملفات حساسة بثبات وإرادة وحنكة بدون مزايدات.
حفظ الله مصر وشعبها.