الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عيد المرأة.. باقة ورد على الشهيدات وأمهات الشهداء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحية خاصة للقيادات النسائية الصحفية ومنهم داليا عبد الرحيم

حينما نحتفل اليوم بعيد المرأة العالمي، وكيف سقطت أول شهيدة برصاص الاحتلال البريطاني «شفيقة محمد» في يوم السادس عشر من مارس عام ١٩١٩ وهو اليوم الذي اعتبرته الدولة بعد ذلك يومًا للمرأة المصرية تقديرًا لجهودهن الوطنية.. ونتذكر من رائدات العمل الوطني، هدى شعراوي وسيزا نبراوي، علينا نتذكر أول وزيرة مصرية حكمت أبو زيد، ونتذكر الصحفيات الأوائل اللاتي كن مؤسسات صحف وقيادات صحفية مثل روزا اليوسف، ومن بعدها إقبال بركة، وسناء البيسي وفريدة النقاش وأمينة النقاش، ونفخر أن رئيسة تحرير البوابة الزميلة داليا عبد الرحيم.

كل ذلك نتيجة نضال النساء المصريات من ثورة 1919 وحتى ثورة 30 يونيو.

قبل ثورة ١٩١٩ كانت هناك جهود للمطالبة بإصلاح أحوال النساء ولعل أبرزها يتمثل في كتابات قاسم أمين الذى تحول من موقفه المعارض لتعليم المرأة وخروجها فى المجال العام إلى داعم لقضاياها وحقها في التعليم والعمل وكذلك ممارستها لحقوقها السياسية لكى تخطو على خطى مثيلتها بالمرأة في الغرب، وسبب التحول في أفكار أمين كانت نازلي فاضل إحدى حفيدات محمد على والتي اشتكت مقالات «أمين» إلى أحمد لطفى السيد ودعته لحضور صالونها الثقافي، فلما أعجب بشخصيتها وثقافتها كتب مدافعًا عن النساء وحقوقهن في كتابيه «تحرير المرأة» و«المرأة الجديدة». في نفس الوقت كانت هناك أقلام تنويرية تطوعت للدفاع عن النساء ورأت في إصلاح أوضاعهن صلاحا للمجتمع بأكمله، ومنها مجلة الفتاة لهند نوفل وذلك في عام ١٨٩٢، كما أسست عددا من سيدات الطبقات الراقية جمعية باسم «الرقى الأدبي للسيدات» في عام ١٩١٤ والتي كان تحضرها نساء الطبقات الراقية ويحاضرها بها عدد من الأجنبيات. لكن القفزة الثانية بدأت مع ثورة 1919، واليوم 8 مارس عيد المرأة ولا يفوتنا أن ذلك العيد ارتبط بدور المرأة المصرية في تلك الثورة، ونضالها حتى الاستشهاد، وجاء هذا الدور العظيم الذي فاجأ العالم والمحتل البريطاني.. بعد سنوات من الحجاب ومنع النساء من الخروج إلى الأماكن العامة وعدم مخالطة الرجال، شاركت النساء لأول مرة في تظاهرات نسائية للمطالبة برحيل الإنجليز عن مصر، والسماح للوفد المصري بالسفر لعرض مطالبهم وكذلك شاركت المرأة في المظاهرات المطالبة بالإفراج عن سعد بعد نفيه خارج البلاد، حيث سقطت أول شهيدة برصاص الاحتلال البريطاني «شفيقة محمد» في يوم السادس عشر من مارس عام ١٩١٩ وهو اليوم الذى اعتبرته الدولة بعد ذلك يومًا للمرأة المصرية تقديرًا لجهودهن الوطنيةوفي السادس عشر من مارس عام ١٩٢٣ شهد تدشين الاتحاد النسائي المصري، على يد «هدى شعراوي»، والذى كان يمثل أهم جمعية نسائية في العالم العربي وأكثرها تقدمًا في الفترة بين العشرينيات وحتى الأربعينيات. من ابرز تلك النساء والرائدة العظيمة: هدى شعراوي وبعد نجاح الثورة وتحقيق أهدافها، وجلاء الإنجليز عن مصر في عام ١٩٢٢، وصدور دستور ١٩٢٣، وضعت هدى شعراوي على عاتقها مسئولية حماية حقوق النساء اللاتي شاركن في الصفوف الأمامية منعا لضياع حقوقهن من قبل حزب الوفد، والذي عمدت قيادته إلى تنحية المرأة وممثليها من النساء، ولتحقيق هذه المهمة دشنت «شعراوي» الاتحاد النسائي العام في عام ١٩٢٣ لحفظ حقوق النساء اللاتي شاركن فى الثورة وحتى لا يضيع جهودهن هباء، تمكنت من خلال التنظيم من مخاطبة المسئولين في مصر وخارجها حول أوضاع النساء والمطالبة بحقها في التعليم الابتدائي الإلزامي وكذلك تمهيد الطريق أمامهن للتعليم العالي لمن تريد منهن استكمال تعليمها، كما طالبت أيضًا بوضع حد أدنى للزواج يصل إلى ١٦ عاما -في هذا الوقت- الذى كان يتم فيه تزويج الفتيات في سن التاسعة والثالثة عشرة وبالتالي حرمانهن من التعليم. ولم تكن هدي شعراوي بمفردها، بل هناك السيدة صفية زغلول، وسيزا نيراوي، ونبوية موسي، كان من نتائج الثورة أيضًا تأسيس المعلمات جمعية المرأة الجديدة، وكان ملحقا بها مدرسة لتعليم البنات، وتألفت لجنة مركزية للسيدات بحزب الوفد، ورغم كل هذه الجهود صدر دستور ١٩٢٣ ولم يمنح المرأة حقها السياسي ولكنه ألزم بتعليم الفتيات. لم تجعل «شعراوي» دور الاتحاد منصبًا على قضايا المرأة فقط بل جعلته أيضًا منبرا للإدلاء بآراء النساء في الكثير من القضايا الوطنية ومن بينها انفصال مصر والسودان والقرار الذي ترفضه شعراوي واتحاد النسائي العام وهو ما سبب خلافا كبيرا مع سعد زغلول وحزب الوفد. وضعت ثورة ١٩١٩ حجر الأساس للمطالبة بحقوق أكبر للنساء، ففي مارس ١٩٥٦ صدر قانون مباشرة الحقوق السياسية والذي أعطى النساء حق الترشح والتصويت لأول مرة بعد سنوات من المطالبة، وكان لاعتصام درية شفيق أثر كبير في الاستجابة لها صفية زغلول صفية مصطفي فهمي، كانت من أبرز الشخصيات التي أسهمت بشكل كبير في إشعال دور الثورة ولقبت بـ«أم المصريين» لنضالها الوطني وكانت بشجاعتها تقود المظاهرات النسائية كما شاركت تكوين هيئة وفدية من النساء عام 1919، بهدف تحقيق المطالب القومية للمرأة المصرية وكان لأم المصريين دورًا في إلهاب حماسة السيدات عندما كانوا مجتمعين في منزل سعد زغلول وأكدن مطالبهن القومية، التي كان على رأسها تعليم المرأة حتى مرحلة الجامعة، والسماح لها بالانخراط في العمل السياسي، وتكوين الأحزاب، والإسهام في دفع عملية التنمية والإصلاح سيزا نبراوي: «زينب محمد مراد» عرفت في مصر بـ«سيزا نبراوي» وتعتبر من رائدات الحركة النسائية حيث اشتركت في تنظيم وقيادة أول مظاهرة نسائية ضد سلطات الاحتلال الإنجليزي، هاتفة لثورة 1919 وبحياة سعد زغلول ومترحمة على أرواح الشهداء. شهيدات الثورة: سقطت العديد من الشهيدات في ظل تلك المظاهرات الصاخبة، إذا اختلفت الرواية في أولوية السبق لأولهم ولكنهم الثابت أن كلهن شهيدات جمعتهم نفس الشجاعة وخرجن في سبيل تحرير الوطن وهم «شفيقة محمد»، و«فهيمة رياض»، و«عائشة عمر»، و«حميدة خليل»، «سيدة حسن» من عابدين وإلى جانب أخريات مجهولات. حميدة خليل خرجت تقود مظاهرة نسائية من حي الجمالية تترأس المظاهرة بهتافات أمام الاحتلال البريطاني، وتطالب بعودة الزعيم المنفي سعد زغلول، وأمام مسجد الإمام الحسين أصيبت برصاصة في صدرها في يوم 16 مارس 1919.

شفيقة محمد كانت ضمن المشاركات في مظاهرة نسائية إلى مقر المعتمد البريطاني آنذاك «ملن سيتهام» وبالقرب من المقر لقو حصارًا من الإنجليز لإجبارهم على الابتعاد ولم تهدأ شفيقة بل اندفعت وهي تحمل العلم المصري في يدها وبيان الاحتجاج في يد أخرى ولكن سرعان ما أصيبت برصاصات في صدرها وبطنها أنهت حياتها.

وهكذا يبدو أننا لا نتقدم فمن مائة عام خلعت المرأة الحجاب وخرجت والآن هناك من يطالبون بعودتها للمنزل وللأسف لديهم نواب وأحزاب.. للأسف؟!!