السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

فرنسيس قديس وصوفى برتبة بابا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جاء إلى أرض سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء يحاول أن يلملم بقايا محبة اختلطت بدماء الإخوة الأعداء، وداست أقدامة على تراب أهلكة الموت وهو أرض الحياة.
قديس معاصر برتبة بابا، أحب السينما والموسيقى الشعبية ورقص التانجو وشجع فريق برشلونة لكرة القدم. ـ راهب يسوعى من رهبان لاهوت التحرير السلمي المنحاز للفقراء وضد الظلم زيارة البابا فرنسيس للعراق لها معنى خاص، البابا يختلف عن معظم الباباوات الذين جلسوا على كرسى روما طوال القرن العشرين، يتخطى دائما البروتوكولات الفاتيكانية، ولا تنطبق علية التحليلات التى تتعامل معة على أنه فقط رئيس الكنيسة الكاثوليكية.. أكبر كنيسة فى العالم.. بل قديس معاصر برتبة بابا.. لم يلتفت إلى الصراع الدائر والخفى بين الدواعش والعراق، سواء كانوا الدواعش الذين يتحركون على الأرض، والذين يمولونهم من الحركات الوهابية، أو مخابرات الدول الكبرى والصغرى التى تخطط لهم وتقدم لهم الرؤية والمعلومات، ومن هذا المنطلق كان هناك تحد حول تأمين زيارة البابا فرنسيس للعراق، بل وارتفعت بعض الأصوات "المرتعشة"، تلمح بمدى الخطر الذى قد يتعرض له صاحب القداسة البابا فرنسيس، الا أننى أعتقد ان كل هؤلاء المرتعشين لا يعرفون صاحب القداسة، كراهب يسوعى ورئيس أساقفة وقديس معاصر برتبة بابا كما طوبة الفقراء واللاجئين والمهمشين فى كل انحاء العالم ومن مختلف الأديان، ففى لقائه قبل الزيارة مع الصحفيين قال " إنه لن يتوقف أمام ما حدث فى العراق، ولكنه وبكل إصرار واقتناع قام برحلته إلى العراق، فى موعدها ". أعتقد أن "الدواعش" وأعداء الزيارة، يدركون أهمية زيارة القديس فرنسيس للعراق أكثر من بعض الذين يعملون على "بيزنس الزيارة " سواء دينيا أو سياسيا محليا أو دوليا. هذا القديس الفقير ومشروع الشهيد وشفيع المرضى والفقراء واللاجئين عاش كل تل الخبرات فى حياتة. ولد صاحب القداسة في العاصمة الأرجنتينية بوينس ايرس، لماريو خوسية بيرجوليو وريجينا سيفورى ماريا فى عائلة مكونة من خمسة، وهو أكبر أشقائه الأربعة، وكانت أسرة والدته قد هاجرت من إيطاليا هروبا من الفاشية لذلك كان الطفل معنى اللجوء ومرارته الأمر الذى دفعه أن يبيع سيارته ويتبرع بثمنها للاجئين، كان والده يعمل فى السكة الحديدية ووالدته ربة منزل. تلقى الفتى تعليمه الابتدائى فى مدرسة للآباء السالزيان،ثم فى الجامعة ببيونس إيرس تخصص فى الكمياء، وحصل على الماجستير،وفى الرهبنة اليسوعية حينما كان يبلغ 21 عاما قدم النذور الرهبانية فى 12 مارس 1960،ودرس العلوم اللاهوتية والفلسفة وتابع دراسته فى الأدب وعلم النفس، وسيم كاهنا فى 13 ديسمبر 1969، وبعد فترة وجيزة تعرض لمحنة صحية أدت إلى استئصال إحدى رئتيه، بعد صراع مع المرض ثلاثة سنوات، ثم عمل معلما للرهبان اليسوعين فى إسبانيا، واختير بعدها رئيسا إقليميا للرهبنة اليسوعية بالأرجنتين منذ 22 أبريل 1973،وحتى نهاية 1979،ثم عاد إلى التدريس فى جامعة سان ميجل، حتى وصل إلى عميد المعهد اللاهوتى فى سان ميجل وفى 1986 حصل على الدكتوراه،وسيم أسقفا مساعدا لرئيس أساقفة بيونس إيرس الكاردينال أنطونيو كاراكينو فى 1992 بعد اختيار البابا يوحنا بولس الثانى له،ثم رئيسا لأساقفة المدينة 1998، وهنا بدأت رحلة بورجوليو بالفقرالاختيارى والتواضع والانتصار للفقراء والعدالة الاجتماعية وكان نصيرا لرهبان لاهوت التحرير السلمى فى نضالهم ضد الظلم والديكتاتوريات فى أمريكا الجنوبية،وعاش رئيس الأساقفة مثله مثل الفقراء فى شقة متواضعة من غرفة واحدة،وفى 2005، فى تلك الأثناء وفى زيارتى للأرجنتين شاهدتة يساهم فى إحياء ذكرى الشهداء اليسوعيين الذين استشهدوا دفاعا عن أفكار لاهوت التحرير، وعرفت أنه فى كل خميس عهد كان يذهب للسجون ويغسل أرجل السجناء والسجينات من سن 14 ل 21، وفعل مالم يفعلة بابا من قبل حيث غسل فى زيارة لأحد السجون فى خميس العهد أرجل فتاتين مسلمتين كان ضمن السجينات التى طبق عليهم الأسقف رتبة غسل الأرجل. أبانا الذى قادم الينا رغم المخاطر ليتقدس اسمك،ونتبارك بزيارتك، ولو بيدى لغسلت أرجلك بدموعى وعطرتهما مثلما فعلت ساكبة الطيب. شكرا قداسة البابا على كل المعاني التي تريد تجسيدها في تلك الزيارة والتى أتمنى أن تتغلب على كل من يريد أن يستغلها سياسيا أو مذهبيا أو دينيا.