الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

رؤية بابوية للحوار السني المسيحي الشيعي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قبل ان تحلق طائرة البابا فرنسيس متجهة نحو بغداد بدأت ارهاصات كل المؤشرات السياسية والدولية تسبقة إلى هناك مرتدية عقالات إسلامية، وانما تعكس محاولات دولية خاصة روسية، ولذلك من المفيد مراجعة احتفاء الإدارة والإعلام في روسيا بالترجمة الروسية للرسالة البابوية الخاصة بزيارة العراق، وقبل ان نتحدث عن الترجمة تجدر الاشارة إلى ان من قام بترجمتها هو "فرع المنتدي الإسلامي العالمي بروسيا" ـ الذي يغلب علية الانتماء الشيعي ـ، والمنتدى الإسلامي العالمي للحوار (المنظمة الام)، منظمة غير ربحية تأسس عام 1996 م للنهوض بمهمة الحوار، وتأصيل مفاهيمه، ووضع الضوابط والآليات، وتحديد الوسائل اللازمة لتحقيق الأهداف البناءة للحوار، وللتنسيق بين المنظمات الإسلامية في هذا الميدان.. فهو ينسق بين أكثر من مائة منظمة إسلامية غير حكومية، في جميع أنحاء العالم، ومنها:
الأزهر الشريف - القاهرة
رابطة العالم الإسلامي - مكة المكرمة
مؤتمر العالم الإسلامي - كراتشي
المؤتمر الإسلامي العام لبيت المقدس - الأردن
الندوة العالمية للشباب الإسلامي - الرياض
مجمع أبو النور الإسلامي - دمشق
وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية - المغرب
المجلس الأعلى الإندونيسي للدعوة الإسلامية - جاكرتا
الاتحاد الإسلامي للمنظمات الطلابية - تركيا
الاتحاد الإسلامي لأمريكا الشمالية - أمريكا
المجلس الإسلامي العالمي - لندن
اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا - فرنسا
اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا- سويسرا
وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف - دبي
وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية - قطر
وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية - الكويت
الجامعة الأمريكية المفتوحة - أمريكا
منظمة الدعوة الإسلامية - السودان
دار الفتوى - لبنان
جمعية الوقف الإسلامي للتربية والإرشاد - نيجيريا
اي ان كل تلك المنظمات وفي مقدمتها الازهر الشريف أعضاء في ذلك المنتدي العالمي الذي سارع الفرع الروسي منه بترجمة الرسالة البابوية إلى الروسية، مما جعل البابا يرد على تلك المبادرة معربا 
جهتة عن سعادته وتأثره بأن مَن قام بهذه الترجمة إلى اللغة الروسية هو المنتدى الإسلامي العالمي. وتابع البابا معربا عن قناعته بأن التأمل والحوار حول هذه الرسالة العامة يمكن أن يكونا مفيدَين لا فقط للفيدرالية الروسية، حيث يُنتظر نمو الحوار بين المسيحيين والمسلمين، بل للعائلة البشرية بأسرها. وأضاف أن في العالم المعولم والمترابط الذين نعيش فيه يكون لفعل في زاوية منه تأثير في كل مكان آخر.
نعود إلى المنتدي الإسلامي العالمي للحوار له اتفاقات عديدة خاصة مع كل من: وأعضاء المجلس البابوي للحوار بين الأديان - (لجنة الاتصال الإسلامي الكاثوليكي) - المجلس البابوي للحوار بين الأديان ـ الفاتيكان، مركز المجد القومي الروسي ـ موسكو ـ روسيا، ومعهد الشرق الأوسط للسلام والتنمية ـ نيويورك، ومجلس كنائس الشرق الأوسط - القاهرة.
يرتبط بذلك السياق ان كل من السعودية والإمارات قد رحبا بتلك الزيارة، ويُذكر أن منصة الحوار والتعاون التي أصدرت بيان الترحيب السعودي، من بين أهم القيادات والمؤسسات الدينية المتنوعة في العالم العربي، هي منصة إقليمية أطلقت في شهر فبراير 2018م بمبادرة من مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد)، وتعد منصة الحوار الأولى من نوعها في العالم العربي التي يعمل من خلالها القيادات والمؤسسات الدينية ونشطاء الحوار في المنطقة بالتعاون مع كايسيد على تعزيز ثقافة الحوار والعيش المشترك، وبناء التماسك الاجتماعي في المنطقة انطلاقًا من أسس المواطنة المشتركة.
اما تأييد الإمارات وترحيبها بالزيارة فلة من الاهمية القصوي لانها صاحبة أو وثيقة اخوية بين الفاتيكان والسنة ممثلة في الامام الأكبر للسنة وشيخ الازهر محمد طنطاوي، بما يعني ان زعماء السنه يرحبون بتلك الزيارة بما فيها من في زيارة المرجع السيستاني بالنجف، وزيارة ضريح الإمام على.. كل الدول الإسلامية التي زارها البابا الجديد هي ذات غالبية سنية.
ولا ننسي ان الفاتيكان له من قبل اتفاقيات من قبل مع شيخ شيوخ السنة أحمد الطيب، وأمير المؤمنين ملك المغرب، وقّع وثائق وعهودًا. واليوم يكمل عهده مع المسلمين بالتلاقي على وثيقةٍ مع المرجع السيستاني أعلى مراجع الشيعة في العالم.. وهكذا فإنّ البابا يبعث برسالة للمسلمين أيضًا بضرورات التلاقي والتوحد في وجه الإرهاب والاضطراب واستخدام الدين في التنازع والاحتراب، والاستحثاث على إعادة بناء دولهم الوطنية، دول الحقوق والاستقلال والاستقرار بالمواطنة الكاملة والدولة القوية والعادلة.
اذن الرسالة الأساسية بدات في الوضوح وهي الحوار السني الشيعي.
وكما عبر الزعيم الروسي من قبل جوزيف ستالين في الأربعينات قائلا:" قد لا تكون لدى البابا فِرَقٌ للدبابات. لكنّ البابا يملك قوةً معنويةً هائلة، نابعة من قوة المؤسسة ورمزيتها، ونابعة أيضًا من مرجعيتها الأخلاقية العالية. البابوية فعّالةٌ في العلاقات الدولية، وفي انتشارها العالمي، وفي دبلوماسيتها الهادئة وذات الأفق الشاسع".
هكذا تتبلور ارهاصات رحلة البابا إلى العراق.
إنها أول رحلة بابوية على الإطلاق إلى العراق، حيث إنّ البابا يوحنا بولس الثاني قد قام بزيارة روحيه إلى العراق عام 2000. وهذه الزيارة الفعلية لتعكس وتؤكد أهمية العراق موطن الأديان والأنبياء وأتباعهم، ومكانته الإستراتيجية، لانها تمثل كل الصراعات الدينية والمذهبية وما يتبعها من كفلاء يمثلون صراعات دولية خاصة الصراع السني الشيعي الذي يتجسد في الصراع العربي الايراني والأمريكي الإسرائيلي الايراني. 
كما إن الزيارة إلى مدينة أور التاريخية واللقاء بممثلين عن مختلف أديان وطوائف العراق تُعدان حدثًا رمزيًا ذا أهمية كبرى، وهو حدث سيُعمّق الوحدة بين العراقيين على اختلاف انتماءاتهم وعقائدهم الدينية، وبخاصة أن العراق يعد مهدًا لحضارات وثقافات متنوعة 
لذلك كلة ثمنت منصة الحوار كافة اللقاءات والزيارات التي سيعقدها البابا فرنسيس في كل من بغداد وأربيل ومناطق أخرى من العراق، وتتطلع أن تسهم المحادثات مع القيادات الدينية المتنوعة وصانعي السياسات بمزيد من دعم الاستقرار وبناء التماسك الاجتماعي بين مختف الأطياف الدينية والقومية والإثنية ليس في العراق فحسب وإنما أيضا فيما تمثلة الصراعات العراقية من امتدادات دولية وشرق أوسطية أخرى.
هذه مجرد بداية إرهاصات لمنحي ديني ومذهبي ودولي للزيارة، ولكن تجدر الإشارة أن الأزهر الشريف بقيادة الإمام الأكبر للسنة في العالم والكنائس القبطية خاصة الأرثوزكسية والإنجيلية لم تصدر حتى ظهر الجمعة أي بيانات.