الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تليفزيون البوابة

شاهد | محمد عليوة.. يستخدم هاتفه بلسانه لصناعة الفيديوهات

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"محمد عليوة" ليس مجرد "يوتيوبر" أو صانع فيديوهات ذاع صيته على مواقع التواصل الاجتماعي بمحافظة بورسعيد، ولكنه أيقونة للتحدي بعدما رفض الاستسلام لإعاقته نتيجة إصابته بالشلل الرباعي، ونجح في استخدام هاتفه بلسانه لصناعة فيديوهات هادفة تدعوا للأمل والتفاؤل، الأمر الذي دفع أهالي بورسعيد لإطلاق عليه اسم "قاهر الإعاقة".
وداخل أحد العقارات في حي الزهور، أحد الأحياء الشعبية ببورسعيد، التقت "البوابة نيوز" به داخل منزله والذي تحدث - بثقة في النفس مرتفعة ولباقة في الحديث - قائلا: "أنا مواليد عام 1986، وقبل إصابتي كنت أعمل في مصنع وأعيش حياتي مثل أي شاب، وفي أحد أيام الجمعة، ذهبت أنا وخطيبتي إلى البحر وصعدت أعلى الكازينوا العائم كعادتي لأقفز منه إلى البحر، ولكن تلك المرة كانت مختلفة فلقد سقطت على رأسي، ونتج عن ذلك كسر في الفقرتين الـ6 و7، وأصيبت بشلل رباعي، وأخبرني الأطباء أن إصابات الحبل الشوكي ليس لها علاج، وأيقنت هنا معنى أن الإنسان ضعيف مهما كانت قوته أمام قوة وإرادة الله تعالى".
وبنبرة فخر بما يقوم به، أكمل "قاهر الإعاقة" حديثه:"قررت أن يكون لي حياة جديدة رغم الشلل الرباعي، ففكرت بعقلي الذي أنعم الله به على، وبدأت استخدم لساني في التعامل مع (الريموت كنترول) وجلست 3 سنوات كل ما أقوم به هو مشاهدة التلفزيون وأنا نائم على السرير، وبعدها تزوج أخي (إسلام) الذي يعتبر هو ووالدتي محور حياتي، ويفعل أخي كل شيء من أجلي رغم صعوبة الموقف، وتعلم خصيصًا من أجلي كيفية إعطاء حقنة وتركيب القسطرة، وجلس معنا هو وزوجته في المنزل، وفي أحد الأيام اقترحت على زوجة أخي أن أجرب التعامل مع الموبايل بلساني مثل (الريموت) وعندما جربت نجحت التجربة رغم صعوبتها في بادئ الأمر، وأصبح لي حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، وأكتب بوستات".
وتابع حديثه:"جلست أتدرب قرابة شهر حتى أتمكن من استخدام لساني في تشغيل الموبايل والتعامل معه بمهارة واحترافية، وبدأت في استخدام (السوشيال ميديا) ليس لجذب استعطاف الناس، ولكن لنشر الأمل والتفاؤل، وأصبح لي أصدقاء من كل طبقات المجتمع، وكثيرون منهم أخبروني أنني تسببت في إعادة الأمل لهم في الحياة بعدما فقدوه، فأنا أرى أن هذه هي الوظيفة التي وهبها الله لي وهي أن استيقظ من النوم وأمسك بالموبايل ليس للعب والتسلية ولكن لبث الأمل والتفاؤل بين الناس، الله تعالى خلقنا لكل منا دور في الحياة، وأنا جعلني ربنا مريض لأكون دافع للناس".
وأكد "محمد عليوة" أنه اتجه لصناعة فيديوهات من أجل الوصول لأكبر عدد من الأشخاص كونها وسيلة أكثر تأثيرًا وتعتمد على الصورة والصوت، فضلًا عن عدم إرهاق لسانه من كثرة استخدامه في الكتابة، واقدم محتوى تحفيزي، مشيرًا إلى أن كل دقيقة في الفيديو تستغرق ساعة من الجهد على برامج المونتاج، مضيفًا: "الفيديو الذي مدته 5 دقائق يستغرق مونتاج نحو 6 ساعات، ويستغرق الفيديو لإعداد محتواه وصياغته وتصويره ومونتاجه نحو يوم كامل".
واختتم حديثه قائلًا: "لقد تحديت الذكرى السلبية للحادثة التي تسببت في إصابتي، وذهبت إليه بمساعدة أخي وقمت بارتداء سترة نجاة ونزلت، ورغم تحدي إعاقتي إلا أنني مازالت أحلم باليوم الذي يظهر فيه علاج لحالتي".