الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حول موضوع تكويد الصحف بالنقابة!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يبدو أن حلم ممارسة الصحافة يراود معظم جموع الشعب المصري بكل فئاته وشرائحه في السنوات الأخيرة!! وكأن مهنة الصحافة، التي تعرضت مؤخرا الي تراجع شديد بفعل تراجع الاعلانات وأشياء اخري ليس مجالها الان ،هي طوق النجاة لكل عاطل أو لكل من لا يجد عمل أو مهنة بعد تخرجه من الجامعة أو كليات التعليم المفتوح ،وربما أصبحت الصحافة مهنة من لا مهنة له ،فيلجأ إليها كل مشتاق وكل باحث عن مهنة يرتزق منها ولا تكلفه اي شيء ولا تعلم مهارات أو خبرات أو حتي شرط أن يجيد التعامل مع الوسائل التكنولوجية الحديثة أو الكتابة والتعبير في الصحافة وكأن المهنة التي تراجعت مؤخرا قد صارت سبيلا ومرتعا لكل من يريد أن يحصل لقب " صحفي " أو علي أموال شهريا دون تعب أو مشقة تفرض علي مثيلاتها من المهن الأخري كالطب والمحاماة والهندسة!
وبالنسبة لمسألة التكويد التي تتبعها نقابة الصحفيين للصحف الجديدة من أجل ضم عدد من صحفييها الي النقابة وفق معايير وضوابط محددة مسبقا،هي مسألة هامة و لا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال ولا يمكن ترجيح العواطف فيها أو المزاج والمصالح الخاصة لأنها تتعلق بمستقبل مهنة مقدسة وشريفة وهي مهنة الصحافة و الكلمة والكرامة والدفاع عن حقوق المواطنين أمام المسؤولين بالدولة وخارجها ، بينما التجاوز في تمرير التكويد بالعواطف والوساطات وربما اللعب بها كأوراق انتخابية هو ما يجعل مهنة الصحافة تدخل نفق مظلم و بئر سحيق من الفوضي والغوغائية وربما التراجع الكبير للمهنة وربما بداية النهاية للمهنة كلها، بسبب عدم تأهيل هذه الصحف للتكويد في النقابة وربما هذا ليس ذنب الصحفيين الشباب العاملين بها وانما هي مشكلة الصحف التي تقدمت للتكويد ،فلا انتظام في الصدور ولا وجود لهيكل تحرير ثابت لها وربما يقوم شخص واحد بإصدار الصحيفة كلها من النت بالاقتباس والسرقة ،ويحصل نفس الشخص علي أموال من راغبي الانضمام للنقابة بالتدليس والتضليل !!
لابد من الحفاظ علي ما تبقي من كرامة وهيبة الصحفي الضائعة والمترجمة في عدم اهتمام بزيادة اجور الصحفيين سنويا أسوة بباقي المهن وزيادة البدل والمعاشات وهذا هو الأهم ولابد من حفظ مكانة الصحفي.
علي كل حال لابد أن يراعي مجلس نقابة الصحفيين أن الموافقة علي تكويد صحف بير السلم والتي لا تستحق التكويد من الاساس هي جريمة بكل المقاييس ليس في حق مهنة الصحافة فقط وانما هي جريمة في حق المجتمع كله بلا شك!