الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عبدالرحيم علي بطل من زماننا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من المنيا إلى باريس مرورا بالبوابة
(1) عبدالرحيم علي من قرية الإسماعيلية إلى باريس:
هناك في عمق النهر بالقرب من مدينة المنيا ولد الطفل عبدالرحيم علي، ابن الشيخ علي من الموظفين بوزارة الأوقاف ورئيس نقابة العاملين بالمساجد، ومن عذوبة النهر وصوفية مولد سيدنا الفولي أدرك الفتى الوسطية من نعومة أظافره، ومن شوق الفقراء للحياة عرف عبدالرحيم العدالة الاجتماعية، كان الأب الشيخ علي عبدالرحيم من مؤسسي منبر اليسار (التجمع فيما بعد) وكنت من مريدي شيخنا التجمعي وفي مقدمة حملته الانتخابية لمجلس الشعب في أكتوبر 1976، حينذاك لمحت للمرة الأولى الفتى عبدالرحيم ذا الأربعة عشر ربيعا، يحمل لافتات أبيه وطعم الوسطية ومذاق العدالة، وفي انتفاضة الخبز 1977 كان في مقدمة الصفوف مع جيل من الثوريين الشباب منهم حسين عبدالغفار وشعبان مرسي وفتحي فرح، جينذاك أدركت أن لهذا الشاب معنى ودورا في قيادة الحركة الثورية بالمنيا.. كل ذلك دار بخاطري وأنا أتابع بفخر الندوة التي كان ينظمها مركز دراسات الشرق الأوسط "سيمو" بباريس، وتناقش ندوة "حقوق الإنسان.. سلاح الإسلاميين للتلاعب بالديمقراطية"، التي ينظمها مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس "سيمو"، حيل تيار الإسلام السياسي للوصول إلى أهدافه غير المشروعة. إيف تريار، رئيس تحرير لوفيجارو: هل يمكن للديمقراطية التي تدافع عنها فرنسا وبعض أوروبا وأمريكا أن تصمد أمام الإسلاموية، موضحا أن القرن الحادي والعشرين سيكون إما دينيا أو لا، وهي جملة لها واقع حقيقي، وتابع: لا بد أن يكون هناك وجه للإسلاموية هو المحارب، وإذا ما أردنا أن نواجه ذلك علينا الاستعانة بقانون الطوارئ، وهو ما حدث في فرنسا.. وأضاف: "هل الحرية والعدالة والأخوة تتماشى مع النضال ضد الإسلاموية، لأننا انتقلنا من صراع الطبقات، والآن في صراع الثقافات، واستطعنا الوقوف أمام الأولى بالتشريعات، أما الآن فلست واثقا أن تشريعاتنا قادرة على مواجهة تهديدات الإسلاموية، وشدد على أن الإسلاميين لا يريدون أن يعيشوا في الصف، ولكن يريدون أن يخيروا هذا البلد بين ما يعيش عليه، وما يريدون أن يكون عليه، وهو ما يشكل الخطورة، ويحتاج لإجراءات استثنائية، فهم يستخدمون قوانينا ضد الإجراءات ضدهم.. وتحدث في الندوة، الكاتب الصحفي عبدالرحيم علي، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، رئيس مجلسي إدارة وتحرير البوابة نيوز، عن "حقوق الإنسان.. قراءة من الجانب الآخر"، والسيناتور فاليري بوييه، عضو مجلس الشيوخ الفرنسي، تحت اسم "تركيا.. مرض أوروبا"، وإيف تريار، رئيس تحرير لوفيجارو، عن "القانون الفرنسي في مواجهة الإسلاموية"، ثم رولان لومباردي، عالم جيوسياسي ومدرس في قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة إيكس مرسيليا، تحت عنوان "حقوق الإنسان والسياسة الخارجية الواقعية.. هل هما مفهومان متوافقان؟"، وأخيرا جيل ميهاليس رئيس موقع كوزور.. عبدالرحيم علي يقول: إن "فلسفة موضوع الندوة تطابق مقولة الشاعر الفرنسي جان كوكتو "الأعمى هو الذي لا يريد أن يرى"، لأن مفهوم حقوق الإنسان، وفقًا لليسار الأوروبي الجديد، مبتور وغير مكتمل، لأنه يقتصر على الحقوق المتعلقة بالحريات كحرية التعبير، لكنه يتجاهل، حقوق الإنسان في حياة سعيدة، وتعليم جيد، ورعاية صحية مضمونة. وأضاف: "لا شك أن حرية التعبير ضرورية، لكن في مواجهة تحديات الإرهاب والإفلاس الاقتصادي، أصبحت حياة الإنسان وسلامته على رأس الأولويات، ولكن يبدو أن الخطاب الذي ينتمي إلى مفهوم "اليوتوبيا" لحقوق الإنسان في أوروبا، يتم التلاعب به من قبل اللوبي الإسلامي الموالي لتركيا.
(2) من مواجهة الإرهاب بالمنيا إلى "سيمو":
تستمر مخيلتي في تذكر البيئة والمناخ الذي صنع البطل، مرت السنون وعدت إلى مسقط رأسي بالمنيا أفتش عن الفتى، فوجدته شاعرا ولاعب رفع أثقال، وقياديا في الحركة الثقافية.. وفي منزل الصديق مصطفى بيومي ومع الطرف الثاني من المعادلة عادل الضوي، كان عبدالرحيم علي هو ناتج المعادلة، وكان بالكاد قد أنهى دراسته الجامعية في بني سويف، لنشترك سويا في إعادة تأسيس حزب التجمع بعد كان لا يعمل لتلاصق مقره مع مقر الحزب، وأقنعتهم بالدخول إلى الحزب، وكان عبدالرحيم علي هو الدينامو الذي نفخ بشجاعته وروحه القتالية الروح لافتتاح المقر.. ثلاث سنوات كنت الضلع الرابع لمصطفى وعادل وعبدالرحيم.. أطلق الدكتور عبدالرحيم علي بباريس عام 2017 مركز دراسات الشرق الأوسط "CEMO" ليكون جسرًا للتواصل بين الشرق والغرب والتحدث مع الغرب باللغة التي يفهمونها، والذي يعتبر مؤسسة مستقلة تهدف لنشر رسالة سلام من خلاص صوت مصرى مترجم بجميع اللغات من مصر البلد الذى يعد مهدًا لحضارة من أعرق الحضارات في تاريخ الإنسانية، وقد أسسه الكاتب والباحث وصاحب مؤلفات كثيرة عن الإسلام السياسي ورئيس تحرير الجريدة المصرية البوابة الدكتور عبدالرحيم علي، وتكون رسالته في أوروبا إيصال وجهة نظر الإسلام المعتدلة، توضيح أن الإسلام ليس الإخوان المسلمين، وخلق حلقة تواصل مستمر بين الديمقراطيين في الشرق ونظرائهم في الغرب لتوضيح مخاطر الإخوان على أوروبا والغرب، وشرح وجهة نظرنا وشرح تجربتنا وأيضا آرائنا الحقيقية، وتوضيح خطورة الجماعات الإرهابية وجماعات العنف، وليعرف الغرب المخاطر التي يمثلها عليه الإسلام السياسي والحركي، كما يسهم المركز في دعم التبادل والتواصل بين الحضارات، ومنذ إنشائه قام مركز دراسات الشرق الأوسط بإطلاق العديد من الأنشطة مثل: الندوات والمؤتمرات، إصدار الكتب والمجلات والكراسات، تنظيم عدد من الحلقات التليفزيونية واللقاءات المهمة، إصدار موقع متخصص بأربع لغات الفرنسية والعربية والإنجليزية والألمانية، ومنصات لـ"السوشيال ميديا".. وخلال الأيام المقبلة، يطلق مركز دراسات الشرق الأوسط موقعا إخباريا عالميا تحت اسم "لوديالوج" برئاسة د. عبدالرحيم علي، يستهدف الموقع فتح حوار جاد وموضوعي بين الشرق والغرب والتقاء ثقافي بين كتاب الشرق والغرب وطرح القضايا المشتركة برؤى مختلفة احتراما لاختلاف الثقافات ووحدةٍ الاشتراك في الإنسانية، وتم الاتفاق مع كبار الكتاب والشخصيات السياسية الفرنسية على الكتابة للموقع، ويتولي تحرير الموقع كل من إيف تريار رئيس تحرير "لوفيجارو"، ود. أحمد يوسف المدير التنفيذي للمركز.
(3) من المخاطرة إلى عمق الصدام مع الحكومة والإسلام السياسي
منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي نزحت وعبدالرحيم إلى القاهرة، وشكلنا فريق عمل للعمل الصحفي في "الأهالي" لمواجهة الإرهاب صحفيا، وتشهد صفحات الأهالي بأن عبدالرحيم وأنا معه واجهنا الإرهاب من أسوان وحتى الجيزة، وأذكر كيف قدمنا موضوعا عن إرهاب الجماعة الإسلامية في أبو قرقاص 1990 استطعنا من خلاله الإطاحة بالمحافظ ومدير الأمن وكل المسئولين حينذاك، كان دائما عبدالرحيم في المقدمة، ثلاث سنوات صحفية لا أستطيع أن أنسى بطولة عبدالرحيم، ودعمه لي في تواضع لأنه كان يرى أنني الأكبر سنا وخبرة، ولكني الآن أؤكد أنه لولا بطولة عبدالرحيم ما استطاعت "الأهالي" أن تتقدم الجميع في مكافحة الإرهاب.. ومن منتصف التسعينيات من القرن الماضي عاد المربع الذهبي (مصطفى وعادل وعبدالرحيم وأنا) إلى العمل الدراسي أيضا في مكافحة التطرف والإرهاب، وننتقل حسب فلوسنا القليلة من شقة إلى أخرى بوسط البلد، وصولا إلى قيادة عبدالرحيم للقافلة، وساعدت تلك القبيلة البحثية المتعددة المواهب في تنفيذ أفكار عبدالرحيم وكانت هذه الأعمال: المخاطرة في صفقة الحكومة وجماعات العنف – 1998 أسامة بن لادن الشبح الذي صنعته أمريكا – 2001 سيناريوهات ما قبل السقوط – 2002 المقامرة الكبرى – مبادرة وقف العنف بين رهان الحكومة والجماعة الإسلامية – 2003 موسوعة الحركات الإسلامية (8 أجزاء) الإسلام وحرية الرأى والتعبير – 2005 الإخوان المسلمون – فتاوى في: الأقباط والديمقراطية والمرأة والفن 2005 الإعلام العربي وقضايا الإرهاب – 2007 كشف البهتان – الإخوان المسلمون .. وقائع العنف وفتاوى التكفير كتاب الطريق إلى الاتحادية.
(4) البوابة مفتاح الحياة:
من وسط البلد إلى الدقي في تعامده مع شارع السودان، كعادته دعاني عبدالرحيم وطبعا لم أندهش إن وجدت مصطفى وعادل، وتحاورنا طويلا حتى ولدت البوابة لننتقل إلى شارع مصدق.. عشت في جوار عبدالرحيم ومصطفى وعادل، اختلفنا كثيرا حول آراء ولكننا لم نختلف على عبدالرحيم، وللأمانة ظل الرجل بارا بأصدقائه مهما كلفه الأمر، وأعترف أنني واحد من هؤلاء الأصدقاء، لم يتعال علينا ولم نطبل له أو نخدعه وظلت وستظل علاقتنا حتى أنفاسنا الأخيرة.. ما كادت تنتهي الندوة إلا وقمت بالتواصل مع عبدالرحيم علي، قائلا: قدمت من قبل وما زلت تقدم، ولكن توثيق ذلك ووصوله للوعي الشعبي نحتاجه وسنعمل من أجله.. مثلا التواصل مع الأحزاب والمفكرين ورجال الدين المعتدلين ورؤساء الجامعات للتواصل مع تلك الأعمال وسط طلابهم والقراء والمريدين.. عبدالرحيم علي "واتس": أنا يهمني صوتنا يوصل للغرب عشان كده أطلقت اليوم موقع (لوديالوج) وتعني الحوار باللغة العربية، لفتح حوار جاد وموضوعي بين الشرق والغرب أتمنى أن يكون إضافة لتاريخي المهني والوطني، أعرف أننا ننجح جدا بواسطتك والمركز في الغرب، ولكن صعيد مصر في حالة يرثى لها.. عبدالرحيم علي "واتس": هذه مهمتكم أنتم أما أنا فسأتفرغ لما هو أهم من وجهة نظري على الأقل من حيث موقعي هنا في الغرب، وهو فتح هذا التواصل المهم والحوار الموضوعي والبناء، لكن فعلا كنت أشعر بالفخر اليوم لشخصك وللمركز وربنا يقويك.. عبدالرحيم علي "واتس": أشكرك هذا جهد تاريخي قمنا به معا طوال علاقتنا وإن شاء الله سنكمله بما يليق بتاريخنا وإيماننا بمبادئنا وأساتذتنا ورفاقنا العظام.. هكذا يذكرني دفاع عبدالرحيم علي عن مصر في مواجهة الإرهاب انطلاقا من باريس مع ما كان يفعله الزعيم محمد فريد في مطلع القرن الماضى مع فارق الظروف.
محبتي وامتناني