الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

فريدة الهرميل.. موهبة بلا فريق!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ذهابنا إلى المدرسة في سن مبكرة هو ميلاد جديد لنا، ليس لأحد فضل فيه أو اختيار.. وهو أول خروج للمجتمع، وأول خلق لإرادة الإنسان، بعيدا عن والديه نبع الأمان والاستقرار، والمدرسة هى الكيان المكمل للأسرة ودورها.. ومن أهم أدوار المدرسة هو البحث عن موهبة هؤلاء الصغار الذين ليست لديهم القدرة على اكتشاف مواهبهم ومواطن تميزهم، ورغم أهمية هذا الدور إلا أن أكثر المدارس تخلت عن البحث والإرشاد، ربما لزيادة عدد التلاميذ واستنزاف قدراتهم مع الأعداد الكبيرة في الفصول الدراسية، وفى محاولات الانتهاء من مناهج مكدسة تلتهم الأيام بلا هوادة، وهذا ما جعل عبء البحث عن مواهب الأطفال وإمكانياتهم في عنق الأسر، وهم أيضا محملون بمتاعب الحياة مع المعاناة من الحالة الاقتصادية التى تجعل الجميع يلهث لتوفير متطلباته الأسرية، لذا يفتقد المجتمع الكثير مما حباه الله به من أبناء متميزين يستطيعون النهوض ببلدهم ورفع اسمها في كل المحافل الدولية..ومن أهم المواهب التى تظهر مبكرا وأحيانا دون أن يتابعها أحد ولا تكتشف إلا بالصدفة، هى المواهب الفنية والرياضية، لذلك تعمل الأسر الأكثر وعيا على تعليم أبنائها الفنون كالموسيقى والباليه، ويذهبون بهم إلى النادى لتعلم العديد من الرياضات للبحث عن تميز أو موهبة في إحداها، وهو ما يتطلب مجهودا كبيرا من الأسر لتحمل عبء التوصيل والانتظار والمتابعة بجوار التكاليف المادية الباهظة، وهذا المجهود يهون ويتضاءل حين الوصول بالطفل إلى بداية طريق التميز والتفرد على أقرانه، ويتحول المجهود إلى متعة الفرح والانتصار..أما ما دفعنى للكتابة في هذا الموضوع فهو بسبب ما تفاجأت به من قصور رأيت ضرورة التصدى له وعلاجه.. فريدة ابنتى وجدانيا وابنة شقيقتى، عمرها اثنا عشر عاما، طفلة جميلة متعددة المواهب بين الموسيقى والباليه والرسم والشعر والفنون اليدوية، ورغم كل ذلك ظهرت موهبة أخرى لم يدفعها إليها أحد، ولكن منح الله تتفجر دون استئذان، فبالصدفة وأثناء فترة الصيف اكتشف خالها أنها متميزة وتحمل موهبة فريدة في كرة القدم، فكل من يراها أو يشاركها اللعب يعتقد أنها مدربة في أحد النوادى، ولأنه هو صديقها المقرب، وربما كان سبب تفجر موهبتها في كرة القدم -تأثرا بحبه وهوايته لها- لذلك كان أول من صرحت له برغبتها في الانضمام إلى فريق كرة القدم بنات بالنادى الأهلى، فيصدمها بأنه لا يوجد فريق كرة قدم بالنادى الأهلى ولا الزمالك، وإن أرادت التدريب ففى أندية أخرى..وهنا التساؤل كيف لا تمتلك نوادينا العريقة فرق كرة قدم نساء؟!.. وكم من بناتنا موهوبات في تلك اللعبة المحببة للجميع وتغتال موهبتها قبل أن تولد.. لقد سبق وتحدث فخامة الرئيس السيسي في هذا الأمر، وأوصى بالاهتمام به..وهنا كان التساؤل، لماذا لم ننشئ فرق كرة قدم نسائية في جميع نوادينا الرياضية؟! فليست هناك تفرقة عنصرية في الألعاب الرياضية، ولماذا نجحف حق بناتنا في ممارسة الرياضة المحببة إليهن؟!..وخاصة أن مصر تمتلك منتخبا لكرة القدم للسيدات منذ عدة عقود!..فكيف ننتظر منهن أن يمثلننا في البطولات الدولية بالشكل اللائق إذا لم يجدن أى دعم أو رعاية؟!..وكنت أتعجب كيف لرئيس النادى الأهلى وهو نجم نجوم كرة القدم أن يقبل خلو النادى من تدريب البنات، ومن إنشاء فريق كرة قدم يليق باسم النادى الأهلى!..حتى قرأت مصادفة هذا الخبر السار والذى مر على كتابته شهران كاملان بعنوان(الأهلي يبدأ أولى خطواته لتكوين فريق كرة قدم نسائية)، ويتضمن الخبر طرح المسئولين في النادي الأهلى لفكرة إنشاء قطاع للكرة النسائية بالنادي، ومن ثم إنشاء فريق أول للكرة النسائية يمثل النادي من أجل المشاركة في الدوري الممتاز..حيث تم عرض الأمر بالفعل، وقوبلت الفكرة بترحيب شديد من النادي الأهلي، وتم الاتفاق على إقامة أكاديمية لكرة القدم النسائية بالنادي تمهيدا لإنشاء الفريق الأول، خاصة بعدما قرر الاتحاد الأفريقي إقامة أول بطولة لدوري أبطال أفريقيا للكرة النسائية..هذا الخبر أثلج صدرى وأسعدنى لعلمى بقدر سعادة صديقتى الفريدة وجيلها المبهر، وزادت ثقتى في النادى الأهلى المحبب إلى قلبى وفى رئيسه الخلوق كابتن/محمود الخطيب ومجلس الإدارة المحترم، وأنتظر تكوين الفريق وتشجيعه ليحقق أكبر إنجازات رياضية، ويضيف إلى المرأة المصرية المزيد من النجاح والتفوق، ليس في قارة أفريقيا وحدها، ولكن في العالم أجمع.