الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"حماة القسم" الأمريكية تهدد بحرب أهلية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ترامب استعان بالمليشيات الفاشية لمقاومة الديمقراطيين، ومن الضروري إدراك أسباب محاولات الديمقراطيين عزل ترامب سياسيا، ربما يظن البعض أنه من قبيل التنافس السياسي مع الحزب الجمهوري، ولكن ذلك تفكير "سطحي مقبول" ، لكن الخطر الرئيسي يكمن في أن الرئيس دونالد ترامب منذ وصوله إلى السلطة في عام 2016، استوعب وحمي جماعات يمينية متطرفة مثل جماعة "حماة القسم" وأعطاها مشروعية ورعاية سياسية، أقرب لما فعل السادات مع الجماعات الاسلامية، أو مرسي مع الإرهابيين .
هذا الأمر جعل منظمة "رابطة مكافحة التشهير" الامريكية، تؤكد أن "حماة القسم" اعتقدوا أن واحدا منهم قد نجح أخيرا في الوصول للبيت الابيض ، كما كان ترامب كان يدعوهم بشكل منهجي في معظم اجتماعاته الرئيسية، وكانوا يقدموا أنفسهم على أنهم أفراد أمن الظل للرئيس ترامب، (بالضبط كما فعل مرسي مع الارهابيين ).
كما اعتقد السادات ان الجماعة الاسلامية سوف تصفي له خصومه من اليسار ، اعتقد حماة القسم ، أنهم وحدهم القادرون على حماية ترامب من "العدو الذي في الداخل" والذي يعتبر دونالد ترامب عقبة أمام إقامة "النظام العالمي الجديد" مثل حركة "حياة السود مهمة"، صنيعة "الماركسيين" لزعزعة استقرار الرئيس، وحركة "أنتيفا" وما هما إلا عملاء "للنظام العالمي الجديد".
لذلك ليست مفاجأة أن يكون "حماة القسم" من بين أسرع الناس الذين أرادوا اقتحام مبنى الكابيتول.. في عام 2016، كان "ستيوارت رودس" قد أشار بالفعل إلى أن حركته مستعدة للمشاركة في "حرب أهلية ثانية" إذا ما قام الديمقراطيون "بسرقة" الانتخابات الرئاسية، وذلك وفقا لما نشرته رابطة مكافحة التشهير. ولذلك خطاب ترامب بشأن تزوير الانتخابات ودعوتهم للخروج للتصدي لذلك كانت دافع لرؤيتهم لانقاذ امريكا والعالم من اليسار المدمر(المقصود بذلك الحزب الديمقراطي).
إنهم الوجه الأكثر ظلامية وعنفًا وفاشية لأنصار دونالد ترامب الذين اقتحموا مبنى الكابيتول يوم الأربعاء 6 يناير، يفضلون ارتداء الملابس العسكرية والخوذات القتالية والخطر انهم يضمون اعضاء من ضباط الشرطة والجيش وحرس الحدود .
إنهم ليسوا مجرد حركة راديكالية أخرى، مثل حركات "كيو-آنون" أو "بوجالو بويز" أو حتى "براود بويز"، التي ذاع صيتها خلال فترة حكم دونالد ترامب، لكنهم جماعة شقت النظام بشكل مسلح.. انهم اقرب لان يكونوا دواعش امريكا . 
تأسست عام 2009 كرد فعل على انتخاب باراك أوباما رئيسًا، وفرضت هذه الميليشيا نفسها باعتبارها "أكبر حركة راديكالية مناهضة لحكومة الديمقراطيين في الولايات المتحدة".
يعود الفضل لتثبيت أركان الحركة إلى شخصية مؤسسها، "ستيوارت رودس"، وهو جندي سابق، خريج جامعة ييل للقانون المرموقة، وكان يدعم في عام 2008، المرشح المستقل "رون بول" قبل أن يقع في فخ التطرف والتآمر.
افقده تعصبه لحمل السلاح الى فقد إحدى عينيه في التسعينيات عندما كان يعبث بمسدس، رأى في منظمته ملاذًا لأفراد إنفاذ القانون المحبطين لعدم قدرتهم على الدفاع علانية عن أيديولوجيتهم المتطرفة داخل المؤسسات.. وكأنه بعد ذلك لم يعد يري العالم الا من عين واحدة!!
ما يميز أعضاء "حماة القسم" عن الميليشيات اليمينية المتطرفة الأخرى ويزيد من خطورتها ،هو الوجود القوي لأفراد سابقين في مختلف أفرع القوات المسلحة"، كما تلخص صحيفة "ذي أتلانتك" في دراسة استقصائية خصصت لهذه الحركة نُشرت في نوفمبر 2020. تضم المجموعة بين أعضائها ضباطا من الشرطة وحرس الحدود وعميل واحد على الأقل من الخدمة السرية وعدة أعضاء من (SWAT) "قوة التدخل السريع للشرطة" ورئيس شرطة مدينة، وذلك حسب الموقع الذي استطاع الحصول على ملف الأعضاء والمتعاطفين مع "حماة القسم"، الغريب ان مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف.بي.آي) أبدى قلقه قبل يومين من الاقتحام ولم يهتم احد ولازال المكتب يتوقع اندلاع المزيد من أعمال العنف في الفترة المقبلة، التي تسبق تنصيب الديمقراطي جو بايدن كرئيس جديد في 20 ينايرالجاري . فالمجموعات المتطرفة مثل "حماة القسم"، التي تمتلك أسلحة وخبرة عسكرية كبيرة، تعتقد أن الوضع قد بات حرجا وأن الكثير من الأشياء أصبحت على المحك.
ومن شروط الانضمام لهذه الحركة، أداء القسم "للدفاع عن الدستور" (ومن هنا جاء اسم "حماة القسم") خلال احتفال على غرار حفل دخول كلية الشرطة. لكن بالنسبة إلى ستيوارت رودس وأتباعه، يتلخص الدستور، بصورة أو بأخرى، في التعديل الثاني الشهير الذي ينص على الحق في امتلاك سلاح ناري. والعدو الذي يجب الدفاع ضده عن هذا النص المقدس هو الحكومة المشتبه في سعيها لمصادرة كل الأسلحة المتداولة حتى تتمكن من إقامة دكتاتورية بسهولة أكبر. رؤية اقرب للهذيان التآمري يمثل أيضًا جزءا من الايدلوجية لأعضاء "حماة القسم". ومن ثم فهم يتبنون لرؤية ان هناك مؤامرة من "النظام العالمي الجديد" ويؤمنون بأن معظم دول العالم تقع بالفعل تحت نير حكومة عالمية تستوحي مبادئها من "الاشتراكية" وأن الولايات المتحدة هي واحدة من آخر معاقل "الحرية".. ويجب مقاومة ذلك ، هكذا يبدو جليا في الأفق ارهاصات تفكك النظام السياسي الامريكي عبر تغيير البنية التي توحد عليها منذ الاستقلال، ولذلك توحدت معظم مؤسسات النظام القديم ضد ترامب، ولكن حتي لو تم عزل ترامب وابعاده فلن يكفي ذلك لأن الارهاب لايواجه بتلك الطريقة واسألوا مصر إن كنتم لاتعلمون .