السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

البيتكوين بديل للذهب.. توقعات بتجاوز السعر 75 ألف دولار.. الجندي: دول محدودة وافقت على استخدام البيتكوين وتمويل الإرهاب الأخطر.. الشافعي: عدم تأثر العملة المشفرة بأزمة كورونا بسبب كونها رقمية

 صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اتفق خبراء في تصريحات لـ"البوابة نيوز" على أن عملة البيتكوين الرقمية على أنها بديل للذهب الذي يعتبر الاستثمار التقليدي والملاذ الآمن، موضحين أن المكاسب السريعة للعملة الشهيرة ساعدت على رفع القيمة الإجمالية لسوق العملات المشفرة بالكامل لما يتجاوز التريليون دولار لأول مرة.
وشهدت العملة المشفرة "البيتكوين" ارتفاعًا ملحوظًا إلى 41200 دولار لتصل بذلك إلى مستوى قياسي جديد، وفقا لما ذكرته شبكة سي إن بي سي الأمريكية، حيث تجاوزت مستوى 38 ألف دولار قبل أن تقفز متخطية مستوى الـ40 ألف دولار.
وتمثل البيتكوين نحو ثلثي القيمة السوقية للعملات المشفرة، تليها "إيثر" بنحو 13% وفقًا لبيانات CoinGecko، وتوصف العملة بأنها بديل للذهب، حيث انخفض المعدن الأصفر وصل إلى مستوى إلى 2000 دولار للأونصة في شهر أغسطس الماضي، ثم استقر الآن عند 1879 دولارًا ويتوقع بعض المحللين أن تتنافس عملة بيتكوين المشفرة مع الذهب على الهيمنة في العام الحالي.
ويأتي ذلك في الوقت الذي توقع فيه يوري بريباتشكين، رئيس الجمعية الروسية للاقتصاد المشفر والذكاء الاصطناعي وبلوكتشين، أن تصل مؤشرات عملة البيتكوين في عام 2021 إلى مستويات أعلى بكثير من المستويات الحالية، متوقعًا بلوغ تكلفة البيتكوين 65-75 ألف دولار في الربع الثالث من عام 2021، ولكنه يرى أيضًا من الوارد، أن يترواح سعر العملة بين 10-25 ألف، مع تجاوز هذا السعر لفترة قصيرة بهدف النمو في عامي 2022-2023.

وقال مدحت نافع، خبير اقتصادي، إن موضوع العملات الافتراضية مثل الـ"بيتكوين" أخذ أبعادًا مختلفة، والفكرة نفسها موجودة منذ 2009، وهي التطور الطبيعي للعملات، نتيجة أن العملات الموجودة حاليًا رقمية، مثل "بطاقات الائتمان" و"السيم كارت" وغيرها، وهي عبارة عن مضاربة في البداية، وبعدها أخذت أهمية كبيرة نتيجة الاهتزازات والتقلبات في العملات المعروفة، لذلك عليها إقبال كبير رغم ارتفاع مخاطرها، وهذا شيء غريب، والبعض يربح خمسة أضعاف منها، وهي تعتبر استثمار طويل الأمد ممتاز.
وأضاف، الطبيعي أنه المودع لايذهب للبنك للسؤال "أنا فلوسي فين؟"، ونفس المنطق في التعامل بالبيتكوين، وكل ما يحدث تنتنقل من حساب لحساب، وهناك الكثير من المعاملات حاليًا تتم بعملة البيتكوين، ويمكن استخدامها أيضًا كقيمة اقتصادية، وعندما يضع الإنسان مبلغًا ماليًا في البيتكوين هو مماثل لمن يضع المال في حساب بنكي.
وتابع الخبير الاقتصادي: من أسسوا أول العملات هم المستفيدين وهم الذين يستطيعون العبث بآليات العرض والطلب، وبالتالي يمكن لشخص متعامل فيها أن يخسر ثروته في غمضة عين، ولكن منذ عام 2009 لم يحدث هذا الأمر، وبالتالي هي تزداد ثقة.

وقالت الدكتورة رانيا الجندي، خبيرة أسواق المال، إن عملة "البيتكوين" هي عملة رقمية ومدرجة في البورصة ضمن العلاقات الرقمية، وشهد اليوم ارتفاعًا كبيرًا لها في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد، مؤكدة أن بعض الأشخاص يخبىء فيها أمواله ويتم التعامل عن طريق فك معدلات وشفرات معينة، وهذه الطريقة تأخذ وقتًا طويلًا ويتم من خلالها التشفير دون الوصول إلى المرسل ويمكن استخدام هذه العملة في تمويل الإرهاب، وهو أخطر ما فيها، مبينة أن عدد الدول التي وافقت على استخدام البيتكوين قليلة، ومنها سويسرا والولايات المتحدة الأمريكية وسنغافورة وألمانيا وأستراليا، ويمكن من خلالها شراء سلع عديدة.
وأضافت، شهدت العملة ارتفاعات عالية في العام الحالي، ويوجد عدة عملات، ولكن البيتكوين هي الأعلى، مبينة أنه يمكن النصب من خلال هذه العملة، لأنه لا يوجد احتياطي مركزي تابع لها، ويوجد مستثمرون حققوا أرباح وكل الدول العالمية منتظرة انهيار البيتكوين بعد أن ارتفعت فهي تشهد ارتفاعات بسبب التخبطات المالية بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.
وأكدت الجندي، أن محافظ البنك المركزي المصري منذ سنتين أعلن أنه ستوجد عملة مصرية رقمية، ولكن سيطرحها البنك المركزي، وهذا الأمر له مميزات ويساعد على التحويل النقدي الذي يتم بين أشخاص وآخرين بين دول مختلفة، خاصة عندما يكون المحول له طفل أو شخص قاصر لأن العملة الرقمية ستسهل التعاملات وستكون تحت رقابة الدولة.

وقال خالد الشافعي، خبير اقتصادي، إن عدم تأثر عملة البيتكوين بأزمة فيروس كورونا المستجد مثلما حدث للاقتصاد العالمي يرجع لكونها عملة رقمية وليست عملة ورقية، واتجهت الكثير من صناديق الاستثمار والمستثمرين للمضاربة على هذه العملة ليحدث عليها مطالبة وتحقيق أرباح مرتفعة.
وأوضح، أنه في ظل أزمة فيروس كورونا المستجد لا يوجد استثمارات جديدة المعتادة لتوجيه الأموال الفائضة، فأصبحت هذه العملة تأخذ الكثير من الفوائض واتجه الناس للمضاربة فيها لتحقيق المكاسب خاصة أنها وصلت إلى مستويات قياسية لم تصل إليها من قبل.
وتابع: أن المضاربة في حد ذاتها يمكن أن ترتفع وتنخفض، حيث شهدت هذه العملة ارتفاع سابق وانخفضت إلى دون الهاوية بعدها بفترة، وكان هذا الانخفاض بسبب عدم اعتراف البنوك المركزية لها في كل معظم دول العالم من اليوم، كاملة يُؤخذ بها، ولكن يتم تداولها في أسواق محددة وليس كل الأسواق.
وأضاف، أنه من المتوقع أن تنخفض مرة أخرى مثلما ارتفعت إلى هذا المبلغ، فمن الطبيعي حدوث الشيء وعكسه لأن المتغيرات المرتبطة بالصعود والهبوط متقلبة لا يوجد ثوابت محددة، ففي وقت من الأوقات من الممكن أن يرفض هذه العملة ومن الممكن أن يتم الموافقة عليها، وفي حالة قبول العالم لهذه العملة يمكن أن تصل الارتفاعات غير مسبوقة إلى 100 ألف دولار و200 ألف دولار.
وتابع: أن المضاربين بهذه العملة يهدفون إلى تحقيق أعلى مكسب يمكن أن يصلوا إليه، وفي حالة الوصول إلى المكسب المرغوب سيبيع، حيث يعمل عملية تعطيش للسوق ويرفع من سعر هذه العملة، وفي حالة قبولها وتداولها من قبل المؤسسات المالية العالمية سيكون مشروط بحيث تصبح أمر واقع وليس كافتراضية.

وقال الدكتور رشاد عبده، خبير اقتصادي، إن البيتكوين عملة افتراضية مشفرة ويسهل التعامل بها ولكن لها بعض المخاطر، حيث إنه عندما بدأ التعامل بالعملة تمت طباعة عدد منها، ولا أحد يعلم الجهة المنتجة لها، والبائع والمشتري غير معلومين، ولا يتم إعلان أسمائهما.
وتابع: هناك دول حرمت التعامل بـ البيتكوين، وأخرى أتاحت البنوك للتعامل فيها، لافتا أن عملة البتكوين بدأت من 14 سنة كانت قيمتها 100 دولار، وأعلى سعر وصلت له كان 38 ألف دولار، موضحًا أن البنك المركزي أصدر قرارًا بالطلب من المصريين بعدم التعامل في البيتكوين، حيث من الممكن أن تمول البيتكوين الإرهاب والدعارة والسلاح.

وفسر الدكتور إبراهيم مصطفى، خبير الاستثمار والتمويل، بأنها تجنى ثمار الأزمات، حيث تتمتع تلك العملة بقدر كبير من المرونة بعكس التعقيدات التى ترتبط بالعملات الأخرى، حتى أصبحت بديلًا جدير بالثقة لدى عدد كبيرة من الشركات العالمية والمؤسسات الدولية بل وعلى مستوى الدول.
وكشفت رانيا يعقوب، عضو اللجنة الاستشارية لسوق المال، أن البيتكوين عملة رقمية لا يوجد ما يدعمها من أصول وسهلة التداول وهو ما يجذب المستثمرين لها.
وتابعت: أن البيتكوين تم استغلالها في العمليات غير المشروعة وتمويل العمليات الإرهابية وفى 2017 تمت الكثير من عمليات النصب في كوريا بسببها إلا أنها عملة قابلة للتعقب.
وأضافت يعقوب، أن البنوك المركزية بدأت تلتفت لتلك العملات الرقمية منها البنك المركزى الأوروبى والصينى والهولندى بدعوى تحقيق الاستقرار المالى إلا أنهم تأكدوا من تحقيق تلك العملات لتذبذبات عالية خاصة وأنها تتحرك وفقًا للطلب المتزايد عليها.

وقالت الدكتورة عالية المهدي، العميدة السابقة لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن لكل استثمار جديد "مخاطر" لكن هذا لا يمنع أن دولًا كبرى وافقت على تبادل العملة وفقًا لرؤية معينة.
وأضافت، لو نظرنا للعملة باعتبارها وسيلة تبادل فالبيتكوين تؤدي هذا الغرض بل وقد تصبح الأكثر كفاءة في تأدية هذا الغرض مستقبلًا لأنها تتجاوز حدود المكان والزمان.
وتابعت: "العملات التقليدية "الورقية" هي في الأساس أيضًا وهمية حتى لو كنا نمسكها بأيدينا فهي مجرد ورقة تعتمد على غطاء من ذهب أو دولار، وليس هناك ما يمنع من هبوطها أو ارتفاعها بشكل مفاجئ وفقًا للمخاطر الاقتصادية والسياسية كل ما في الأمر أن هناك بنكًا مركزيًا وراء كل عملة تقليدية سيحاول تصحيح مسارها.
ما دامت في الفراغ دون غطاء أو رقيب دولي فهي أقرب لـ"التجريم"، هكذا قال الدكتور هاني توفيق الخبير الاقتصادي عن البيتكوين.
وأضاف، أن مشكلة بيتكوين الحقيقية في الغالبية العظمي من بلدان العالم أنها بلا غطاء ولا رقيب، ولابد أن يتم تداولها وفق أسس مالية واضحة ورقابة صارمة قد تكون من البنوك المركزية أو صناديق الاستثمار المعترف بها دوليًا أو الحكومات نفسها، مشددًا "أنا مع العملات الرقمية وأؤيد تداولها لكن ليس في هذا الفراغ العالمي"، مشيرًا إلى أن وضعها الحالي لا بد أن يجرم مؤقتًا.