السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

إغلاق متحف النسيج جريمة في شارع المعز.. فاروق حسني: "يعملوا اللي يعملوه" والتاريخ يحكم.. حجاجي إبراهيم: نقله لمكان آخر أفضل من "تفرق دمه"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في الوقت الذي تتباهى فيه وزارة السياحة والآثار، بافتتاح الكثير من المتاحف خلال الفترة الماضية، نجد أنها ارتكبت أحد الأخطاء الكبرى، حينما قررت إغلاق متحف لا مثيل له في العالم، وهو متحف النسيج، الذي أنشأه الفنان فاروق حسني، في سبيل محمد على بشارع المعز لدين الله الفاطمي، ليكون أول متحف متخصص في الغزل والنسيج في الشرق الأوسط، والثالث في العالم وبه مجموعة من روائع الغزل والنسيج.




وبدلا من أن تبحث الوزارة المهمومة طوال الوقت بافتتاح المتاحف الجديدة، عن مكان جديد للمتحف في شارع المعز لدين الله الفاطمي، وهو أفضل الأماكن التي تناسب هوية هذا المتحف، إلا أنها لجأت إلى الاستسهال في نقل المتحف بالكامل وإغلاقه ليتحول إلى مجرد قاعة صغيرة في المتحف القومي للحضارة المصرية، بمنطقة الفسطاط، وهو الأمر الذي يطرح الكثير من علامات الاستفهام، حول طبيعة عمل قيادات الآثار في هذه الفترة، هل هم يعملون لصالح افتتاح أماكن جديدة تسطر أسماءهم على رخامة الافتتاح أم يفترض أن يسعوا إلى وضع الأمور في نصابها الصحيح وفق آراء علمية تخدم التراث المصري الفريد؟ وهل سيكون متحف الحضارة مناسبا لاستقبال متحف النسيج أم سيكون بمثابة قرار عشوائي جديد من القرارات العشوائية الكثيرة التي رأيناها الفترة الماضية؟

ويحتوي المتحف على مقتنيات مهمة تم جمعها من عدة أماكن منها: المتحف المصري، ومتحف الفن الإسلامي ومنطقة القرنة في مدينة الأقصر، ويضم نحو 250 قطعة نسيج و15 سجادة وتتمثل في كل ما يتعلق بصناعة النسيج ابتداء من العصر الفرعوني مرورا بالعصر الروماني واليوناني والفن القبطي، بالإضافة إلى صناعة النسيج في العصور الإسلامية بداية من العصر الأموي ثم العباسي مرورا بالطولوني والفاطمي والأيوبي والمملوكي والعثماني، ثم عصر الدولة الحديثة متمثلة في دولة محمد علي.



متحف فريد
وقال الفنان فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق، في تصريحات لـ"البوابة": "متحف النسيج متحف فريد من نوعه في العالم كله، وأنا من ناحيتي أصبح لدي قناعة أنهم "يعملوا اللي يعملوه"، وحينما هممت بإنشاء هذا المتحف رأيت أن سبيل محمد على مكان مهم ولم يتم استغلاله بالشكل الأمثل، فاقترحت إنشاء المتحف به".
وحول كواليس إنشاء المتحف أضاف "حسني": "بالصدفة كنت في المتحف المصري بالتحرير، ووجدت عددا كبيرا من قطع النسيج الفريدة من نوعها، فطلبت تجميعها في متحف مستقل، وعندما نقول إن سبيل محمد على مكان للمياه ولا يصلح لأن يكون متحفا، فهذا أمر عليه علامات استفهام ويجب أن يستفيدوا من هذا المكان في المستقبل بدلا من أن يظل مهملا بعد نقل المقتنيات منه، واختيار الأماكن التراثية والمشاريع التي تناسبها أمر يخضع لجهد المسئول وفلسفته في العمل، مشير إلى أن المتاحف النوعية أمر مهم، وأنه كان صاحب فكرة إنشاء متحف الخزف بالزمالك".


وأكمل: "عندما رممنا شارع المعز لدين الله الفاطمي وأعددناه للزيارة، عملنا الإضاءة له، كان يجب أن ننشيء متحفا مهما به، والشارع مليء بالأماكن الأخرى، وإذا احتاجت الوزارة أن تعرفها عليها أن تسألني، لكنني لن أقحم نفسي عليها، لأن متحف النسيج أثار ضجة كبيرة وقت افتتاحه، حتى أن أحد كبار المسئولين الأتراك أشاد به، وكان كل همي أن أنشيء المتاحف المتخصصة لأنها تعلم الأجيال الجديدة الكثير من الأمور ويعطي الأماكن قيمة بحيث لا تكون مهملة، وكل مسئول له وجهة نظره ورأيه الذي سيحاسب عليه التاريخ والمجتمع، ويجوز أنهم يعملون شيئا لا أعلمه، حتى أن متحف الحضارة الذي تم نقل متحف النسيج له، أنا الذي أنشأته وكل متحف من الذين أنشأتهم له مكان في خيالي وفي ضميري، والعمل الثقافي والإبداعي يتوقف على ذوق كل شخص سواء كان مناسبا أم لا، وكل مسئول عليه أن يجتهد والتاريخ هو الحكم في نهاية الأمر." 


تكرار الخطأ
من جانبه قال الدكتور حجاجي إبراهيم، لقد كان إنشاء المتحف في السبيل خطأ من البداية، أما إغلاقه ونقله إلى متحف الحضارة فهو "خطأين"، وكان من الأفضل أن يتم نقل المتحف إلى أحد الأماكن المجاورة في شارع المعز وما أكثرها، لأن الجمهور تعود عليه في مكانه القديم، بدلا من أن يتفرق دمه على المتاحف، خاصة أن نقل المتحف إلى متحف الحضارة أمر يشبه ما يحدث في متاحف الأقاليم عندما يتم نقل أي آثار إليها دون دراسة ويتم حشوها في هذه المتاحف بأي آثار، وكان يجب أن يقتصر الأمر على آثار المحافظة أو الإقليم فقط، وما أكثر المتاحف التي أقيمت على هذا النمط.
وأضاف "إبراهيم": لا بد أن يتم التفرقة بين المتاحف النوعية والمتاحف الإقليمية، وواضح أن إدارة المتحف تريد أن تملأه بأي شيء، ولذا أتمنى أن يكون المتحف ضم بوابات منازل أوسيم، وهي بوابات غاية في الروعة، والبوابة تحفة معمارية متكاملة لم أر مثلها في حياتي ولو تركناها مكانها سيدمرها الأهالي في مكانها القديم.
وتساءل: هل متحف الغردقة على سبيل المثال يعبر عن مدينة الغردقة نفسها بمعنى أنه يحتوي على آثار الغردقة فقط، أم أنه يحتوي على آثار البحر الأحمر من الزعفرانة حتى حلايب وشلاتين، أم أنه متحف أم الدنيا، الذي يضم جميع آثار مصر؟ هذه المراجعات يجب أن يتم الاتفاق عليها حسما للجدل الدائر لأن القضية كبيرة والبعض يستخدمها استخداما سيئا.