السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

بالصور.. جولة داخل إسعاف الإسماعيلية.. «البوابة نيوز» تشارك في نقل مريض كورونا إلى مستشفى العزل

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
العمل يبدأ بتلقى بلاغ الاشتباه وتوجيه الإسعاف إلى موقع الحالة وقياس درجة الحرارة والسكر والضغط مع ارتداء ماسك لضخ الأكسجين
يبذل رجال الإسعاف جهودًا كبيرة للوقوف في الصفوف الأولى خلال مجابهة فيروس كورونا المستجد منذ انتشاره خلال الموجة الأولى في مارس الماضى، وقدموا العديد من الشهداء في سبيل ذلك.
وكانت لـ«البوابة نيوز» هذه المعايشة مع فريق فرع هيئة الإسعاف بالإسماعيلية، لمعرفة تفاصيل عملهم والصعوبات التى يواجهونها على جبهات القتال في مواجهة فيروس كورونا.
منذ الوهلة الأولى داخل فرع هيئة الإسعاف في الإسماعيلية بمنطقة السلطان حسين تجد جميع العاملين كخلية نحل الكل يعرف دوره بالتحديد ويلتزم بالإجراءات الوقائية لمكافحة الفيروس في البداية توجهنا إلى مكتب الدكتور حسن درويش مدير فرع هيئة الإسعاف بالإسماعيلية نجده كالقائد يقف وسط فريقه يراقب عن كسب سير العمل ويقدم توجيهاته لإنجاز الأعمال وسرعة تحرك سيارات الإسعاف إلى مكان البلاغ، وبرفقة الدكتور حسن درويش توجهنا إلى مقر غرفة العمليات المنوط بتلقى البلاغات يجلس ٧ موظفين ٢ منهم لتلقى البلاغات تليفونيا من خلال رقم ١٢٣ ويدون اسم المبلغ ورقم تليفونه ونوع الإصابة ثم ينتقل البلاغ إلى مسئول اللاسلكى لتوزيع البلاغات على أقرب سيارات إسعاف من موقع البلاغ وموظف آخر يستقبل البيانات من سيارات الإسعاف لإدخالها على شبكة وزارة الصحة ومعرفة الإجراء الطبى الذى خضع إليه المريض.
العمل على مدى الساعة
يقول رفعت المحمودى مسئول وردية غرفة العمليات نعمل على مدى ٢٤ ساعة يوميا دون توقف ويقسم العاملون بغرفة العمليات على ورديتين عمل كل منهما ١٢ ساعة مؤكدا أن أصعب فترة عمل مرت عليهم هى فترة انتشار فيروس كورونا، وذلك بسبب كثرة تلقى بلاغات المشتبه فيهم مما ضاعف مهام العمل داخل غرفة العمليات، وأوضح أن هناك نظامًا إلكترونيًا لتوزيع حالات مصابى كورونا على مستشفيات العزل ويضيف محمد إبراهيم مشرف غرفة العمليات أن أكبر التحديات التى تواجههم في العمل محاولة الوصول إلى مرضى كورونا وسرعة إنقاذهم ونقلهم إلى العزل إذا استدعت الحالة هذا بالإضافة إلى بلاغات الحوادث المتكررة.
وبجوار سيارة الإسعاف يجلس بشير محمد العربى مسعف فرع إسعاف الحميات ينتظر وصول أى بلاغ بوجود إصابات مرتديا بدلته الوقائية مستعدا لنقل أى مصاب بفيروس كورونا أو شخص تظهر عليه أعراض الفيروس. ويؤكد أنه منذ بداية انتشار أزمة كورونا نتسابق لنقل المصابين إلى مستشفى العزل ولم نتأخر لحظة عن أداء مهام عملنا رغم المخاطر التى تحاصرنا أثناء تأدية عملنا ولكل فرد منا أسرة يخشى عليها من الوباء إلا أننا وضعنا أرواحنا على كفنا وحملنا على عاتقنا مسئولية إنقاذ المصابين وتركنا كل شيء على الله بيده رفع الوباء، وأضاف أن وزارة الصحة وفرت كل الاحتياجات الوقائية لحمايتنا من انتقال الفيروس أثناء التعامل المباشر على المرضى، وأوضح أنه يتلقى البلاغ من غرفة العمليات بمكان المريض ويقوم بتجهيز سيارة الإسعاف المعقمة مسبقا مرتديا بدلة وقائية جديدة ذات الاستخدام الواحد وماسك ونظارة طبية و٢ قفاز وحذاء مصنوع من البلاستيك ويفحص المعدات الطبية ويتأكد من توافر الاكسجين بسيارة الإسعاف لافتا إلى أن إجراءات نقل مصابى كورونا تختلف كثيرا عن أى مريض آخر فلا يجوز اصطحاب مرافق مع المريض داخل سيارة الإسعاف ويرفض مساعدة أى شخص في عملية إنزال المريض من الأدوار العلوية إلى سيارة الإسعاف حرصا على سلامة المواطنين، ويؤكد أنه يتحمل مسئولية نقل المريض وعدم اختلاطه بأى شخص آخر منعا لانتشار العدوى، وأردف في حديثه أن الموجة الاولى كانت أقل تأثيرا من حيث إعداد المصابين وخطورة الأعراض وتطورها في وقت قصير، أما الموجة الثانية فأصابت أعدادًا كبيرة بمختلف الفئات العمرية وينتظر المريض لظهور أعراض خطيرة حتى يتواصل مع سيارة الإسعاف لنقله مطالبا المواطنين باتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة وعزل أى مصاب بأعراض كورونا حتى أن كانت بسيطة والتواصل السريع مع الطبيب المعالج، وعن أصعب الحالات التى شاهدها هى حالات كبار السن وخاصة أصحاب الأمراض المزمنة التى تتدهور حالتهم سريعا وينقص نسبة الاكسجين بالدم إلى ٥٠، وتحتاج إلى أكسجين هوائى في أسرع وقت، ويتم نقلها إلى العناية المركزة فور وصولها لمستشفى العزل.
ويلتقط منه أطراف الحديث جلال أبوالعينين سائق في فرع هيئة الإسعاف قائلا إنه يعمل منذ ١٠ سنوات، وخلال تلك المدة تعامل مع إصابات مختلفة كان أخطرها حالات الالتهاب السحائى وأخيرا مصابو الكورونا ومنذ بداية الأزمة تم تكليف طبيب من الطب الوقائى لتقديم دورات للعاملين عن كيفية التعامل مع الجائحة وطرق الحماية من انتشار الفيروس.
وأشار إلى انه خلال الموجة الأولى لانتشار الفيروس كان يواجه المسعف والسائق أزمة إقناع المريض بالانتقال معهم إلى العزل خاصة أن مشهد ارتدائهم للبدل الوقائية كان جديدا على المواطنين ويثير الرعب في نفوسهم، لكننا كنا حريصين على العامل النفسى للمريض ونتحدث إليه عن ضرورة انتقاله للمستشفى قبل انتشار الفيروس بجسده وتتطور الأعراض وأنه سيعود قريبا إلى منزله بعد العلاج، أما في الموجة الثانية نواجه تحديات أصعب بكثير بسبب ارتفاع أعداد المصابين وكثرة بلاغات المشتبه في إصابتهم ولا نستطيع أن نتأخر على أى حالة ونقوم بواجبنا على أكمل وجه حتى يطمئن المواطن على صحته داعين المولى عز وجل رفع البلاء والوباء عن الناس أجمعين.
إجراءات التعقيم
وبالنسبة لإجراءات تعقيم السيارة أكد أنه بعد توصيل كل حالة تعود سيارة الاسعاف إلى الفرع ويتم تعقيم السيارة بالكلور المخفف وغسلها بالماء الجارى من الداخل والخارج ثم رش البدل الوقائية للمسعف والسائق وخلعها ثم غسل الأيدى جيدا بالماء والصابون ويتم التخلص من البدل الوقائية والاغلفة الخاصة بسرير نقل المريض عن طريق النفايات الطبية وحرقها بواسطة عامل المحرقة.
وأكد دكتور حسن درويش مدير فرع هيئة الاسعاف بالإسماعيلية أنه منذ بداية انتشار جائحة كورونا رفعت وزارة الصحة درجة الاستعداد القصوى لمواجهة الأزمة وشملت الإجراءات الوقائية.
وأوضح أن الاسعاف تتلقى بلاغات الاشتباه في إصابات كورونا من خلال رقم الخط الساخن ١٢٣ أو من خلال اللاسلكى حيث يبلغ المواطنين عن حالات تحمل اعراض كورونا وعلى الفور يتم توجيه سيارة الإسعاف إلى موقع الحالة ومن خلال المسعف يتم قياس نسبة الاكسجين في الدم ودرجة الحرارة والسكر والضغط والاطمئنان على العلامات الحيوية ويتعامل مع الحالة إذا احتاجت أكسجين يتم ارتداء ماسك لضخ الاكسجين كل ذلك يتم أثناء التوجه إلى مستشفى العزل في الحميات أو مستشفى أبو خليفة، ويرافقها المسعف داخل المستشفى أثناء عمل الأشعة والتحاليل اللازمة وإذا قرر الفريق الطبى عزلها بالمستشفى يقوم المسعف بإبلاغ بيانات الحالة والإجراء الطبى ومكان العزل إلى مدخل البيانات داخل غرفة العمليات لتسجيلها على شبكة وزارة الصحة وإذا قرر الفريق الطبى العزل منزليا يتم مرافقة الحالة إلى المنزل بعد تقديم الرعاية الطبية لها داخل مستشفى العزل.
قو الاسعاف
ولفت درويش إلى أن جميع فريق العمل خضع لدورات تدريبية على مكافحة العدوى وكيفية التعامل مع حالات العدوى، ويتم تقديم الدورات بصفة مستمرة وعلى رأس العمل كل مدير داخل فرع الإسعاف يقوم بتقديم تدريبات متواصلة للعاملين مؤكدا أن إسعاف الإسماعيلية تكمل بكل طاقتها منذ انتشار الجائحة على مدى الساعة، فهم خط الدفاع الأول في مواجهة كورونا ويعملون بروح وطنية لاتقل أهمية عن باقى الأطقم الطبية فهم لايدخرون أى جهد في نقل المصابين، وتبلغ قوة الإسعاف في محافظة الإسماعيلية ٣٥٠ مسعفًا و٨ سيارات مكافحة عدوى و٣٠٠ سائق و١٢٥ سيارة إسعاف.