الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

كورونا الذي هزم الولي الفقيه

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جاءت أزمة فيروس كورونا المستجد المعروف باسم كوفيد 19، ليفاقم أزمات نظام الملالي، وهي أزمة اجتاحت العالم كله لكنها كشفت مشاكل عديدة لدى بعض الدول، وأظهرت حسن استعداد وعمل قوم آخرين.
فقد أظهرت الأزمة العيوب الهيكلية في النظام الإيراني بشكل شديد الفجاجة، فمنذ بداية انتشار الوباء في مدينة قُم التي كانت تعج بالصينيين، رفضت طهران إغلاق المدينة المقدسة مذهبيًا، وظل الناس يتوافدون بأعداد كبيرة على ضريح المعصومة وغيره من المراقد الدينية، دون أي إجراءات احترازية بزعم أن هذه عتبات مقدسة، يقصدها الناس للاستشفاء وبالتالي فهي محل للتداوي وليس مصدر للعدوى!
والمصيبة أن الولي الفقيه قرر التكتم تماماً على ظهور الفيروس في بداية الأمر منعا لإحجام المصوتين عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية التي جرت في فبراير الماضي، وهو الأمر الذي تم الكشف عنه لاحقاً.
وظلت قُم مفتوحة على مصراعيها حتى قرر النظام إغلاقها ولكن متى؟! بعدما انتشر الفيروس القادم من الصين، في كل محافظات البلاد، وأصبحت إيران الدولة الأولى بلا منازع في الشرق الأوسط في عدد الاصابات والوفيات.
وبعدما تفشى الوباء بين الناس وصار يحصد الأرواح حصدا، تفتق ذهن قائد الحرس الثوري حسين سلامي، عن اختراع مفاجئ، إذ أعلن في 17 أبريل الماضي، عن نجاح ميليشياته(!) في صنع جهاز يعد "ظاهرة علمية مذهلة" زاعما أنه يكتشف أي فيروس (وليس فقط كورونا) من مسافة 100 متر في خمس ثوان، وأطلق عليه "مستعان 110"، هذا فضلاً عن الإعلان عن التوصل إلى لقاح إيراني للفيروس، وأعلن المرشد الأعلى علي خامنئي عدم جواز استيراد أي لقاح من الغرب كلقاح فايزر واسترازينيكا وغيرهم.
وما لبث نظام الملالي أن نسي أو تناسى كل تلك الإنجازات العلمية المزعومة، والتي لو صحت لكانت طهران قبلة العلماء من أنحاء العالم، وفي تناقض مفضوح تبنت وزارة الخارجية الإيرانية سردية أن العقوبات الخارجية هي السبب في تدهور القطاع الصحي في البلاد وانتشار الوباء بهذا الشكل غير المسبوق، بسبب منع طهران شراء اللقاح، وأن الولايات المتحدة هي المسؤولة عن منع الشعب الإيراني من الرعاية الطبية.
وبينما أعلن محافظ البنك المركزي الإيراني، عبد الناصر همتي، أن حكومته خصصت 200 مليون يورو لشراء اللقاح "الغربي"، وتم الإعلان عن الاتفاق مع جماعة مجهولة بالخارج لتوريد لقاحات فايزر، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الإيراني، فجأة عن إلغاء استيراد اللقاح، وأنه سيتم استيراد اللقاحات الهندية والروسية وغيرها من دول الشرق بدلاً من الغرب!
كما جاءت هذه الأزمة كاشفة مدى الازدواجية في إدارة البلاد بين الحكومة، وبين جناح المرشد الذي منح رسمياً ميليشيات الحرس الثوري -بدلا من وزارة الصحة- مسئولية مكافحة الوباء باعتباره حربا بيولوجية تقودها واشنطن تستهدف وقف نهضة إيران، في تناقض واضح مع حقيقة أن الولايات المتحدة من أكثر دول العالم تضررا من ذات المرض.