السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"تنوعنا رحمة وتكامل".. مصر والسودان تؤصلان للأخوة التاريخية والجغرافية.. دورة تدريبية مشتركة لأئمة البلدين.. مختار جمعة: علاقتنا بالخرطوم أمن واستقرار لا يتجزأ.. ومفرح: لن يفصلنا أحد في قضية المياه

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عقد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، اليوم الاثنين، مؤتمرا صحفيا خلال انطلاقة فعاليات الدورة التدريبية المشتركة لأئمة مصر والسودان، من خلال تواجد السفير محمد إلياس سفير دولة السودان ووزير الأوقاف السوداني الشيخ نصر الدين مفرح، حيث أعرب جمعة عن سعادته بما يراه من توافق في الرؤى الثقافية والفكرية مع وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية السودانية الذي يصل لحد التطابق والتوافق في قضايا التجديد.



وأشار جمعة إلى أن العلاقة بين مصر والسودان كما عهدناها هي التلاحم والتوافق، فهما شعب واحد نصفه يعيش في شمال الوادي والآخر في جنوبه، وكلاهما أمن استراتيجي للآخر، والسودان بالنسبة لنا هي الجار الأدنى والشقيق الأقرب، وأمنهما واستقرارهما قضية لا تتجزأ، وأن المناخ الآن موات لعودة العلاقات القوية بين البلدين.
توسع في التدريب
وأشار الوزير إلى أن التدريب في الأكاديمية لم يعد اهتماما بالعلوم الدينية فقط بل أصبح تثقيفيًا يشمل علوم النفس والاجتماع والحضارة الإنسانية خلال مدة 6 أشهر، تبدأ برخصة الحاسب الآلي وتحصيل اللغات الأجنبية ومنها "الإنجليزية والفرنسية"، لافتًا إلى دور الواعظات حيث لهن دور بارز في مجال الدعوة ويقمن بعمل وطني مشترك مع الراهبات، موضحًا أن التدريب يقوم على ترسيخ سماحة الإسلام، حيث إن جموع أهل العلم يقولون إن الفقه هو التيسير بدليل، هناك جماعات تاجرت بالتشدد وسوقوا بأنه هو التدين جهلا وتنطعا.

الدين والوطن متكاملان
وشدد الوزير على أن الدين ينشأ ولا يكون إلا في وطن مستقر، يحمله ويحميه، مؤكدًا أنه لن يحترم الناس ديننا ما لم نتفوق في أمور دنيانا، فديننا دين صناعة الحياة لا الموت كما يزعم أتباع الجماعات والتنظيمات المتطرفة، فنحن نحتاج إلى التداوي والأخذ بالأسباب وغيرها من سبل الحياة.
وبين، أن بعض العلماء خرج من دور الدعوة إلى دور الحكم على الناس، لكنه نسي أن دور العلماء البلاغ وليس الحساب والهداية، لذا يجب أن يتصدى لكل فن أربابه ومتخصصه وأن نأخذ من أهل كل اختصاص ما يتعلق به سواء سياسي، اقتصادي، وغيره.
ولفت إلى أن الفقه ليس تشددا، وهناك بعض الجماعات المتاجرة بالدين تاجرت بالدين، وسوقوا أن التدين هو التشدد "كل الشيخ ما يبقى متشدد كل ما يبقى متدين أكتر".
وأكد، أن مصالح الأوطان لا تنفك عن مقاصد الأديان، والجماعات الإرهابية لا تؤمن بالوطن، ومصلحة الجماعة فوق مصلحة الأديان، لافتا إلى أن الدين لا ينشأ إلا في وطن مستقر، وعندما تكون في وطن آمن يسمع دعوتك في الداخل والخارج، فلا يمكن أن يسمع أحد كلامك عن الدين وأنت في وطن مستقر، وهذا العالم لا يحترم ديننا إلا إذا تفوقنا في أمور دنيانا.

ديننا يقوم على الحجة
من جانبه، وجه وزير الأوقاف السوداني نصرالدين مفرح، شكره للشعب المصري على دعمه ووقوفه بجانب شقيقه السوداني، لافتًا إلى أن الزيارة هدفها تعزيز المشتركات بين الأشقاء من خلال هذه الدورة التدريبية المشتركة.
وتابع: "العلم حياة النفوس وغذاء الأرواح ويكفيه شرفًا أن الله بدأ بخلق اللوح والقلم وأن أول ما نزل على نبينا في سورة العلق هو "اقرأ".
وأوضح:"ديننا يقوم على الحجة والدليل والاقتناع وشغلنا الشاغل هو التدريب المنهجي لتلبية احتياجات هذا للعصر، من خلال ورش التدريب التي انعقدت على مدى عام تحت شعار "نحو خطاب دعوي مؤثر" من خلال المعرفة والدراية والانتقاء للأئمة الجيدين واستبعاد دون ذلك، مشددا ما جعل للأمة البقاء والخيرية هو الوسطية التي تعتبر المخرج الوحيد الذي يجعلنا نلتقي فيه.
ولفت إلى النبي ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن أثما، وهذا يجب أن يكون مبدأ عام نواجه به التشدد والتطرف الذي نعاني من انتشاره اليوم، القرآن حذرنا من الغلو والتشدد وجعل مباديء عامة أنه لا تغلو في دينكم، الله تحدث عن التنوع ويجب أن نجعله مبدأ لاحترام قدرة الله عز وجل تنوع ديني، خلقي وخلافه يجب احترامه ولا ينبغي ألا يكون جالب للازدراء والفتنة.

التنوع إرادة وقدرة ربانية
وأردف: النبي جعل التنوع بين الصحابة نعمة ولنا في سلمان فارسي وصهيب الرومي وبلال الحبشي وغيرهم أسوة وقدوة، مشددا على أن خطاب التفجير والقتل خطابات لا تمت للدين بصلة، مستشهدا بحديث الإمام الراحل محمد متولي الشعراوي مع أحد المتشددين حول مصير الذين قتلوا في تفجير ملهى ليلي ومن قتلهم بأن صاحبه الذي فجر نفسه شارك الشيطان في سوق العصاة إلى النار ".
واختتم قائلًا: "جئنا لتعزز المشتركات بين البلدين التي رسخها التاريخ والجغرافيا والعمقين السياسي والديني فأي خلال بذلك سيؤثر بالسلب على البلدين، فلا يستطيع أحد أن يفصل بين البلدين في أزمة المياه فالنيل الذي يجمعهما واحد، كما أننا نعمل على تعزيز مبدأ الوسطية ومحاربة التطرف والغلو معًا".
تكامل بلدين شقيقين
بينما قال السفير السودانى بالقاهرة محمد إلياس إن العلاقات الثنائية بين البلدين هى علاقات فريدة من نوعها ويربطها العواطف وهناك شواهد كثيرة على أنها علاقات ذات خصائص قوية لا تتسم بالشعارات، وهى علاقات تتسع للتعاون الإستراتيجي في كافة المجالات.
ولفت السفير السودان إلى أن البلدين تسعيان لإنشاء كتلة اقتصادية من أجل الإزدهار الأمن الاقتصادي والأمن الإستراتيجي، ونحن لدينا مشاريع كثيرة إستراتيجية بين البلدين في إطار العمل، وأن هناك اتساق بين الشعبين يؤكد الترابط وهى ناتجة عن إرادة قوية.
وشدد سفير السودان أننا نتوسع في المشاركة في جميع البرامج والسياسات تحقيقا لأهداف نتوحد حولها في الرؤية في كثير من القضايا لتحقيق نظرة العالم عن الإسلام الوسطى، لافتا إلى أن القيادة في مصر لا تتأخر عن أى تعاون بين مصر والسودان، ونحن وفى مثل هذا التدريب للمرة الأولى في مصر ونشكر وزير الأوقاف على الاستجابة السريعة لتدريب أئمة السودان بمصر.
وبين أن العلاقة بين الشعبين علاقة تكاملية ونحن نتكامل من أجل رفعة مجتمعنا على المستوى الدينى والعلمى وهى سياسات التعايش من الأمم والشعوب.