الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

«البحث عن نيمو».. فيلم لطفل المستقبل

البحث عن نيمو
البحث عن نيمو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد "البحث عن نيمو" الذي حصل على جائزة الأوسكار عام ٢٠٠٣ من أفلام الرسوم المتحركة العالمية (والت ديزني) التي لا تقدم للأطفال البهجة والدهشة والمتعة فحسب، بل تقدم لهم أكثر من ذلك على مستوى التعامل مع الأسرة والأصدقاء والعالم بأسره. فهو يقدم عددا من القيم التربوية الجميلة التي لا يختلف عليها أحد في تربية وتنشئة الأطفال على مستوى العالم،إلى جانب قضايا كبيرة مثل الحفاظ على البيئة لأننا ببساطة نتعامل مع أطفال الثورة التكنولوجية الرابعة. أطفال المستقبل الذين نراهم يسابقون عمرهم في الانفتاح على العالم لا الصغير الذي ربينا نحن فيه. يناقش الفيلم الطاعة الأبوية وتفهم مخاوف الآباء والأمهات- الحماية الزائدة عن الحد-. وقيمة الاعتذار قبل فوات الأوان، ويقدم أيضا قيمة الشجاعة والإقدام- واجتياز مخاوفنا الخاصة- في سبيل من نحبهم، وألا يكون الطفل شريرا ومزعجا لمن حوله، ويعلمهم أيضا قيمة الصداقة ومساعدة الآخرين في أزماتهم. يقدم أيضا نصيحة أراها جميلة في حد ذاتها، وهي محاولة التمتع بالحياة من حولنا مهما كان الواقع، ومهما كانت الأزمات لا ترفض واقعك واستمتع به. والأهم من ذلك كله قيمة التفكير قبل الكلام، لأن الكثير مما لا نقصد قوله يصدر في حالات الغضب، ونتيجة الغضب دائما هي الندم، بالإضافة إلى الاهتمام بالبيئة. يحكي الفيلم قصة - مارلين وكارول- وهما زوجان من أسماك المهرج يعيشان وسط الشعاب المرجانية بشكل آمن. فتهاجمهما سمكة قرش فلا يبقى سوى الأب وبيضة واحدة تفقس ليخرج منها نيمو الذي يخاف عليه والده بصورة زائدة لدرجة جعلته يحميه بشتى الطرق خوفا من أن تأكله أسماك القرش في المحيط في حالة ابتعاده عن المنطقة الآمنة. حتى أنه فكر في عدم إرسال ابنه إلى المدرسة. وبالطبع يرفض نيمو ويغضب من هذه الحماية، ومن خوف والده عليه، ويسبح بعيدا ليعاند والده ويستمر في العناد ويبتعد إلى أن يمسك به أحد الغواصين وأخذه بعيدا في قارب ولا يستطيع مارلين إنقاذه. لكنه التقط قناة الغواص المكتوب عليه عنوانه فيحافظ عليه ليحاول الوصول إلى ابنه وإنقاذه رغم خوفه الشديد من المحيط. يقابل مارلين السمكة دوري وهي مصابة بفقدان الذاكرة، لكنها تساعده في رحلته والمغامرة، ويقابلان قناديل البحر التي تلدغهما وأسماك قرش تحاول أن تتغير وتغير من طبيعتها المفترسة، ولكنها تفشل وكأنها رسالة للطفل تقول له إن الأشرار لا يتغيرون مهما خدعونا أو وعدونا لأن طبيعتهم تغلبهم فلا داعي لصداقة الأشرار من البداية. يقابلان السلاحف الطيبة التي تحملهما وتلقي بهما إلى التيار الذي يوصلهما إلى المكان الذي يوجد فيه نيمو. ولأن مارلين يخاف الحيط كان يستمع إلى نصائح السمكة دوري رفيقة الرحلة فيبتلعهما حوت ويفقد مارلين الأمل في لقاء ابنه إلى الأبد. لكن الحوت لحسن الحظ يلقي بهما في نافورة تنفسه بشكل يوصله إلى ميناء سيدني حيث يعيش نيمو في حوض أسماك بعيادة طبيب أسنان يدعى فيليب. ويأتي أحد الطيور المائية صديق نيمو ويخبره بقدوم والده فيستعد للقفز خارج الحوض بخطة ساعدته فيها باقي الأسماك، وبالفعل يخرج منه ويصل الأب الذي يحمله الطائر الصديق فيراه على الأرض ويظن أنه مات، فيرحل تاركا صديقته دوري. مرة أخرى يحاول نيمو الوصول إلى المحيط ويصل فعلا عن طريق مواسير الصرف الصحي ويقابل دوري التي تعود إليها الذاكرة، وتوصل نيمو إلى والده مارلين ويعودان معا إلى مكانهما الآمن، بعد أن يكون مارلين قد تخلي عن خوفه من المحيط وتعلم الشجاعة ويكون نيمو قد تعلم أن يفكر قبل أن يتكلم حتى يعبر بصدق عما يريد قوله ويكون الجميع قد جربوا مساعدة الأصدقاء أو تقديم المساعدة لمن يحتاجها. إلى هنا تنتهي القصة الرئيسية، لكن هناك الكتير من الأجراس يقرعها الفيلم لينتبه إليها الطفل وسط كل هذه الأحداث والمغامرات هناك قضايا البيئة المائية وسوء التعامل معها فنرى مخلفات الحرب التي تسقط في قاع المحيط، وهناك أضواء السفن وارتفاع درجة حرارة المياه نتيجة الاحتباس الحراري التي تؤثر على الشعاب المرجانية التي تعيش فيها أجمل الأسماك ألوانا. ويلقي الضوء أيضا على ظاهرة بيع الأسماك النادرة التي ستؤدي في النهاية إلى تناقص أعدادها ثم انقراضها.