الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

وداعاً.. أحمد حرك مؤسس الصحافة العمالية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد صراع طويل مع المرض، رحل عن دنيانا فارس ومؤسس الصحافة العمالية أحمد حرك الذي يعد بحق الأب الروحي لعدد كبير من الصحفيين العماليين والقيادي النقابي بالنقابة العامة للعاملين بالصحافة ورئيس تحرير جريدة العمال ونائب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر الاسبق ، ورئيس شعبة المحررين العماليين بنقابة الصحفيين .
كان أحمد حرك مخلصا للمهنة الصحفية عامة والصحافة العمالية ،خاصة طوال مسيرته الصحفية الرائعة بشهادة خبراء وشيوخ المهنة وقد تم تكريمه من قبل جهات عديدة في مصر وخارجها وكانت الصحافة تجري في دمائه وتشغل كل أحاسيسه وهمومه طوال الوقت لدرجة أنني كنت أراه دوما يتقمص دور صحفي شاب صغير في نشاطه وإخلاصه وامانته ،يجري من مكان الي مكان من أجل تغطية أخبار أو حضور جلسات مؤتمر بالرغم من عمره الستيني فإنه لا يكل ولا يمل ولا يترك أعباء المهنة الصحفية لغيره من المحررين الذين يعملون تحت قيادته إلا أنه دوما كان حريص علي التأكد من مصداقية كل خبر قبل أن ينشر في صحيفة العمال الصادرة عن الاتحاد العام لنقابات عمال مصر وكان معلما وموجها لعدد كبير من الصحفيين في الجريدة العمالية المتخصصة في شئون النقابات العمالية وقضايا العمل واللجان النقابية المنتشرة في كافة ربوع مصر ،وقد كان له الفضل في تعيين عدد كبير من الشباب الصحفي المتحمس للعمل في مهنة الصحافة بعد أن ضاقت بهم السبل ولم يجدوا ملجأ سوي جريدة العمال لتكون معبرا لهم، وبوابة ميسرة لدخول نقابة الصحفيين والتي تمثل لهم حلما اخر بجانب التعيين ،فتحقق لهم ما أرادوا من خلال الراحل احمد حرك ،والذي ساعد عدد كبير من الشباب الصحفي الحالم بالحصول علي عضوية نقابة الصحفيين بعد سنوات من هموم البحث وعدم الاستقرار في صحيفة ما !
وأسس حرك من ناحية أخري شعبة للمحررين العماليين وتم انتخابه رئيسا لها وكنت أنا الأمين العام المساعد للشعبة الوليدة بالانتخاب عندما أجريت بحرم النقابة منذ ١٠ سنوات تقريبا !
علي كل حال فإن مسيرة الراحل احمد حرك لا يمكن أن تمر علينا مرور الكرام دون أن نتذكرها وتتفاعل معها ونتعلم منها اصول العمل الصحفي العمالي المهني ، وكيفية كتابة الخبر الصحفي والمتابعات والتحقيقات ، وفن الحوار الصحفي مع الوزراء والشخصيات المسؤولة في مجتمعنا بثقة وثبات ولياقة صحافية لابد منها لنجاح الحوار وتميزه!
ربما العديد من الأجيال الشابة الوافدة لمجال الصحافة مؤخرا لم تعرف احمد حرك ولكن تاريخه ومسيرته الصحفية العمالية تعلن عن شخصية لا يمكن أن تعوض مرة أخري ،وربما لانه لم يظهر علي الساحة الصحفية منذ أن ترك رئاسة تحرير جريدة العمال ورأي أن يبتعد عن الأضواء ويحتفظ بمسيرته وتاريخه ولا ينزلق الي حروب صحفية لن يجني منها شيء سوي إنقاص تاريخه المشرف الذي قضاه في بلاط صاحبة الجلالة وفي رحاب الصحافة العمالية التي أضاف لها الكثير والكثير. 
وكان الراحل حريص كل الحرص علي متابعة انتخابات نقابة الصحفيين كل مرة بالرغم من مشقة النزول والتحرك وهو في سن السبعين من البيت في منطقة الهرم بمحافظة الجيزة والذهاب الي مبني نقابة الصحفيين في وسط القاهرة إلا أن إصراره علي التواجد فيها والحضور واختيار المناسب من أعضاء مجلس نقابة الصحفيين والنقيب وحرصه علي المهنة واستمرارها وعلي هيبة ومكانة الصحفيين كان ظاهر للعيان وكان دليلا علي حبه وعشقه لمهنته التي افني عمره في خدمتها والدفاع عن قضاياها وعلي مشكلات اي زميل صحفي مهما صغر سنه ومكانته!
لا يمكن أن نقول شيئا عن رحيل فارس الصحافة العمالية احمد حرك سوي الدعاء له بالرحمة والمغفرة والجنة وان يرزق أهله وذويه وزملائه و تلامذته في كل مكان ،ونحن منهم، الصبر والسلوان.