الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

عبدالوهاب عبدالمُحسن يسرد لـ"البوابة نيوز" رحلة "مُلتقى البرلس" حتى دورته السابعة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سمات وعلامات الفن لا تقتصر ولا تتوقف على الدراسة الأكاديمية له فقط حتى تظهر وتلمع على الشخص وأعماله المُبتكرة، ولكن للفطرة البشرية عامل كبير؛ حتى لعبت هذه الفطرة دور المُلهم عند الفنان التشكيلي الدكتور عبد الوهاب عبد المحسن ليخرج بفعاليات مُلتقى البرلس، فكانت البداية برؤيته ومُلاحظته للصياديين وهم يرسمون على مراكبهم في "البرلس" بكفر الشيخ، ومن هنا طرح "عبد المُحسن" فكرة مُشاركتهم في هذا الإبداع، بهدف تطويره وحتى يعلم هؤلاء الصياديين أن مراكبهم جميلة جدًا من خلال الفن كما قال الفنان في تصريحاته الخاصة لـ"البوابة نيوز".
الفنان التشكيلي عبد الوهاب عبد المُحسن، هو صاحب مؤسسة الفنان عبد الوهاب عبد المُحسن للثقافة والفنون والتنمية، وهي مؤسسة تابعة لوزارة التضامن الاجتماعي وتُقدم خدمة مُجتمعية من خلال تخصصات في الفن، فبدأت هذه المؤسسة التفكير في إطلاق فعالية تُغير من خلالها حياة الناس وتطورها وتُشعرهم بالانتماء من خلال الفن وهي "مُلتقى البرلس"، وكبرت هذه الفعالية فكانت في الأول محلية ثم شاركت فيها دول متعددة وأصبحت فعالية دولية منذ الدورة الثانية حتى دورتها السابعة التي انطلقت في أول أكتوبر من العام الجاري تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة، واللواء جمال نور الدين مُحافظ كفر الشيخ بمُشاركة 100 فنان وفنانة من أكثر من 20 دولة حول العالم يرسمون حوائط مدينة برج البرلس ويرسمون على المراكب الصغيرة وتم التواصل معهم واستقبال صور أعمالهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
أثنى "عبد المُحسن" على عدد الفنانيين الكبير ممن شاركوا في مُلتقى "البرلس" في دورته السابعة، وقال: "لقد أرسلنا الدعوة، ولكن سمعه المُلتقى أدت إلى إقبال كل هذا العدد من الفنانيين كمًا وكيفًا لدرجة كانت مفاجأة بالنسبة لنا، هم على علم أن هذه الفعالية لها مستوى مُعين ومُحافظين عليه، ولدينا لجنة تختار الأعمال المشاركة بعناية شديدة، فبالتالي الفنانيين ممن تتوفر فيهم المواصفات والكفاءة بدءوا يُشاركونا، لذلك تفاجئنا بعمل ورش في الهند والصين وبنجلاديش وكوريا، ومقدونيا، واليونان، وإيطاليا، والسعودية، وفرنسا، وتونس، ونيجيريا، والسودان؛ وفكرة أنه أونلاين أحدث زخم كبير جدًا، وتواصل الفنانون في فرحة كبيرة، وباهتمام كبير للفعالية على أساس أنها كسرت فكرة العزلة التي أحدثتها كورونا، فكنا مُتفاجئين ومبسوطين في الوقت ذاته".
وعن البلاد الأكثر مُشاركة في هذا الملتقى، واصل عبد المحسن: "الهند بالطبع وبنجلاديش والسعودية من أكثر البلاد مُشاركة من حيث الكثافة، فقاموا بعمل ورش وتعرفوا على مقاسات المراكب مننا، وقاموا بهذه الإبداعات كأنهم بفعاليات مُلتقى البرلس بالظبط".
وعن أكثر الفنانيين إبداعا بهذه الدورة، تابع الفنان التشكيلي: "كلهم كانوا غاية في الإبداع، ولكننا نشكر الفنان زيداي فيجار عميد الفنانيين في الهند لأنه من قام بدور القيادة للفنانيين في الهند، وهم على ثقة في مستواه ورأيه فبالتالي قام بترشيح مجموعة كبيرة من الفنانيين المُشاركين وكلهم أكاديميين ومُبدعيين".
لم تنتهي رحلة "مُلتقى البرُلس" في دورته السابعة عند هذا الحد، بل نظم الفنان التشكيلي عبد الوهاب عبد المُحسن عقب هذه الفعالية معرض "مراكب البرلس"، ليُشارك فيه نحو 53 فنان مصري بجاليري آزاد على أن يستمر بمقر الجاليري في الزمالك حتى 3 نوفمبر المُقبل؛ ومن جانبها شاركت "البوابة" بعض الفنانيين التشكيليين المُشاركيين في هذا المعرض، ليسردوا رحلة اختيارهم لفكرة عملهم الفني وتنفيذهم له، وذلك عبر السطور القادمة..

برؤية أعمال معرض "مراكب البرلس" والذي انطلق في جاليري آزاد بالزمالك بمُشاركة 53 فنان مصري من أجيال مختلفة تشمل أعمال لفنانيين من الجيل الكبير والجيل المتوسط وجيل الشباب؛ يشعر الزائر بوجود روح وشخصية صاحب العمل الفني مُسيطرة ومطبوعة على عمله وإبداعه، فكل فنان من المُشاركين استطاع من إضافة روح مُختلفة إلى أجواء المعرض تعكس فكره ونشأته وثقافته واتجاهه الفني.
شاركت "البوابة نيوز" بعض الفنانيين التشكيليين المصريين المُشاركين في مُلتقى البرلس السابع، ومعرض "مراكب البرلس"، وهم الفنان على سعيد مدير متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية، والفنانة التشكيلية الدكتورة مرفت شاذلي، والفنانة التشكيلية الصاعدة نور عصام، وسردوا قصة مُشاركتهم واختيارهم للعمل وفكرته، وجاءت كالتالي.. 
قال الفنان على سعيد مدير متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية عن فكرة عمله الفني: "أحاول دائمًا في أعمالي الفنية دمج العنصر الإنساني بأشكال أخرى، مثل اللاند سكيب كما فعلت في عملي المُشارك بمعرض "مراكب البرلس"، أقوم بإدخال الأشكال في بعضها بشكل مُعين، وأستخدم بورتريهات مُستوحاه من "وجوه الفيوم"، ولكني أحاول إضافة بعض اللمسات عليها حتى لا تخرج مثل بورتريهات الفيوم بالظبط، وأحاول في الوقت نفسه المُحافظة على ملامح مُعينة مثل المرسومة على المركب".
وقال عن الوقت الذي استغرقه في إنجاز عمله الفني: "استغرق العمل نحو أسبوع"، ثم علق على فكرة المعرض في اتاحته لمُشاركات أجيال مُختلفة قائلًا: "شيء جيد جدًا أن تُشارك الأجيال القديمة مع الجيل الوسط مع الشباب، حتى يحدث تواصل بين الأجيال وذلك من أبرز الإنتاجات التي تحدث من المعرض، فدائمًا نرى بالمعارض جيل واحدًا أو جيليين على الأكثر يتشاركا سويًا، ولكن فكرة وجود فنانيين كبار وجيل وسط وصغار في تتابع أجيال يُعطي شيئًا إيجابيًا جدًا، فهو لقاءًا جيدًا بين عدد من الفنانيين من أجيال مُختلفة ليتعرفوا على بعضهم البعض في الافتتاحات".
وعن خبرته مع الدورات السابقة لمُلتقى البرلس، تابع الفنان: "شاركت من قبل في مُلتقى البرلس، فهذه المُشاركة هي الرابعة أو الخامسة، وفكرة الرسم على المركب عبقرية، فمن قبل رسم البعض على الكراسي، وأخريين رسموا على مُجسم بشري، وفي فعاليات أخرى رسموا على مجسم للحيوان.
"فكرة الرسم على المركب، كانت فكرة جديدة خرجت من ملتقى البرلس بشكل أساسي، وحصلت على صدى جيدًا بين الناس على مدى سبع سنوات، فالموضوع تأصل ومؤسسة الفنان عبد الوهاب عبد المُحسن الفنية لها السبق في هذه الفكرة بالرسم على المراكب"، هكذا أثنى مدير متحف الفنون بالإسكندرية على فكرة الرسم على المراكب بملتقى البرلس.
ثم وجه الفنان رسالته للفنانيين الشباب والمُبتدأين: "كل فنان عليه أن يصنع نفسه ويحاول عدم تقليد الأخريين، بالطبع الاستفادة من الأساتذة وتجارب الأخريين شيئًا هامًا، ولكن يظل على الفنان أن يُجرب ويبحث كثيرًا بين الاتجاهات الفنية حتى يجد أسلوبه الخاص لنفسه ويسير عليه وينفرد به، وهذا لن يأتي غير بالاستفادة من الأجيال السابقة ومُشاهدة التجارب العالمية والمصرية والرواد".
من جانبها تألقت الفنانة التشكيلية الدكتورة مرفت شاذلي بالعمل الذي قدمته في المعرض، ويُعبر عن تفاصيل كبيرة في أسوان، وقالت عنه الفنانة: "تُهمني الحياة الاجتماعية في أسوان، ووجدت من المركب فرصة لأن تعكس مفاهيم البشر بهذه المدينة، سطح المركب به حالات بين الأحوال البشرية في الحياة الاجتماعية والرجل والمرأة ومدى ما يمكن من انسجام أو نفور ما بين الرجل والمرأة في أكثر حالة والاحساس بالعائلة، والخلفية لم أجد بها أبلغ من حالة الرقص التي تُميز الجنوب ويمكن أن تكون قادرة لعكس مشاعر الناس هناك وبساطتها، وأنهم في حالة من المُباشرة في التعبير من خلال ثلاث فتيات يرقصن، ولكن الرقص ليس مُجرد أداء حركي بمقدار عكسه للجوهر الخاص بالأشخاص في هذه البيئة وحبهم للحياة وبساطتهم".
وعن الوقت المستغرق في تنفيذ العمل، تابعت الفنانة الأسوانية: "استلمنا المركب لمدة شهر، فكرت في رسم لاند سكيب مُستوحى من أسوان في البداية، وعلى كل وجه من وجوه المركب أرسم جانب من جوانبه، ولكن بعد فترة العمل تطور من تلقاء نفسه، وأخذ شكله الحالي، فوجدت أنه أصدق في التعبير من اللاند سكيب، لأن المركب هنا في البرلس هي رمزًا للبشر وأحوالهم، فوجدت أن ذلك بالنسبة لي أنسب في هذا الأداء".
وفي رسالتها للفنانيين الجُدد، قالت شاذلي: "شارك عدد من الفنانيين الجدد من الشباب وأعجبت كثيرًا بأعمالهم، وشعرت أن بداخلهم طاقة ورغبة في التعبير عن الناس بشكل كبير، ونصيحتي لهم أن يستمروا بهذه المصداقية والطاقة التي يعملون بها، وشعرت بالسعادة لأن هذا المعرض قد ضم أكثر من جيل وكل فنان كان تعبيره مُختلف ومُميز وله خصوصية".
وفي رؤية أعمال الفنانيين الصاعديين بالمعرض، تمكنت الفنانة التشكيلية الصاعدة نور عصام من جذب أعين جميع الحضور بمدى الرقة والإبداع الفني الذي زينت به عملها المُشارك، وقالت عن قصة العمل حتى يخرج في هذا الشكل الراقي والذي يُشير إلى مدى تعمقها وشغفها وحبها للفن: "فكرة القارب المُجسم عندما بدأتها كان ينتباني شعورًا مثيرًا، وأول شيء تمكنت من تخيله لمجسم المركب شاهدت وجه فتاة هادئ ومُتأمل وحاضنة للطبيعة من خلال يدها المُتمركزة في قلب القارب ومُحاصرة بصخور الشاطئ كنظرة تشاؤمية لكثرة الصخور لدينا حاليًا في الإسكندرية".
وتابعت عصام قائلة: "هذه هي الفكرة الأساسية ومع تنوع وتشكيل الألوان، فكنت حريصة على نظرية اللون فكل لون رسمت المُقابل له، ليُعطي إحساس بالراحة والهدوء للعين".
ثم أثنت الفنانة على معرض "مراكب البرلس"، وقالت:"التنسيق بالمعرض كان شيقًا وجميلًا جدًا، فكلهم فنانيين مُتميزيين وكل عمل به الروح والطابع الفني لصاحبه الفنان".
وواصلت نور عصام: "شاركت من قبل في معارض تابعة للكلية، ورسمت نُسخة من قبل لاحدى لوحات متحف محمود سعيد، فكلها مُشاركات خفيفة، لانني تخرجت هذا العام من الكلية وبعد الانتهاء من مشروع التخرج، أحد الدكاترة رشحني للمُشاركة في ملتقى البرلس وهذا المعرض".
وأضافت الفنانة عن خطتها الفنية المُستقبلة ومشروعاتها القادمة: "هدفي هو المُشاركة بفعاليات ومُسابقات مُختلفة مثل التي يُنظمها جاليري ضي، وصالون الشباب، وأحاول البحث عن العمل في الوقت الحالي".
ثم وجه الفنان التشكيلي الدكتور عبد الوهاب عبد المحسن كلمة ورسالة للفنانيين وخاصة الفنانيين الشباب من خلال "البوابة" قال فيها: "كل فنان يتجه لبيئته والطبيعة التي يعيش فيها، الفن ليس لوحة فقط، والأساليب الجديدة عندما تدخل للفن والجمال، يُحبها الناس بشكل أكبر وترتبط بها أكثر، ومُجتمعنا مليء بالبيئة المُبدعة والموحية، والمفروض على الشباب أن ينظروا إلى بيئتهم ويتعلموا منها".
وعما أضافته الدورة السابعة من "ملتقى البرلس" للدورات السابقة، قال الفنان: "حققت هذه الدورة انتشار دولي ضخم، كما بلغتنا رسالة أننا نسير على الخط الصحيح وأن مستوانا راقي جدًا، حتى في التفكير والأداء ومستوى الفعالية التي تُعتبر من أهم الفعاليات لكل فناني العالم الذين يسعون دائمًا للمُشاركة بها".