السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

العلاقات المصرية الأمريكية.. سينمائيًا!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حمل مهرجان الجونة السينمائى منذ انطلاقته الأولى وهجًا خاصًا وأداة ترويج لمصر فنيًا وسياحيًا واقتصاديًا، ولحسن حظى تمكنت من اللحاق بلقاء افتراضى على «زووم» حول مشاركة الولايات المتحدة فى المهرجان مع ريتشل ليزلى، الملحق الثقافى الأمريكية بالقاهرة، بعد محاولات لإلهاء ابنتى الصغرى، والتى فاجأتنا بإطلالة ليست بالبريئة خططت لها سريعًا عبر «زووم» ملقية التحية على الزملاء الصحفيين المشاركين متحدثة عن أوستن كلبها المفضل! 
محور الحديث عن التعاون الثقافى والفنى الذى يتم عبر تبادل الخبرات فى المهرجانات السينمائية قد لمسته فعلا العام الماضى يمشاركة كبار الفنانين كتاب السيناريو والمخرجين والموزعين الأمريكيين فى مهرجان القاهرة السينمائى، وهو أمر لم توقفه جائحة كورونا، فالدبلوماسية الثقافية تبحث دائما عن الحلول حتى فى أوج الأزمات. وهذا العام سيشارك خبراء صناعة السينما الأمريكية عبر الإنترنت مع نظرائهم المصريين، وأكدت ريتشل بحماس مشجع أن التعاون سوف يستمر برغم كل الظروف، بل أن التباعد الاجتماعى وتعذر السفر جعلنا أكثر إبداعا فى التواصل وتبادل الأفكار عبر الفضاء الافتراضى.
الحقيقة أن الثقافة الأمريكية بطبيعتها جماهيرية وتتميز بالتنوع والمرونة والانفتاح على الآخر، وما يميز المجتمع الأمريكى عن غيره هو تحفيز الإدراك الثقافى دون تفرقة بين الطبقات مقارنة بالمجتمعات غير الديمقراطية والأرستقراطية الأوروبية وهذا ما كشف عنه العالم الفرنسى أليكسيس توكفيل حينما زار أمريكا «العالم الجديد» فى ثلاثينات القرن التاسع عشر، ولا يزال صحيحا وإن كانت آليات الإنتاج الثقافى تغيرت وتبدلت فى أوج العولمة لكننا نعبر بلا شك لمرحلة نتخطى فيها العولمة وتعود الثقافات المحلية والإثنية للظهور بقوة، إنها طبيعة البحث عن التغيير سنة الكون. والثقافة الأمريكية الآن فى كل منزل عبر نتفليكس وآبل تى فى وغيرها فلماذا لا يتم توطيد التعاون بشكل أكبر يحقق مزيد من الانتشار للفن المصرى؟! 
لدينا اليوم أكثر من فنان مصرى الأصل متحقق فى عالم صناعة السينما والدراما الأمريكية منهم رامى مالك والفنان الكوميدى رامى ومينا مسعود ومحمد كريم، ونتمنى أن تكون هناك أفلام ومسلسلات إنتاج مشترك مصرى أمريكى خاصة وأن السينما منتج ثقافى أساسى فى مصر وأمريكا ولها تاريخ عريق يستحق أن يتوج بهذا التعاون. 
ذكرنى حديث ريتشيل ليزلى عن التعاون المصرى الأمريكى فى مجال السينما، بفيلم وادى الملوك الذى انتج عام 1954 وشاركت به الراقصة الفريدة سامية جمال والفنان رشدى أباظة وعدد من الفنانين المصريين إلى جانب روبرت تايلور وإلينور باركر، فضلا طبعا عن أفلام الأسطورة عمر الشريف.. بالطبع حزنت كما حزن آخرون لعدم اختيار ممثلة مصرية لفيلم كليوباترا ولدينا فنانات يمكنهن لعب الدور باقتدار، لكن علينا أن نخلق الفرص ونعد سيناريوهات للإنتاج العالمى تليق بتاريخ مصر ونخلق المزيد من الفرص، والأمل معقود على مهرجانى الجونة والقاهرة السينمائي. هذه المهرجانات ليست مجرد سجادة حمراء بل هناك كتائب من الشباب المبدع تتحين الفرصة لظهور أعمالها على الشاشة الفضية. 
نحتاج عبر هذا التعاون المصرى الأمريكى استعادة هوليوود فى أرجاء مصر بطبيعتها الخلابة الغنية وتراثها وآثارها، وإنتاج أفلام تم تصويرها فى مصر هو أمر سيضمن سوق كبرى فى بلد ثروته البشرية 100 مليون، ولديه مواسم سينمائية تحقق الملايين، ولديه قاعدة جماهيرية فى أرجاء العالم العربى فبالتالى رواج أى فيلم تم تصويره فى مصر سيحقق أرباحا كاسحة، إذا ما توافرت له شروط الإنتاج الجيد التى تتقنها هوليوود. 
فى مهرجان القاهرة التقيت بالفنان الأمريكى اليونانى الأصل بيلى زان الذى أعرب عن أن أمنيته أن يتم تصوير أحد أفلامه فى مصر، ومن قبله فى عام 2010 التقيت نجم الأكشن الأمريكى فين ديزل فى الإسكندرية وكانت له نفس الأمنية وكان يحدوه شغف كبير تجاه صحراء مصر والإسكندرية بلد الإسكندر، أرى أن الآفاق للتعاون السينمائى واعدة..وأتصور بعد ما فعله بنا كورونا هذا الوباء اللعين نحن بحاجة لعودة الأفلام الاستعراضية الضخمة المبهرة التى عودتنا عليها هوليوود فترة الخمسينيات والستنييات، والتى تقدم للمشاهد وجبة سينمائية وموسيقية تشبع الحواس وتفتح آفاق الخيال ونكتفى بقدر الأكشن الذى تجرعناه من كورونا!