"شاعر العقل" لقب لصق بأحد أشهر الشعراء في مصر الذين ناضلوا من أجل تسليط الضوء على معاناة الفلاحين من الإقطاعيين باستخدام سلاح الشعر والمسرح؛ إنه نجيب سرور الذي كان المسرح بالنسبة له سبب في ترك دراسته الجامعية في كلية الحقوق بمرحلتها الأخيرة ليلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية.
حياة البؤس والحرمان واضطهاد بقايا الإقطاعية من مالكي الأراضي والمتنفذين للفلاحين البسطاء في الدقهلية مسقط رأسه تركت بذورا ثورية في نفسه حيث امتلأ قلبه حقدا على الإقطاعيين وسلوكهم غير الإنساني تجاه الفلاحين.
بدأت حياته الفنية والأدبية بكتابة وتقديم النصوص الدرامية والمسرحيات،وكان اولها عمل مسرحي من إخراج كرم مطاوع بعنوان "ياسين وبهية"، وله باع كبير في النقد الأدبي والمسرحي، بالإضافة إلى عمله الكبير رحلة في ثلاثية نجيب محفوظ فهناك الكثير من المقالات النقدية مثل "تحت عباءة أبي العلاء" و"هكذا قال جحا" و"حوار في المسرح" و"هموم في الأدب والفن" وغيرها مما لم ينشر في حينه أو نشر في الصحف والمجلات المصرية واللبنانية وغيرها.
كتب سرور العديد من الأعمال التي نالت استحسان قرائها منها "يس وبهية- كتبها في بودابست قبل عودته من منفاه إلى وطنه، آه ياليل ياقمر، قولوا لعين الشمس، آلو يا مصر - حققها ونشرها الدكتور عصام الدين أبو العلا بعد وفاة المؤلف، ميرامار- التي اقتبسها من رواية نجيب محفوظ واخرجها بنفسه لفرقة المسرح الحر عام 1968 على مسرح الزمالك، التراجيديا الإنسانية مجموعة شعرية، كما نشرت أعماله الكاملة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب في ستة مجلدات، اثنان للمسرح واثنان للشعر واثنان للدراسات النقدية، بمراجعة وتقديم الدكتور عصام الدين أبو العلا، بالإضافة إلى أعماله الإبداعية أيضًا منها "مسرح نجيب سرور، التراث في مسرح نجيب سرور، عن الإنسان الطيب، حوار في الحديقة، هموم في الأدب والفن، تحت عباءة أبي العلاء، هكذا قال جحا، خيال الظل، رواية لطلال فيصل، رماد حلمك".
