الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الجرح الإسرائيلى في أكتوبر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خلال ثلاثة أسابيع من القتال قتل أكثر من ٢٥٠٠ جندي إسرائيلي وجرح أكثر من ٣٠٠٠ جندي ووقع في الأسر ٣٠٠ جندي فإسرائيل واجهت أول هزيمة عسكرية لها مع العرب وبعد وقف إطلاق النار وفك الاشتباك بين القوات المصرية والقوات الإسرائيلية وانتهاء المعركة بعد أن وضعت مصر قدما لها في سيناء وظهر للعالم تماما سقوط خط بارليف ومعه سقط وهم العدو الذي لا يقهر وعادت الأسرى الإسرائيليين بالبجامات الكستور إلى تل أبيب. أصيبت إسرائيل قيادة وشعبا بخيبة أمل كبيرة وأصبح الجميع يتحدث عن جرح أكتوبر وأصيب بن جوريون بنزيف في المخ ليرحل بعد أن رأي بعينية الهزيمة وأصبح مصير جولدا مائير وموشي ديان معلق في يد الشعب الإسرائيلي الذي وصفهم تارة بالقتلة وبالفشلة تارة أخرى. 
قامت إسرائيل بتشكيل لجنة باسم لجنة اجرانات في ٢١ نوفمبر ١٩٧٣ برئاسة رئيس قضاة المحكمة العليا شيمون أجرانات وتوصلت اللجنة إلى أن الفشل في توقع الهجوم رغم وجود العديد من الشواهد يرجع إلى الفكر الذي سيطر على جميع القادة العسكريين في إسرائيل بأن مصر لن تحارب إلا بعد الحصول على طائرات متقدمة تمكنها من الوصول إلى العمق الإسرائيلي وضرب المطارات الإسرائيلية. 
أوصت اللجنة بفصل رئيس الأركان ديفيد إلعازر ورئيس جهاز الموساد الياهو زيرا وجنرالين للفرق وعدد من الضباط بجهاز الموساد كما أوصت بتشكيل لجنة وزارية للدفاع وتعيين مستشار لرئيس الوزراء لشئون الاستخبارات كما أوضح التقرير أن الهزيمة ناتجة من التخطيط الخاطئ والأحلام الكبيرة التي تفوق قدرات إسرائيل وإمكاناتها حيث اعتقد المخططون أنه عندما يعبر المصريون القناة لن تكون هناك مشكلة في ضربهم ويكون هناك شرق أوسط جديد مع حدود جديدة وبذلك أدان التقرير القادة العسكريين وحملهم الهزيمة كاملة ولم يدين رئيس الوزراء أو وزير الدفاع واعتبرهم قيادات مدنية. 
لماذا هذا الحديث 
من وقت لآخر يظهر من يتحدث عن هزيمة مصر في حرب أكتوبر وكيف انتصرت القوات الإسرائيلية في حرب أكتوبر وهو ما يخالف الحقيقة تماما وهذا الادعاء من الدعاية الساذجة التي أطلقها العدو الصهيوني في نهاية الحرب كمحاولة على التغطية على الهزيمة التي لحقت به وها هو التقرير الصادر عن العدو نفسه يعترف بالهزيمة ويلوم القادة ويعزلهم من مناصبهم وللأسف هذا الكلام يتردد على لسان بعض المصريين ممن يخالفون نظام الدولة سياسيا والغريب اننا مقابل فوز سياسي نضيع جهد شعب عاش أصعب سنوات عمره ليخرج نحو الانتصار ويشعل مشاعل النور ليعبر جسر بين اليأس والرجاء حق لنا أن نفرح ونتفاخر بانتصار قواتنا المسلحة واسترداد الأرض والكرامة عاشت مصر العظيمة وعاش جيشها العظيم.