الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الإبداع النسوي في فانتازيا "كوكب آمون" لـ سالي مجدي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم التفرد الذكوري بفانتازيا الفن والأدب بوجه عام، إلا أن الكاتبة سالي مجدي وجدت لنفسها مكانا في هذا العالم الفانتازي، عندما قررت أن تؤلف روايتها كوكب آمون بجزأيها، وهي في عالمها هذا تبحث بحثا يوتوبيًا، عن حضارة بهرت العالم كله ولا زالت. وقد مزجت سالي بين العالمين الفانتازي، والمثالي بحس أنثوي وغيرة مصرية أصيلة.
وتتجسد الحكاية الرئيسة في الرواية في البحث عمن يحكم كوكب آمون وسط صراع دامي ما بين الملوك والملكات، وما بين الماضي والحاضر، وهي ترى العالم الحاضر عاهرا في شخصية مريم التي أرسلها مندوب الملك للكوكب، كي تكون زوجة وملكة، لكنها كانت أكثر دموية بلا حضارة أو أخلاق فسعت لتدمير الكوكب بأكمله من أجل ان تظل ملكة ليس لأحدها عليها من سلطان ولا حتى شعبها، وقد تداخلت الأزمنة بل وتماهت داخل كوكب آمون ما بين الماضي والحاضر والمستقبل، بجهد كبير من الكاتبة وذلك من أجل إتمام عملية إنقاذ الحضارة المصرية، وهي قد أحسنت في القيام بعملية السرد الفضائي هذا بإستدعاء كل الأزمنة، كما أجادت عندما أشركت كل الشخوص الممكنة والغير ممكنة في الأمر، كما وفقت للتسطير لشخصية مريم- الملكة القادمة من زمن مغاير- عندما جعلتها عاهرة بلا هوية، فلا ثقافة أو أخلاق أو ظل لبعد إنساني، ومن ثم كان من المنطق أن تنفث قتلا وسحلا للجميع، إلا أن بصيص الأمل تجسد في نهاية الأمر على يد شخصية نسائية على نقيض شخصية مريم، ألا وهي حتحور أو شذى، والمؤلفة ترى بذلك ان الخلاص بيد امرأة تستطيع أن تجد صيغة مناسبة للحكم بمساعدة قائد يكون ملكا. وقد أضاف للعمل قيام المؤلفة باستدعاء حادثة غرق السفينة الشهيرة تيتانك عندما مزجت بين أسطورة أو لعنة "سوبك نفرو" وما تعرضت له السفينة من حدث جلل، وكأنها تستدعي كل أحداث التاريخ في الماضي والحاضر وتربطها بحضارتها الكيمتية، كما ألمحت الكاتبة أكثر من مرة لبيان الحقيقة من الأسطورة، في إطار نظريتها المثالية في البحث عن الحقيقة، التي كانت عنوان الرواية ومحرك الأحداث فيها من بدايتها وحتى إتمام عملية الإنقاذ للكوكب الآموني.