الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الرئيس وحديث المصالحة!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هذه المرة بدا الرئيس عبدالفتاح السيسي وكأنه يجيب عن تساؤل مطروح، (لا.. لن أصالح من يسعى إلى هدم وطني)، هكذا جاءت إجابته حاسمة تغلق كل باب وتوصد كل نافذة.
لو كان الاختلاف معهم يقف عند حد الاختلاف العادى والمقبول ما كانت هناك مشكلة لكنهم يسعون لخراب البلد، يقول الرئيس مستكملًا إجابته، وموضحًا أسبابه لرفض أي مسعى للتصالح. 
الأسابيع والأيام القليلة الماضية شهدت مواقف متضاربة ومترددة للرئيس التركي راعي الإرهاب الدولى رجب طيب أردوغان ومستشاريه بين طلب للتصالح مع مصر، وإقامة علاقات سرية على مستوى الأجهزة الاستخباراتية، وبين هجوم على الدولة المصرية فيما نجحت الأخيرة في تحجيم التهديدات التركية للمصالح المصرية سواء في ليبيا أو في منطقة شرق المتوسط وصولًا إلى إفريقيا جنوبًا وبالتوازى مع المساعى التركية للمصالحة صعدت عناصر جماعة الإخوان الهاربة إلى تركيا من حملات التحريض ضد الدولة تارة بحث المصريين على التظاهر، وتارة بتحريضهم على حمل السلاح.
كل ذلك مر وكأن شيئًا لم يحدث، جعجعة بلا طحن كما يقول المثل، والهدف فيما يبدو كان البحث عن مناطق ضعف يمارسون من خلالها أقصى درجات الضغط، لإرغام الدولة المصرية على قبول عرض المصالحة بحيث تعود العناصر الإرهابية إلى مصر في إطار صفقة أشمل للتصالح مع راعيها التركى تعود بموجبها جماعة الإخوان لممارسة السياسة أو ما يسمونه بالعمل الدعوى، الذى هو في واقع الأمر عمل تخريبى بامتياز للدين والعقيدة وكل القيم الإنسانية.
الدولة المصرية ونظام الرئيس السيسي (ليس على رأسه بطحة) حتى يخضع لضغط أو يقبل بإغراء، وكلمات الرئيس جاءت مدوية وحاسمة تبث الثقة والطمأنينة واليقين في قلب كل من آمن بمشروعه، أو بالأحرى مشروع دولة الثلاثين من يونيو فليس إرهابًا أو كفرًا بالوطن مثل إرهاب الإخوان وكفرهم، وحسنًا فعل الرئيس عندما اختار الندوة التثقيفية 32 التى عقدتها القوات المسلحة المصرية للاحتفال بانتصارات أكتوبر لينطق بلسان حال كل المصريين (لا للمصالحة) مع من خان واعتدى وتآمر وتخابر.
لا مصالحة مع من انضموا لأبواق العدو الصهيونى ليشككوا في الانتصارات العظيمة التى حققها الجيش المصرى في حرب العبور فلا تزال عناصر جماعة الإخوان وممن يتخفون وراء ستار المعارضة تنشط على مواقع التواصل الاجتماعي لتبث سمومها في نفوس المصريين خاصة الشباب الصغير بالتشكيك في انتصارات الجيش بل ووصفها بالهزيمة وللأسف تنتشر هذه المنشورات فيما راقبت ولاحظت على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لأشخاص معروفى الهوية والوظيفة ومع ذلك لا تتم ملاحقتهم بتهمة نشر الأكاذيب وبث روح الاكتئاب والاانهزامية وإهانة الجيش والوطن بأسره.
التشكيك في انتصارات أكتوبر 73 أمر لا يحتمل حرية الرأى أو تعدد وجهات النظر لأنه مساس بصلب العقائد الوطنية ومفاهيم الانتماء والولاء للوطن وحتى يكف كل مدعٍ ومخرب عن بث تلك الترهات، قد يكون من المناسب إصدار تشريع يجرم المساس بانتصارات الشعب المصرى في حرب أكتوبر المجيدة، وليس أقل من الحبس عشر سنوات كعقوبة رادعة لهؤلاء الذين تفرغوا لتخريب وتشويه كل قيمة.
للمشتغلين بالسياسة والعمل العام أن يدركوا أمرين أولهما أن الفارق بين المعارضة لسياسات الحكومة بعضها أو كلها، والمناهضة للدولة ومؤسساتها شاسع وكبير، وثانيهما أن خطاب كل ما ينطوى تحت ما يسمى بالإسلام السياسى من جماعات وحركات مجرم ومحرم ولا تنطبق عليه مبادئ حرية الرأى ذلك أنه خطاب يكفر بالوطنية ولا ينشر من الفكر سوى الهدام والمخرب مستترًا وراء لافتات وشعارات دينية زائفة؛ فعندما يرفض المصريون التصالح مع أم جماعات الإسلام السياسى (تنظيم الإخوان الإرهابى) فهو في الواقع يرفض التصالح والتسامح مع خطاب هذا التيار الذى لن يتوانى عن حمل السلاح في وجه المجتمع في اللحظة التى يشعر فيها بالقوة وإمكانية فرض تصوره الدينى المشوه على الناس أجمعين.