الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البابا فرنسيس يستقبل وفدًا من إيبارشية رافينا - تشيرفيا

 البابا فرنسيس بابا
البابا فرنسيس بابا الفاتيكان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استقبل البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، وفدًا من أبرشيّة رافينّا- تشيرفيا، ظهر اليوم السبت في الفاتيكان، بمناسبة افتتاح احتفالات المئويّة السابعة على موت دانتيه أليغييريه.
وجه البابا فرنسيس كلمة رحب بها بضيوفه وقال إن مدينة رافينا، بالنسبة لدانتيه، هي مدينة "الملجأ الأخير" - الأوّل كانت فيرونا -؛ في مدينتكم، في الواقع، أمضى الشاعر سنواته الأخيرة وأكمل عمله: ووفقًا للتقليد، هناك ألّف آخر أغاني كتابه "Paradiso".
تابع البابا فرنسيس : يقول في رافينّا اختتم مسيرته الأرضية. وخلص إلى ذلك المنفى الذي طبع حياته وألهم كتاباته أيضًا. سلط الشاعر ماريو لوزي الضوء على قيمة الاضطراب والاكتشاف المتفوق الذي خصصته تجربة المنفى لدانتي. هذا الأمر يجعلنا نفكر على الفور في الكتاب المقدس، في نفي شعب إسرائيل في بابل، والذي يشكل، إذا جاز التعبير، إحدى "مصفوفات" الوحي البيبلي. بطريقة مماثلة، كان المنفى بالنسبة لدانتيه مهمًا جدًا لدرجة أنه أصبح مفتاحًا لتفسير ليس فقط حياته، وإنما "رحلة" كل رجل وامرأة في التاريخ وما وراء التاريخ.
أضاف الباب فرنسيس حسب ما نشرته الصفحة الرسمية للفاتيكان ، منذ قليل ، في عام ١۹٦٥، بمناسبة الذكرى المئوية السابعة لولادة دانتيه، أهدى القديس بولس السادس لرافينّا صليبًا ذهبيًا لقبره، الذي بقي حتى ذلك الحين - كما قال - "خاليًا من هذه العلامة الدينية ومن الرجاء". هذا الصليب نفسه، بمناسبة هذه الذكرى المئوية، سوف يلمع مرة أخرى في المكان الذي تُحفظ فيه رفات الشاعر. ونرجو أن يكون دعوة للرجاء، ذلك الرجاء الذي كان دانتيه نبيًّا.
وأستطرد البابا فرنسيس، لذلك نرجو أن تحفزنا الاحتفالات بالذكرى المئوية السابعة لوفاة الشاعر الكبير على إعادة النظر في كتابه "Commedia" ​​لكي وإذ ندرك وضعنا كمنفيين، نسمح بأن تستفزّنا مسيرة الارتداد هذه "من الفوضى إلى الحكمة، ومن الخطيئة إلى القداسة، ومن البؤس إلى السعادة، ومن التأمل المرعب في الجحيم إلى تطويب السماء. في الواقع، يدعونا دانتيه مرة أخرى لكي نعيد اكتشاف الحسّ المفقود أو المبهم لمسيرتنا البشرية.
أضاف البابا فرنسيس، قد يبدو في بعض الأحيان، أن هذه القرون السبعة قد حفرت مسافة لا يمكن تجاوزها، بيننا نحن رجال ونساء حقبة ما بعد الحداثة والعلمانية، وبينه هو أحد المدافعين غير العاديين عن الموسم الذهبي للحضارة الأوروبية. ومع ذلك، هناك شيء يخبرنا أن الأمر ليس كذلك. المراهقون، على سبيل المثال - حتى مراهقي اليوم -، إذا أتيحت لهم الفرصة للاقتراب من شعر دانتيه بطريقة يسهل عليهم الوصول إليها، فإنهم سيجدون حتمًا، من ناحية، كل بُعد المؤلف وعالمه؛ ومع ذلك، سيشعرون من ناحية أخرى، بصداه الرائع. يحدث هذا الأمر بشكل خاص حيث يترك المجازي مجالًا للرمز، وحيث يكون الإنسان أكثر وضوحًا وصدقًا، وحيث سحر الحقيقة والجمال والخير، وحيث في النهاية يُسمع سحر الله جاذبيّته القويّة.
تابع البابا فرنسيس وبالتالي إذ نستفيد من هذا الصدى الذي يتجاوز القرون، سنكون أيضًا - كما دعانا القديس بولس السادس - قادرين على أن نغنيَ أنفسنا بخبرة دانتيه لكي نعبر العديد من الغابات المظلمة في أرضنا ونُتمِّم حجنا عبر التاريخ بسعادة، لكي نبلغ إلى الهدف الذي يحلم به ويريده كل إنسان: "الحب الذي يحرك الشمس والنجوم الأخرى".
وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول شكراً مجدداً على هذه الزيارة، وأتمنى لكم أطيب التمنيات لاحتفالات الذكرى المئوية. وبمعونة الله، أعتزم العام المقبل أن أقدّم في هذا الصدد تأملاً أوسع. أبارك بحرارة كل واحد منكم، ومعاونيكم وجماعة رافينّا بأسرها.