الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أردوغان يعوي.. ومصر تكتب التاريخ

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تسير مصر في طريقها نحو المستقبل الذي رسمته لنفسها قبل سبع سنوات، لتجاوز آثار الفجوة الزمنية التي عاشت فيها منذ أواخر القرن العشرين، بينما تعوي من حولها كل الكلاب الضالة، في محاولة مستميتة لوقف مسيرة التنمية وعرقلة مشروع التقدم والبناء.
هكذا فشلت كل دعوات التظاهر الممولة من الخارج، كما فشلت كل محاولات تحريك الشارع المصري طوال سنوات تلت ثورة ٣٠ يونيو، لأنها ببساطة ضد قناعة الشعب، الذي مل أكاذيب منصات الإعلام الموجه، والمنتفعين منها الساعين لتنفيذ أجندات خارجية مشبوهة مقابل أموال تضخمت بها حساباتهم البنكية، وجعلت منهم أثرياء حرب يخوضونها بالوكالة ضد الدولة المصرية لصالح أجهزة وأنظمة مفضوحة ومعروفة للجميع.
والمثير للدهشة أيضا، في هذا الإطار أنه لم يعد خافيا حتى على مموليهم، الذين يتسولون الآن الجلوس أمام المسؤولين المصريين على مائدة المفاوضات، ان هؤلاء المرتزقة باتوا مجرد ظاهرة صوتية لا يتقنون سوي الأعمال القذرة التي تعتمد على بث الشائعات، ونشر الأكاذيب، ولم يعد بمقدورهم تحريك ساكن على الأرض.
فقد ظن تنظيم الإخوان، المأزوم حاليا، وبغباء لا يمكن وصفه، أنهم بنفس الأدوات ونفس السيناريو وبنفس الوجوه المحروقة قادرين على تحريك الشارع للاحتجاج والتظاهر، متخذين من هدم المباني المخالفة ذريعة لدعوتهم.
ففشلت الدعوة كما المرات السابقة وستفشل مع كل مرة قادمة لا محالة، لأن الشعب المصري أصبح يعي جيدا معني الدولة الوطنية وقيمة الاستقرار، ويقدر ما يتم إنجازه على الأرض يوميا رغم كل المصاعب الاقتصادية التي يواجهها، وتؤثر عليه مباشرة.
نعم، يشكو مواطنون من سوء بعض الخدمات، ويتظلمون من عدد من القرارات، ويعارضون بعض السياسات، ليس في ذلك أدني شك، وهذا حقهم وهو ما تدركه الدولة تماما، لكنهم على الجانب الأخر يثقون في أن مصر التي شهدت ثورتين متتاليتين في ٢٥ يناير و٣٠ يونيو، تغيرت بالفعل وبدأت طريقا صحيحا يحتاج كفاحا وصبرا من الجميع.
يعلم المصريون تمام العلم أنهم يسددون ديونا متراكمة منذ عشرات السنين، ليس لهم فيها ذنب، ويصححون أخطاءا تاريخية ورثوها عن آبائهم وليس من الأخلاقي أو المنطقي الاستمرار في سياسة دفن الرؤوس في الرمال، وتوريث هذه التركة الخاسرة للأبناء والأحفاد.
يقاتل هذا الجيل من المصريين في معركة التصحيح والبناء من أجل الأجيال القادمة، ويكافح لتحقيق حلم الصعود بمصر إلى مصاف الدول العظمي وهي ليست أقل من ذلك.
لقد وقفت مصر وتسمرت على أبواب القرن الواحد والعشرين بكل تحدياته دون استغلال لإمكانياتها الهائلة، فأصيبت بالشيخوخة، وسبقتها الأمم في ميادين العلم والتعليم والتكنولوجيا ومجالات الصحة والنقل وغيرها من مناحي الحياة وكان لزاما علينا أن نتحرك لدفع العجلة للأمام في مختلف القطاعات وفي ذات التوقيت.
لا نملك رفاهية الركون في ذيل قوائم التصنيف العالمية، ولن نحتمل شهادة التاريخ الذي يسجل ما لنا وما علينا أمام الأجيال القادمة، فأصبح من الواجب أن نبادر ونبدأ الحركة.
وهذه الحركة التي تشهدها البلاد حاليا هي نتاج الجهد المبذول في مختلف الاتجاهات لتطوير الحياة الاقتصادية والسياسية بل والاجتماعية للقضاء على حالة التراخي، والتعافي من الشيخوخة التي أصابت مصر، وبناء دولة حديثة بالتزامن مع مواجهة المشروع الإرهابي بكل تداعياته وأدواته وضباعه المتربصة في الجحور وعلي منصات الإعلام الأجير.