الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

رسالة من أجزاء إلى المشير السيسي -3 -

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
** السيد المشير عبد الفتاح السيسي: الناس الآن تصحو وتنام محاصرة بحملتين، أراهما ممنهجتين حتى وإن بدت إحداهما غير ذلك .. 
والحملتان ترتبطان باسمك ارتباطا وثيقا .. وتنافس كل منهما الأخرى في الانتشار والسعي إلى السيطرة على العقول، والنفاذ إلى وجدان الناس ..
أولاهما: تعرف بحملة (النفاق) لك .. والثانية حملة (التشنيعات ) ضدك .. 
** السيد المشير: دعنى أبدأ بأولاهما ..
- بحملة (النفاق ) التي فاقت الحد ووصلت الى درجة الاستفزاز .. وأعرف جيدا أنك لا ناقة لك فيها ولاجمل، وأنك تتلقاها تلقي كل المتلقيين لهما ، بل وأكاد أجزم أنك تنفر منها كما ينفر منها كل من يعرفون حقيقة كونك ضابطا من أبناء جيش مصر،  اعتدت ككل أبناء جيش مصر أن تعطي في صمت، وأن لا تنتظر مقابل عطائك مدحا ، وهذا ليس مدحا ولا نفاقا بل حقيقة، فجيش مصر هو المؤسسة الوحيدة من مؤسسات الدولة التي يعطي أفرادها للوطن وشعبه دون انتظارا للأخذ، فما يعطونه لا يماثله في قيمته مقابل، فهو عطاء التضحية بالروح والحياة والعمر ..
لكن حملات النفاق للأسف وصلت من البعض إلى درجة البلاهة المقززة والمستفزة ..  وحملة النفاق كما أن فيها جزءًا هو نفاق من  أناس اعتادوا النفاق ، لكنها أيضا فيها جزء ممنهج ومقصود منه الإساءة إليك، وهو رسالة للشعب البسيط هدفها التنفير منك وتحمل فى طياتها معنى يقول .. ( هذا رجل يتقبل النفاق في البداية فما بالكم به عندما يتولى السلطة ؟! ) .. أكرر : أعلم جيدا أنك بريء من هذا، لكني أطالبك بالتنبه ومحاولة إيقافه بالشكل المناسب والسريع ..
- ثم نأتي للحملة الثانية: حملة التشنيعات، ومحاولة تشويه الصورة التي أحبها الشعب البسيط الحقيقي.. وهي بلاشك حملة ممنهجة ومدروسة بعناية وتتعاون النخبة، وإعلام الطابور الخامس في إنجاحها بضراوة .. رغم أن بعض ما يقال فيها ساذج بل وغبي، لكن الشعب البسيط للأسف شئنا أم أبينا هو فريسة ضعيفة للغزو الإعلامي لعقله ووجدانه البسيط .. وهنا ليس أمامك إلا المزيد من الالتحام الشديد التكثيف بهذا الشعب ( الحقيقي ) والمزيد من الرهان عليه ، والمزيد من مناشدته ومطالبته وتحميله المسئولية معك ، وليس في مناشدة ومطالبة والنداء على الشعب مايشين ولا ما يقلل من قيمتك، بل على العكس فيه مايزيد من قدرك وقيمتك ويعظم من ولائك للوطن .. فالشعب الحقيقي هو الوطن .. 

وأذكرك سيادة المشير بما قاله جمال عبدالناصر ذات يوم للشعب دون شعور بخجل ولا لحظة من تردد خاطبهم قائلا.. ( إن الإرادة الشعبية هي التي تملك أن تصنع قيادتها وأن تحدد لها مكانها .. إن الشعب يجب دائما أن يبقى سيد كل فرد ..إن الشعب أبقى وأخلد من كل قائد .. مهما بلغ إسهامه في نضال أمته. . أقول أمامكم هذا وأنا أدرك وأقدر أن هذا الشعب العظيم أعطاني من تأييده وتقديره ما لم اكن أتصوره يوما أو أحلم به ..لقد قدمت له عمري ... ولكنه أعطاني ما هو أكثر من عمر أي انسان .
لقد أسلم إلي أمانة لم أكن أتصور أن يتحملها فرد .. إن الشعب أبقى وأخلد من كل قائد .. مهما بلغ اسهامه في نضال أمته.

** السيد المشير : إنني وإن كنت آخذ من مخاطبة جمال عبدالناصر للشعب نموذجا ومن أقواله مثالا، فذلك لأنه كان الوحيد من بين كل من حكموا مصر الذي آمن بالشعب وراهن عليه وكسب الرهان .. 
وأنت أيضا في يومنا القريب راهنت على الشعب وناديت عليه وكسبت الرهان .. لكن الشعب ووسط حملة تشويهك المسعورة ما زال يحتاج منك إلى المزيد من الحديث الشفاف الصادق، حديث ينبض بمشاعر المحبة والتقدير للشعب،  وللمزيد من تسليطك للضوء على حتمية العلاقة الوثيقة الممتدة بين الشعب والقائد وموقف كل منهما تجاه الاخر ..
** ومن بين حديث (البلاهة والغباء ) في حملة التشويه القول بأنك ليس لديك البرنامج الذي يجعلك محل ثقة في أن تقود مصر، وأنك لاتملك اللسان ( السياسي) الفصيح ، ولا التاريخ النضالي !! .. 
- وكأن قيادة الوطن تتلخص في برنامج لا يحتاج إلا تكليف عدد من المتخصصين، كل فى مجاله لكتابته، حاملا لغة سياسية رنانة وفصيحة ، والخروج به وطرحه نظريا للضحك به على عقول البسطاء ! .. 
- وكأن القيادة هي عبارات لفظية ضخمة أو غير ضخمة للضحك بها أيضا على عقول البسطاء .. 
- وكأن النضال لا يعد نضالا إلا بسبب سنوات سجن، وهنا يصبح أعضاء الجماعة الإرهابية هم الأعظم نضالا في تاريخ العالم !! 
** السيد المشير: وهنا أيضا سوف أعود إلى تجربة جمال عبدالناصر من جديد وهو يفتح قلبه موجها خطابه الى من يجده الوحيد الذى لابد ان يخاطبه وان يصارحه وان يصدقه القول .. الى الشعب ( الحقيقي ) ..
يقول عبدالناصر فى حديثه حول البرامج المستقبلية المعدة سلفا ( لم يكن مطلوبا مني في يوم 23 يوليو ان اطلع ومعي كتاب مطبوع واقول ان هذآ الكتاب هو نظرية .. مستحيل ... لو كنا قعدنا نعمل هذا الكتاب قبل 23 يوليو لم نكن عملنا 23 يوليو..
في الاسلام ، كان الله يقدر ينزل مع سيدنا جبريل كتاب مطبوع ومجلد ويقول هذه النظرية، هذا هو القرآن، وهذه هي العقيدة . وقد حدث غير ذلك ليعطينا ربنا في حياتنا عبرة وعظة.. ابتدأ الاسلام بأشهد أن لا اله الا الله، وأن سيدنا محمدا رسول الله .. ابتدأ الاسلام بهذا .. جملتان ... لم يبدأ بكل ما هو موجود في القرآن ثم بدأ بعد هذا ايضا الاسلام يعطينا عبرا وعظة في حياتنا 23 سنة لغاية تمام القرآن، وتم نزول القرآن . لماذا فعل الله ذلك؟ فعله حتى يعطينا الفرصة والدليل أو الوسيلة التي نقدر أن نعمل بها في حياتنا وفي دنيانا.
 
** ما أسلسها من لغة .. وما قاله عبدالناصر للشعب، هو المنطقي والطبيعي فالتطبيق يسبق النظريات والبرامج، والممارسة هي التي تؤدي إلى التدرج والتطور والتجربة تفرز الصواب والخطأ .. وما أسهل القوالب الجاهزة والنظريات والبرامج المعدة والمدفوعة الأجر مسبقا أو لاحقا ..
** وعن القول أنك لاتملك اللسان السياسي الفصيح ) .. قد تكون كلماتك بسيطة .. لكن الصدق دائما بسيطا، وما التقعر إلا درجة من درجات خداع البسطاء .. يتندرون بقولك ( انتم ماتعرفوش انكم نور عنينا ولا ايه ؟ ) .. ولا اعرف ماذا في هذا القول من خطأ أو خطيئة ؟ .. وهل كنت تخاطب ( النخبة ) عندما ذكرت هذه العبارة الانسانية البسيطة ؟ .. نعلم جيدا انك كنت تخاطب شعب مصر ( الحقيقي ) .. وما أبعد ( النخبة ) عن شعب مصر ( الحقيقي ) .. شعب مصر ( الحقيقي هم البسطاء البعيدين كل البعد عن السياسة وتلوثها والملوثيين بها .. وشعب مصر ( الحقيقي ) لغتهم صادقة لذلك هى بسيطة ، ولهذا ولانك كنت تخاطبهم بقلب صادق خاطبتهم بلغة الصدق البسيطة .. 
وايضا سوف اعود الى التاريخ واسترجع ماقاله جمال عبد الناصر ( صاحب التجربة الاولى فى الرهان على الشعب الحقيقي ) .. وقف عبد الناصر مخاطبا شعبه دون خجل مما يقول .. ( ... في يوم 23 يوليو لم أكن اعرف أبدا أن اتكلم الكلام الذي اتكلم به الان ، وذلك لأني لم امش يومئذ في تجربة العشر سنين التي وجدت فيها هذه المدة.. ان ظروفنا قضت ان تطبيقنا الثوري ، كان سابقا النظرية التي هي دليل العمل . عن أي شيء تكون النظرية هي تأتي عن دراسة المشاكل .. انا لا أستطيع ان احدد اين نقف .. الشعب هو الذي يحدد أين نقف.. أنا لن استطيع أن اقف الا اذا انتهى استغلال الانسان للانسان، وكل واحد اصبح يشعر أن فيه فرصة متكافئة مع الآخر .. ) 
** السيد المشير عبد الفتاح السيسي : يامن راهنت على البسطاء .. من جديد اقول لك لقد فعلها عبد الناصر من قبل فإفعل مثله وسر على بركة الله متدثرا بأقوى غطاء .. ومتدرعا بأقوى الدروع .. بالشعب الحقيقي .. 
وتذكر ان عليك ان لاتقف فى برنامجك ( العملى التطبيقي على ارض الواقع ) الا عندما ينتهى استغلال الانسان لأخيه الانسان .. وهنا تكون قد اكملت مسيرك الوطنية التاريخية ، وعندها تقول لك مصر شكرا لك ايها القائد .. 
وللحديث بقيته ..