الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ابن المقفع

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تقول عنه الموسوعة الحرة «ويكيبيديا»: هو عبدالله بن المقفع، فارسى الأصل، وُلِد فى قرية بفارس اسمها جور، مؤرخون آخرون ينسبون مولده للبصرة، كان اسمه روزبه پور دادویه (روزبه بن داذويه)، وكنيته «أباعمرو»، فلما أسلم تسمى بعبد الله وتكنى بأبى محمد ولقب والده بالمقفع لأنه اتهِم بِمّدَ يده وسرق من أموال المسلمين والدولة الإسلامية لِذا نكّل بِه الحجاج بن يوسف الثقفى وعاقبه فضربه على أصابع يديه حتى تشنجتا وتقفعتا (أى تورمتا واعوجت أصابعهما ثم شُلِتا). وقال ابن خلكان فى تفسيره: كان الحجاج بن يوسف الثقفى فى أيام ولايته العراق وبلاد فارس قد ولى داذويه خراج فارس، فمد يده وأخذ الأموال. فعذبه فتفقعت يده فقيل له المقفع، وقيل انه سمى بالمقفع لأنه يعمل فى القفاع ويبيعها، ولكن الرأى الأول هو الشائع. 
عُرِف عبدالله بن المقفع بذكائه وكرمه وأخلاقه الحميدة، وكان له سعة وعمق فى العلم والمعرفة ما جعله من أحد كبار مثقفى عصره، حيث تتكون ثقافته من مزيج من ثلاثة جوانب: العربية، الفارسية واليونانية، وكان ملمًا بلسان العرب فصاحةً وبيانًا، وكان كاتبًا ذا أسلوب، وذلك لنشأته فى ولاء آل الأهتم، ووصف بمنزلة الخليل بن أحمد بين العرب فى الذكاء والعلم، واشتهر بالكرم والإيثار، والحفاظ على الصديق والوفاء للصحب، والتشدد فى الخلق وصيانة النفس. وقد اتهمه حساده بفساد دينه، وربما كان الاتهام واحدا من أسباب مقتله، ولا نجد فى شيء من كتاباته ما يؤكد صدق هذا الاتهام.
من أهم أقواله: «إذا أسديت جميلًا إلى إنسان فحذار أن تذكره وإذا أسدى إنسان إليك جميلًا فحذار أن تنساه» والعديد والعديد من الصفات الرائعة.
اشتهر عبدالله بن المقفع بِأنه على خِلافٍ شديدٍ مع سُفيان بن مُعاوية بن يزيد بن المهلب بن أبى صفرة وهو والى البصرة أثناء فترة حُكم الخليفة العباسى أبوجعفر المنصور، وكان ابن المُقفع يعبث معه ويضحك عليه ويستخف به كثيرًا وقيل أن أنف سُفيان كبيرًا فكان يقول له عبدالله بن المقفع إذا دخل عليه: السلام عليكُما، يعنى سفيان وأنفه معه.
وقال سفيان يومًا:
«ما ندمتُ على سكوتٍ قط».
فقال له ابن المقفع:
«الخرس زينٌ لِأمثالك فكيف تندم عليه!».
غضب سُفيان من ابن المُقفع يومًا وافترى عليه أمرًا ما.
بعد ذلك ربطه وآمر بإحضار فرن تنور فَسجَّره وأوقده حتى أصبح حاميًا مُتوّقدًا عندئذٍ آمر سفيان رجاله بِتقطيع أعضاء وأطراف عبد الله بن المقفع عضوًا عضوًا وكُلما قطعوا عضوًا من جسم ابن المقفع يقول لهم سفيان بن معاوية:
فجعل رجال سفيان يقطعون أعضاؤه ثم يرمونها فى الفرن حتى تحترق بينما يرى وينظر لها عبدالله بن المقفع حتى هلك ومات من شدة التعذيب.
وقال له سُفيان عِندما كان يُحتضّر:
«ليس عليّ فى المثلة بك حرجٌ، لأنك زنديق قَدْ أفسدت النّاس».
علق المؤرخ الذهبى فى كِتابه سير أعلام النبلاء على هذه الحادثة قائِلًا:
«كانَ ابنُ المُقفَّعِ معَ سعَةِ فَضْلِه، وَفرطِ ذكائِهِ، فِيْهِ طَيشٌ، فَكانَ يقُوْلُ عَنْ سُفْيَانَ المُهلَّبيِّ: ابْنُ المُغْتَلِمَةِ مِما تَسَبّب بقتلِه.»
دافع عنه غير واحد من المؤرخين، ودحضوا عنه تهمة الزندقة التى اتهمها به أعداؤه، منهم وائل حافظ خلف فى تصديره لكتاب الأدب الصغير، وفى كتابه «خواطر حول كتاب كليلة ودمنة»، واستدل بما أورده العلامة ابن كثير فى «البداية والنهاية» عن المهدى قال: «ما وجد كتاب زندقة إلا وأصله من ابن المقفع، ومطيع بن إياس، ويحيى بن زياد» قالوا: «ونسى الجاحظ، وهو رابعهم !!» ا.هـ ونقول: أما «فلانٌ» وأمثالُه مِنَ الحَوَاقِّ فعسى، وأما ابن المقفع فلا ؛ فَكُتُبُهُ بين أيدينا تكاد تنطق قائلة: «وايم الله ! إنَّّ صاحبى لبريء مما نُسب إليه» !. وليت شعرى كيف ساغ لفلان وفلان وفلان ممن ترجموا للرجل أن يجزموا بذلك، وكلهم قد صَفِرَت يَدُهُ من البرهان؟ إنْ هى إلا تهمة تناقلوها بدون بيان. وقِدْمًا اتهموا أبا العلاء المعرى بذلك حتى قيض الله له مِن جهابذة المتأخرين مَن أثبت بالدليل الساطع والبرهان القاطع براءته. فتبصروا رحمكم الله» انتهى كلامه.
ابن المقفع ألف تحية.