إبداعات الفنان التشكيلى دائمًا ما تواجه صعوبة في كونها رهنًا لتوافر الخامات التى يستخدمها لإنجاز أعماله الفنية المُختلفة، حتى تضطره الظروف أحيانًا إلى اللجوء لخامات أخرى بدلًا من التى اعتاد عليها لعدم توافرها في الأسواق أو لتوقف استيرادها من الخارج.
كل ذلك بجانب اختلاف الأسعار المُفاجئ ليرتفع دون معرفة أسباب ذلك بالرغم من أنها بيعت بأسعار أكثر انخفاضًا من قبل، مما يضطر الفنان اللجوء إلى حلول أخرى تُناسب العمل الذي يعمل على إخراجه؛ شاركت "البوابة" هذه القضية مع مجموعة من الفنانين التشكيليين، كما تطرق الفنانون نحو شرح تأثير جائحة كورونا أيضًا على ذلك؟، وجاءت مشكلاتهم مع الخامات المُستخدمة والخامات البديلة وحلولهم على النحو التالى..
قالت الفنانة التشكيلية الدكتورة هند الفلافلى: "هناك بعض الخامات ندُر تواجدها، فلم أجد الخامات التى أشتغل بها، مما يضطرنى الاتجاه إلى خامات بديلة، بالإضافة إلى أن الأسعار كلها غالية حتى من قبل ظهور فيروس كورونا، وأدوات فنية أختفت، وبعد كورونا زاد مُعدل الاختفاء للخامات، فأصبحت أحاول التفكير في خامات جديدة مُختلفة عن الخامات التى اعتدت عليها".
كما شارك الفنان التشكيلى محمد عبلة، وقال حول هذه القضية إن الأسعار دائمًا ترتفع، وتابع قائلًا: "المشكلة كلها أن مُعظم الخامات الموجودة في الوقت الحالى قديمة، من فترة لم يستوردوا، الخامات قديمة وأسعارها مرتفعة وصعبة جدًا بالنسبة للفنانين الشباب طبعًا صعبة جدًا".
"للأسف الشديد الأمر لا يتعلق بالأسعار، فالخامات نفسها غير مُتواجدة"، هكذا أعرب الفنان التشكيلى أحمد عبد الجواد عن نظرته ورؤيته للمشكلة، وواصل قائلًا: "مثلًا عند شرائى لخامات مُعينة أجد أن استيرادها متوقف، فذلك شىء مُخيف جدًا بالنسبة للفنان، فحتى أبسط حاجة أن يجد الفنان خاماته التى يحتاجها، لم يتعلق الأمر بغلائها فقط".
وتابع عبد الجواد قائلًا: "كنا نتحايل على موضوع الأسعار، ولكن حاليًا الخامات غير موجودة، وذلك يجب التوصل لحل له، ونفتح المجال في ذلك".
وأضاف في تعليقه أن الأسعار ارتفعت لأننا لم نجدها مُتوفرة، فالممنوع مرغوب وهى غير متوافرة، فعند توافرها عند أحد التُجار يرفع من أسعارها.
"أسعار الألوان غالية جدًا بالنسبة لكل الفنانين" هكذا أعربت الفنانة منة سعد عن رؤيتها للأزمة، وواصلت قائلة: "الفنان يُمكن أن يقوم بعمل طلبات حتى يوفر خامات له، الأسعار كما هى من قبل كورونا وبعد كورونا، وإذا حدث ارتفاع فهو بسيط جدًا، فهى بنفس السعر من قبل كورونا، وبعض الخامات فقط زادت بنسبة بسيطة".
وعن الحلول البديلة التي يلجأ إليها الفنانون، تابعت "سعد" قائلة: "هناك فنانون لهم أكاديميات وورش، فيقومون بعمل "توالات" حتى تكون بسعر أبسط، لأن بعض الفنانين يقومون بعمل ذلك بمنزلهم، كتوفير لأن الخامات التى نشتريها من الموان "مثل الغراء والبلاستيك والقماش"، الخامات ليست غالية بالطريقة التى يخرج بها التوال، فتكلفته ممكن أن تكون 30 أو 20 جنيها، وأشتريه من الأسواق بمائة جنيه، فالتكلفة تفرق برقم كبير جدًا، لذلك يميل العديد من الفنانين إلى عمل "التوالات" وبيعها، ونحن نتعامل مع هؤلاء الفنانيين، ونشترى منهم التوال- الكانفاس- حسب الطلب، مقاس صغير أو مقاس مُحدد، وهناك فنانون تستسهل وتشترى من المكتبات المشهورة أو من الفجالة وأماكن بيع الأدوات".
