الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

التجنيد الإجباري في ألمانيا يثير المخاوف من اليمين المتطرف

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وزيرة الدفاع تدعو لسنة تطوعية بالجيش.. ومحلل: المقترح يساهم في تخفيف الاستقطاب والعدوانية بالمجتمع
عاد الجدل مجددا في الأوساط الألمانية بشأن عودة التجنيد الإجباري، أو إدخال سنة تطوعية، بعد أن تم إلغاء التجنيد الإجبارى منذ سنوات، بعد اتفاق الأحزاب الألمانية على هذه الخطوة، لمواجهة تنامى الأفكار المتطرفة ودعاة العنف، وخاصة من عناصر اليمين المتطرف، الذى أجبر الأحزاب السياسية على اتخاذ هذه الخطوة.
ومؤخرا اقترحت انجريت كرامب كارنباور، وزيرة الدفاع الألمانية، إدخال سنة خدمة تطوعية في الجيش الألمانى أو في القطاع المدنى للشباب، واقترحت فكرتها تحت عنوان «عامك بالنسبة لألمانيا»، على أن تكمل الخدمة العسكرية التطوعية الموجودة بالفعل، هذه الخدمة مدفوعة ويمكن أن تستمر حتى ٢٣ شهرًا. 
المقترح تلقته الأحزاب السياسية بتباين شديد، ما بين الرفض المطلق للفكرة، وما بين مناقشته في ظل تغير الظروف المحلية والإقليمية، وإنه من الممكن الاستفادة منه إذا تم تطبيقه بالشكل المناسب.
ويرى البعض أن التجنيد الإجبارى من الصعب عودته من جديد، وحتى التطوع في الجيش خطوة قد لا يرحب بها الشباب والفتيات، حيث يفضلون التطوع في مراكز الشباب والمؤسسات العامة، ولا يميل الكثير منهم للانضمام للمؤسسة العسكرية، خاصة وأن الجيش الألمانى أصبح مؤخرا متخصصا بدرجة كبيرة، ويحتاج إلى شخصيات تملك مهارات كبيرة وتطويرا مستمرا، إلى جانب تدريبات قتالية عالية الخطورة، وبالتالى لن يجذب ذلك الشباب الذى لا يود استكمال مهام حياته في الجيش الألمانى.
ويرى مراقبون أن الخدمة العسكرية الإجبارية لن تكون قادرة على منع تطرف اليمين المتطرف في وحدات خاصة معزولة، ولكن فكرة أن الشباب يفعلون شيئًا من أجل بلادهم قبل الشروع في مسارات حياتهم المهنية الفردية أكثر صحة من أى وقت مضى.
في عام ٢٠١١، كان هناك شعور بأن الشباب الألمان كانوا يدخلون سوق العمل بعد فوات الأوان، لذلك تم تخفيض التعليم من ١٣ إلى ١٢ سنة وتم تقصير الدورات الجامعية، وكان هذا أيضًا سبب اعتبار التجنيد والخدمة المدنية البديلة بمثابة تأخير مزعج لدخول القوى العاملة في أسرع وقت ممكن، لقد تغير كل ذلك مرة أخرى، في العديد من الأماكن، يستغرق التعليم مرة أخرى ١٣ عامًا ويقضى العديد من الشباب وقتهم في اتخاذ قرار بشأن ما يجب القيام به في حياتهم.
ويرى المحلل السياسى الألمانى جينس ثوراو أن مقترح «عام ألمانيا الطوعي» ليس فكرة سيئة، وليس من الواقعى الاعتقاد بأن مثل هذه السنة يجب أن تكون إلزامية، لن تكون هناك أغلبية سياسية وراء مثل هذه الخطوة، ولكن يبدو من المنطقى إدخال عام طوعى مدفوع الأجر في خدمة المجتمع، فلا يمكن للجنود الشباب أو مقدمى الرعاية القيام بأى شيء لمنع التطرف اليمينى في الجيش الألمانى «البوندسوير»، ومع ذلك قد تكون قادرة على المساهمة في تخفيف الاستقطاب والعدوانية في المجتمع، ففى الوقت الحالى لا يبدو أن الناس قادرون على الاتفاق على عبارات بسيطة، إلا أن ألمانيا على الرغم من مشكلاتها الداخلية لا تزال مكانًا جيدًا للعيش بشكل عام.
وأكد ثوراو أنه يمكن أن تكون سنة الخدمة التطوعية إحدى الطرق للمساعدة في منع هذا الاستقطاب اليمينى أو اليساري، أو حتى الانضمام للجماعات الإرهابية خارج البلاد، ومن ثم ما المانع من مناقشة المقترح بشكل موسع.
يأتى ذلك في الوقت الذى حذرت فيه وكالة الاستخبارات العسكرية الألمانية العليا في يناير الماضى من رصد أكثر من ٥٠٠ حالة من التطرف اليمينى المشتبه بها داخل الجيش الألمانى، وهذا الرقم يمثل زيادة بنسبة ٣٠ ٪ عن العام السابق.