الأربعاء 17 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

كورونا.. كيف استجابت مصر وروسيا لاستغاثة إيطاليا حينما ردت أوروبا بالصمت ؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تسببت جائحة كورونا المستجد، في إجبار العالم على العيش كجزر منعزلة لفترة من الوقت، حيث علقت الرحلات الجوية وأغلقت المطارات، وعلقت الأنشطة السياسية والرياضية، وأصبح العالم يعيش حظر تجوال دولي غير معلن، وتبحث كل دولة منفردة عن حلول لمواجهة أكبر خطر يداهم البشرية حلال المائة عام الأخيرة.
كان ذلك سببا في تفاقم الأزمة وتفشي الوباء، بصورة أكبر حيث أصبح التعاون بين الدول، أمرا معدوما، في الوقت الذي تحتاج فيه البشرية للتكاتف للوقف في وجه الوباء، الذي تسبب في خسائر اقتصدية فادحة.
وخلال الشهور الأولى من العام الجاري 2020، كانت إيطاليا إحدى بؤر تفشي فيروس كورونا في العالم، بعد الصين وإيران، وتسبب الوباء في شلل اقتصادي وانهيار كبير للنظام الصحي، ما دعا روما إلى طلب المساعدة لمكافحة كورونا.
وفي 26 فبراير الماضي، لجأ رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، إلى الاتحاد الأوروبي، لطلب المساعدة لمواجهة "كوفيد 19"، إلا أن الصمت كان الجواب الوحيد لدى بروكسل، في الوقت الذي كانت أعداد الإيطاليين المصابين بكورونا ترتفع إلى 3 أمثال كل 48 ساعة.
وكشفت صحيفة الجارديان البريطانية، في تقرير لها، أن "كونتي" أرسل رسالة عاجلة إلى مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل، وتمت إضافة المواصفات الخاصة باحتياجات إيطاليا في نظام المعلومات والاتصالات المشترك للاتحاد الأوروبي. ولكن ما حدث بعد ذلك كان صادمًا، حيث قوبل نداء الاستغاثة بصمت مطبق.
في ذلك الوقت، كانت مستشفيات إيطاليا غارقة، حيث نفدت الأقنعة والقفازات والمآزر التي تحتاج إليها الفرق الطبية للحفاظ على سلامتهم وأضطر الأطباء إلى لعب دور سماوي مع المصابين بأمراض خطيرة، بسبب النقص الحاد في أجهزة التنفس.
وقال جانيز لينارزيتش، المفوض الأوروبي المسؤول عن إدارة الأزمات: "لم ترد أي دولة من الأعضاء على طلب إيطاليا وعلى دعوة المفوضية للمساعدة. مما يعني أن إيطاليا ليست وحدها التي لم تكن مستعدة، لم يكن أي أحد مستعد، عدم الاستجابة للطلب الإيطالي لم يكن نقصًا في التضامن إلى حد كبير، لكن كان نقصًا في المعدات".
كانت مصر من بين الدول التي قدمت المساعدة إلى إيطاليا، وفي أوائل شهر أبريل، وصلت وزيرة الصحة هالة زايد برفقتها طائرتين عسكريتين تحملان مساعدات طبية إلى دولة إيطاليا، تنفيذا لتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وقالت الرئاسة المصرية إن هذه المساعدات تأتي في "إطار العلاقات والروابط التاريخية التي تجمع بين الدولتين الصديقتين، وهو ما سيساهم في تخفيف العبء عن دولة إيطاليا في محنتها الحالية خاصة في ظل النقص الحاد لديها في الأدوية والمستلزمات الطبية وأدوات الوقاية والحماية".
على جانب آخر، أرسلت روسيا إلى إيطاليا، 15 طائرة تابعة للقوة الجو-فضائية الروسية، وعلى متنها مختصون عسكريون بعلم الأوبئة وخبراء من وزارة الدفاع، وقاموا بتسليم ثماني فرق طبية وتمريضية إلى منطقة جبال أبينين لمكافحة فيروس كورنا المستجد، بالإضافة إلى معدات الفحص وتدابير التطهير.
وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن روسيا قدمت المساعدة إلى الدول الأوروبية خلال وباء "كوفيد 19"، ليس لأسباب سياسية، بل لأنهم كانوا يواجهون أوضاعاً صعبة وهم الذين طلبوا ذلك.
وتوفي نحو 180 ألف مواطن أوروبي، في جميع أنحاء المنطقة الاقتصادية الأوروبية والمملكة المتحدة، من جراء الإصابة بفيروس كورونا المستجد، فيما انتقلت العدوى إلى 1.6 مليون شخص منذ تسلل المرض إلى القارة في ديسمبر من العام الماضي، بفضل مريض غامض.