الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

دشنا تحتضر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إذا كانت الدكتـورة هالـة زايـد وزيـرة الصحـة، قد تنفست الصعـداء بعـد أن خلعت الهـم الجـاثـم على صدرهــا، من جـراء توغـل وانتشار فيروس كورونـا فى ربوع مصر، وألقت به على وعي الشعب، فإن أهالى مركز دشنا بمحافظة قنا لا ينتهون من توديع حبيب، إلا ويقومون بتوديع حبيب آخـر!!
ومما يزيد من آلام أهالى مركز دشنـا، أن مستشفى دشنا العام، الذى تم هدمه فى 2015 لإعادة بنائه وتجديده، بعد أن تهالكت جدرانه، لم يتم الانتهاء منه، على الرغم من أنه فى المراحـل الأخيرة، مرحلة التشطيب والتجهيز والإعداد!!
من الممكن قبـول توقف بناء مسجد أو مبنى من المبانى الحكومية الإدارية لأسباب تتعلق بالميزانية، أو غيرها من أسباب تحتاج إلى دراسة وتخطيط، لكن ليس من الممكن قبــول توقف بناء مستشفى، خاصة أن قرار الهدم بالتأكيد جاء بعد رصد الميزانية والتكاليف التى سيتكلفها المستشفى، فالذى يهدم بيتـا ليقوم بإعادة بنائه وتجديـده، حتمــا دبر الميزانيـة التى سيهدم بهـا المنــزل أولا، ثم الميزانية التى سيقوم بالبنــاء بها، فهل قامت وزارة الصحة بهدم مستشفى دشنا العام قبل تدبير الميزانية الواجب توافرها لهدم وإعادة بناء المستشفى؟
فى ظـل هذه الظـروف التى تمر بها البلاد، وخاصة أهالى دشنا، بسبب ما يعانونه من انتشار لوبـــاء فيروس كورونـــا، الذى راح يحصد الأرواح، هل يحق لأهالى دشنا أن يصرخوا "أغيثـونــا"!!
إن اغاثــة أهالى دشنــا تتمثـل فى استكمـال المستشفى بأسـرع وقت ممكن، فليس بعيدا على الدولة التى أنشـأت العديد من المستشفيــات الميدانية لمواجهـة فيروس كورونا، أن تقوم بوضع اللمسات الأخيرة لمستشفى دشنا العام!!
فهذا المستشفى لا يخـدم مدينة دشنـا وحدهـا، بل يخدم جميع قرى المركز بنجوعه وقد عانى الأهـالى الكثيــر فى ظل أزمــة كورونا، فى البحث عن مكان لمرضــاهم وغالبــا ما يكون هذا المكان خـارج حدود المركز، فى مراكز أخرى تبعد عن مركز دشنا بالكيلومترات، ما يؤثر بالسلب على التعجيل بسرعة إنقاذ المرضى!!
أعتقد أنــه آن الأوان لأن تتحرك السيدة وزيرة الصحة، وأن تأمر باستئناف العمل فى مستشفى دشنـا المتوقف تمامــا، فمن غيــر المعقــول أن تترك الدولـــة دشنــا تحتضر، وأن نـرى أصـابع الاتهــام تتجه نحـــو دشنا، وهى تشير بأن السبب فى انتشار الوبــاء، يرجع إلى عدم توافر الوعى لدى أهالى مركز دشنـا!!